مكافحة السمنة في السعودية مهمة صعبة يخوضها المجتمع السعودي بكافة عناصره من أجل تحسين صحة الفرد والنهوض بإمكانياته.
أحد سبل المكافحة التي تستحق الثناء كانت مبادرة حائل لإنقاص وزن 100 شخص إلى الحدود الطبيعية.
حيث يتم إشراك مجموعة من المواطنين في المبادرة وتدريبهم على عيش نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة والتغذية السليمة لعام كامل.
تستهدف المبادرة توعية المواطنين بمخاطر السمنة وكيف أنها ترفع من مخاطر الإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر من النوع الثاني.
مشكلة السمنة في السعودية
يعاني أكثر من 63% من المواطنين السعوديين من مشكلة زيادة الوزن بحسب تقريرًا نشرته مجلة فوربس الأمريكية.
وتأتي المملكة في الترتيب الرابع على مستوى الدول العربية من حيث زيادة الوزن، بينما تحتل المرتبة 29 على مستوى العالم في نفس التصنيف.
وتعد السمنة من أهم أسباب الوفيات في المملكة حيث يعود إليها السبب في وفاة أكثر من 20 ألف حالة سنويًا.
كما أنها تكلف المملكة فيما يخص تكاليف الرعاية الصحية وغيرها من التداعيات ما يناهز 19 مليار ريال سنويًا.
اقرأ أيضًا: السعودية تستضيف القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
إحصائيات محلية تبرز استفحال مشكلة السمنة
بحسب وزارة الصحة السعودية، فإن 40% من الرجال البالغين في السعودية يعانون من السمنة، بينما تصل النسبة في النساء البالغات إلى حوالي 62%.
وتعزي وزارة الصحة الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني إلى عامل البدانة، حيث أن 80% من المصابين بالمرض من البدناء.
كما تصل أعداد الأطفال المصابين بالبدانة من السعوديين إلى حوالي 3 ملايين طفل.
وحذرت وزارة الصحة من أن مشكلة السمنة المتفاقمة تتسبب في الإصابة بمشكلات صحية ونفسية آخرى على رأسها القلق والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم.
أسباب ارتفاع معدلات السمنة في السعودية
يرجع الخبراء ارتفاع مستويات السمنة في السعودية إلى العديد من العوامل وابرز هذه العوامل:
- تناول الأغذية الغنية بالسعرات وبالدهون المشبعة والسكريات المكررة.
- الخمول البدني فبحسب مجلة لانست الطبية ترتفع نسبة الخمول والكسل في المملكة لتصل إلى 68%.
- الإصابة بالاكتئاب أيضًا من العوامل التي ترفع من مخاطر الإصابة بالسمنة بسبب الأكل الانفعالي، حيث أن 20% من السعوديين يعانون من الاكتئاب.
- تغير النمط الاستهلاكي في المملكة نتيجة للارتفاع الكبير في المستوى المعيشي أحد عوامل الإصابة بالسمنة.
تعريف السمنة
هي زيادة تخزين الدهون بالجسم بسبب اختلال التوازن بين ما يصل إلى الجسم من سعرات حرارية، وما يستهلكه في نشاطه اليومي.
وتتسبب هذه المشكلة في إحداث ضررًا في صحة المصاب بها، وتعوقه عن ممارسة حياته الطبيعية وتؤثر على جودة الحياة وتقلل من الإنتاج.
كيفية قياس السمنة
يتم قياس السمنة عن طريق مؤشر كتلة الجسم، حيث يتم حساب نسبة وزن الشخص بالكيلوجرام إلى مربع الطول بالمتر المربع.
وهكذا يتم قراءة النتيجة:
- أقل من 18.5: مصاب بالنحافة.
- 5 – 24.9: الوزن الطبيعي.
- 25 – 29.9: وزن زائد.
- 30 – 34.9: سمنة من الفئة الأولى.
- 35 – 39.9: سمنة من الفئة الثانية.
- 40 أو أكثر: سمنة شديدة.
العوامل التي ترفع من مخاطر الإصابة بالبدانة
هناك مجموعة من العوامل يمكنها أن تجعل بعض الناس أكثر عرضه للإصابة بالبدانة وأهمها:
- التاريخ العائلي المرضي.
- النمط الغذائي للشخص.
- الخمول وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
- بعض الأمراض مثل مشكلات الغدة الدرقية.
- بعض أنواع الأدوية مثل مضادات الاكتئاب.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الهرمونات.
- التقدم في العمر.
- الحمل.
مضاعفات الإصابة بالبدانة
يمكن أن تؤثر البدانة سلبًا على صحة الإنسان وحياته وتعرضه للتالي:
- التعب والإرهاق وفقدان الطاقة.
- ضيق التنفس.
- اضرابات النوم.
- آلام المفاصل.
- ارتفاع مستويات دهون الدم الضارة.
- مرض السكر من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بالنقرس.
- أمراض الكلى.
- اكتئاب وقلق.
- فقدان الثقة بالنفس.
- العزلة الاجتماعية.
- رفع مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
كيفية تقييم اختصاصي السمنة للحالات
عند زيارة الطبيب من أجل علاج السمنة في السعودية سيقوم أولًا بقياس الوزن والطول ومعدلات ضغط الدم لديك ومعدل نبضات القلب ودرجة حرارة الجسم.
وبعدها يمكن أن يقوم بالتالي:
- حساب مؤشر كتلة الجسم.
- قياس محيط الخصر.
- عمل مجموعة من التحاليل الطبية وتشمل نسبة الدهون في الدم، وتحاليل الغدة الدرقية ووظائف الكبد.
- يمكن أن يطلب الطبيب فحص رسم القلب.
- أخذ التاريخ الصحي للحالة.
- من خلال أخذ التاريخ الصحي سيعرف الطبيب متى أُصبت بالسمنة، ومعدل الجهد الذي تبذله يوميًا.
- سيسألك ايضًا عن الأدوية التي تأخذها، وما إذا كنت قد حاولت التخلص من الوزن الزائد من قبل.
اقرأ أيضًا: السياحة في السعودية
علاج السمنة
يهدف علاج السمنة الوصول بمريض السمنة إلى الوزن الطبيعي، والمحافظة على هذا الوزن.
ولفقدان الوزن بشكل سليم ودون الإصابة باي مشكلات صحية، يفضل أن يتم استشارة مجموعة من الاختصاصيين مثل اختصاصي التغذية والأمراض الباطنية وغيرهم.
في البداية يتم تحديد الوزن الذي يجب على المريض فقدانه ويكون في حدود 5% – 10% من وزن الحالي.
بعدها يتم وضع خطة للتخلص من الوزن الزائد عبر التالي:
- إجراء تعديلات على النظام الغذائي للمريض.
- تغيير السلوكيات الضارة التي تسببت في إصابته بالسمنة.
- مطالبته بممارسة رياضة منتظمة يمكنها أن تساعده على تنمية الكتلة العضلية وحرق الدهون.
- في بعض الحالات يحتاج المريض لبعض الأدوية أو العلاج الجراحي للتخلص من الوزن الزائد.
العلاج الدوائي:
يتم وصفه بواسطة الطبيب المختص ومن الأدوية التي توصف من أجل إنقاص الوزن:
- ليراجلوتايد: ويتم تناوله مرة واحدة يوميًا.
- سيماغلوتايد: وهي حقن توصف مرة واحدة أسبوعيًا.
الجراحات التي تعالج السمنة:
ويتم وصف العلاج الجراحي عندما لا تجدي الرياضة والأنظمة الغذائية والعلاج الدوائي نفعًا، ومن ضمنها:
- المجازة المعدية.
- تحويل مسار البنكرياس والقناة الصفراوية والإثنى عشر.
- تكميم المعدة.
ولا تجرى هذه الأنواع من الجراحات إلا لمن يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 40 أو أكثرما يعني إصابته بالسمنة المفرطة التي تهدد الحياة.
وليست كل الحالات مؤهلة لإجراء هذا النوع من الجراحات، فهي توصف بعد إجراءات الفحوصات اللازمة للتأكد من ملائمة الحالة لها.
مخاطر إجراء جراحات علاج السمنة
إذا كنت تبحث عن علاج السمنة في السعودية وتفكر في الإجراء الجراحي فعليك أن تقرأ المخاطر التالية التي يمكنها أن تنتج عن جراحات التخسيس بأنواعها قبل أن تقرر.
مخاطر يمكن أن تحدث وقت الجراحة أو عقب الجراحة:
- حدوث نزيف مفرط.
- الإصابة بعدوى ميكروبية.
- مضاعفات التخدير.
- حدوث جلطات دموية.
- مشكلات تنفسية.
- تسربات في الجهاز الهضمي.
- في بعض الحالات يمكن أن يصل الأمر للوفاة.
مخاطر يمكن أن يتعرض لها المريض على المدى الطويل:
- حصوات المرارة.
- الإصابة بالفتاق.
- نقص السكر في الدم.
- قيء.
- ارتجاع حمض المعدة.
- قرح.
- سوء تغذية.
- يحتاج المريض في بعض الحالات لإجراء جراحات آخرى.
إذا قررت إجراء الجراحة فسيقوم فريق الرعاية الصحية بإعطائك تعليمات من أجل إجراء فحوصات وتحاليل طبية قبل موعد الجراحة.
كما سيتم وضع بعض القيود على الطعام والشراب والأدوية التي تأخذها، وسيطلب منك وضع ترتيبات لما بعد الجراحة من أجل توفير أشخاص لرعايتك.
الوقاية خير من العلاج
وتبقى الحكمة الأهم دائمًا وهي أن الوقاية من السمنة خير من العلاج، والوقاية تبدأ من الاعتدال في تناول الطعام.
ووضع خيارات صحية للأغذية التي تتناولها، والحركة والنشاط وممارسة رياضة متوسطة بانتظام إذا أمكن، وأن تكون العادات الصحية هي نمط حياة وليست حلولًا مؤقتة لمشكلة السمنة.