عام

زوجات المغتربين، طول غياب الزوج يعني (الوقوع في المحظور)!

متابعات | زحل نيوز

زوجات المغتربين، طول غياب الزوج يعني (الوقوع في المحظور)!

بدون أن تذكر اسمها كتبت إحدى الزوجات لرجل مغترب عبر صفحة اجتماعية نسائية على (فيس بوك) بمشكلتها. كتبت: أنا متجوزة من خمس سنوات وزوحي مغترب، طوال الخمس سنوات نزل اجازة مرتين فقط ، لم انجب حتى الان وانا ككل النساء بتمنى اكون ام ، ولكن زوجي لا يهتم بذلك ، لا هو حريص ينزل اجازة كل سنة .

 

ولا حتى يفكر ياخدني معاه في غربته ، تعبت واحترت ماذا افعل ، هل اتطلق منه؟ام ماذا افعل؟ اهلي والمجتمع يضربون على حصارا يتتبعون خطواتي ويمنعوني من الخروج، وتابعت صاحبة الشكوى المصيبة اصبحت لا أشعر باللهفة عليه مثل الاول أشعر الفتور بيننا، أتصل علي ان لم يحصل صار لا يفرق معي .الى هنا انتهت صاحبة الاستشارة .وهي نموذج خفيف لكثير من الزوجات اللائي تركهن ازواجهن واغتربوا.

 

تعاسة وسكون:

وباسم مجهول أيضًا راسلت زوجة أخرى صفحة الاستشارات النسائية على “فيس بوك” وتحكى فى رسالتها من بعد ما سافر زوجي أنا حاسة إن حياتنا فيها تعاسة وسكون غريب .. حاسة إن الوضع جديد وغريب علي غلبني أتأقلم ، خصوصا لما عرفت إنى حامل وهو بعيد عني وغير مستوعبة كيف اكمل حملي حتى الانجاب وهو بعيد ، كيف اتصرف مع هذه الحالة ، لأنه ليس على باله اخذ اجازة ليكون بجانبي في هذه الفترة ويتابع معي اكتمال الحمل الاول.زوجات المغتربين، طول غياب الزوج يعني (الوقوع في المحظور)!

 

مشكلة اخرى:

بعد سفر الزوج ترفض غالبية الأسر أن تعيش الزوجة وحدها فى بينها بغيابه، فتعود الزوجة إما لبيت أهلها أو لبيت أسرة زوجها، وعن التجربة التي تعتبر مشكلة اخرى غير الاشتياق واللهفة للزوج في غيابه تحكي احدى الزوجات (أسوأ حاجة هى إنى ذهبت للسكن مع أهل زوجي بعد ما اتعودت على بيتى، ورغم إنه بيت أهله لكنني اشعر بالغربة، وكل تصرفاتى لازم تمشى على نظام أهل البيت يعنى مثلاً هم ينامون بدرى وأنا مضطرة أسهر عشان اكلم زوجي، لكنني دائما يحس انني بزعجهم وكثيرا ما اغلق هاتفي وانام دون ان اكلمه ونتشاور في كثير من أمور حياتنا الزوجية. وتضيف “فى بيتى بكون حرة اتصرف على راحتي ولكن في بيتهم مقيدة جدا

 

 الوقوع في المحظور:

تقول ربة المنزل (س) دون ذكر اسمها هناك اشياء هينة وبسيطة كالشكوى من السكن من الاهل ، و تربية الاولاد ، ولكن هناك نساء يفعن في المحظور ، واللجوء الى خيانة ازواجهم عندما يطول الغياب، واعرف نساء كثيرات انتهت حياتهن الزوجية لانهن وقعن في الخيانة بسبب غياب الزوج ، وهناك من حملت جنينا وزوجها غير موجود لسنوات، وهناك من ذهبت الى المحكمة وطلبت الطلاق منه، مشاكل كثيرة و متعددة تزيد وتستفحل في غياب الزوج واغترابه لسنوات دون ان يكون قريبا من زوجته ،مايؤثر على الزوجة و الابناء و الاهل ،لان اغتراب الزوج قد تكون نتائجه كارثية اذا لم تحفظ الزوجة نفسها الى حين عودة زوجها

 

ضرورة التواصل:

رغم أن خبراء العلاقات يوصون دائمًا بأن يكون التواصل عبر وسائل الاتصال تكون مستمرة بين الزوجين . ولابد ان يختار الطرفان وقتًا ملائمًا لكليهما للتواصل، إلا أن الكثير من الرجال لا يسمعون لتلك النصيحة ويختارون الوقت الأنسب لهم فقط وهو ما تحكى عنه (تهاني) وقالت سميت نفسي(تعاني) من كثرة المعاناة التي احسها في غياب زوجي، وقالت هو يتصل بي فى الوقت المتاح له دون الاهتمام بوقتى أنا، وكتير كنت بساهر حتى الفجر بعدما ما يخلص شغله ونتكلم، مع إنى بكون عندى شغل الصباح بدري واحيانا يغلبني النعاس وانام دون ان اكلمه

 

ضغوط مستمرة:

تقول الباحثة الاجتماعية دولت حسن تطمح المرأة إلى الاستقلال دومًا والقيام بتربية الأبناء على النحو الذي تراه مناسبًا، لكن حياة زوجة المغترب يفتقدها الاستقرار في أغلب الأحيان، فبعد سفر الزوج، ترفض أغلب الأسر أن تعيش الزوجة وحدها في سكن مستقل، فتضطر للعودة إمّا إلى بيت الأهل وإمّا إلى بيت أسرة الزوج، لتبقى تفاصيل حياتها الشخصية مفتوحة لكلِّ مَن نصّبته العادات والتقاليد مسؤولًا عليها في غياب الزوج، خصوصًا في مجتمع لا يعترف إلا بالزوج ربًّا للأسرة، متجاهلًا دور المرأة، وهو ما يدفع الأسرة إلى تولي هذه المهمة مما يجعل الزوجة في حالة ضغط مستمر.

 

العادات والتقاليد:

وتشير دولت حسن : هناك ضغوط مجتمعية ورقابة يفرضها المحيط على المرأة التي يغترب زوجها في حال استقلالها في السكن مع أبنائها، وهناك تحكُّم شديد وتدخل في حياتها وحياة أطفالها وطريقة تربيتهم إذا ما سكنت مع أهلها أو أهل زوجها، وذلك يجعلها مقيدة وغير حرة في اتخاذ قراراتها واختيار أسلوب الحياة التي ترغب في أن تعيشه، ويُرجع كثيرٌ من الأهل سبب فرض هذه القيود على المرأة المغترب زوجها، إلى الخوف عليها من كلام الناس والعادات والتقاليد التي تضعها دائمًا موضع المحتاج إلى التوجيه.

 

فجوة كبيرة:

الآثار النفسية المترتبة على الضغوط الأسرية والمجتمعية التي تؤثّر على حياة المرأة بشكل عام وتؤثّر أيضًا على الأبناء، كثيرة ولها عدة جوانب. تقول استاذة علم النفس نهلة حسن اغتراب الزوج والضغوط الأسرية والمجتمعية لها آثار نفسية قد تؤثّر على سير حياة المرأة وعلى حياة أطفالها، ويحكم على شبابها بالفناء وهي وحيدة، والاغتراب يُحدِث فجوة كبيرة بين الأبناء ووالدهم الذي لا يرونه إلا فيما ندر، وربما يستمر غيابه عنهم لسنوات، حتى إنّ بعضهم يصلون إلى سن المدرسة وهم لم يلتقوا بآبائهم.

 

مساحة مجهولة:

وتشير نهلة إلى تعدّد الآثار النفسية، ففكرة أن تكون زوجة المغترب مُقيمة وحدها، أو مع أسرة الزوج، أو مع أهلها ولفترة طويلة تجعل الأسرة هي المسؤولة التي تُقرّر كل شيء بشأن المرأة والأبناء، بعدها يأتي الزوج حينها تتوقع المرأة من زوجها العائد في فترات الزيارة أن يكون مهتمًّا بالبيت ويقضي وقته معها ومع أبنائهم، ولكن يحدث العكس، فما إن يصل حتى يسخّر جل وقته للقاء الأصدقاء، ، يأتي هنا الإحباط، فما توقّعتْه الزوجة لم يحصل، .

أيضًا قد تكون لديه مساحة تنفيس على الانترنت، وليس بالضرورة أن تكون سلوكيات غير مقبولة، ولكن كثير من الأزواج ينشغلون كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما يعود من الغربة ،يندمج مع مواقع التواصل الاجتماعي بالتالي يؤدّي إلى فجوة، مايتسبب في وجود مساحة مجهولة بين الطرفين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى