مقالات

قوات الحلو تطفئ نورا مضيئا بكادقلي

عبدالله إسماعيل

عبدالله إسماعيل يكتب:قوات الحلو تطفئ نورا مضيئا بكادقلي

إطفاء النور.. استشهاد الشيخ نزار محمد في كادقلي على يد قوات الحلو

مبتسمًا وكأنه انسل من قسمات الفجر، هادئًا وكأنه قطعة من ليل الطمأنينة— بهذه الصورة التي ستظل محفورة في ذاكرة أهل كادقلي، كان الشيخ نزار محمد توم داؤد، رجلًا من نور، وخطيبًا يسكن القلوب قبل المنابر، وعالمًا لم يفصل العلم عن السلوك، فكان مثالًا يُحتذى به في الأخلاق والورع والعطاء.

سيرة عامرة بالعلم والعمل

وُلد الشيخ نزار في بيئة عُرفت بحبها للعلم والتدين، فتربى على القيم الإسلامية التي تجلّت في كل مراحل حياته. لم يكن مجرد خطيب أو إمام، بل كان رائدًا في مجاله الأكاديمي، حيث عمل عميدًا لكلية تنمية المجتمع بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية – فرع كادقلي.

جمع بين دور العالم والمربي، فأثرى عقول طلابه وعاش بينهم مرشدًا وموجهًا، لا يكتفي بإلقاء الدروس بل يترجمها إلى واقع عملي يلمسه كل من تعامل معه.

الخطيب الذي احتضن الناس بحكمته وابتسامته

في مسجد كادقلي العتيق، كان صوته يبعث الطمأنينة في النفوس، فتخشع له القلوب قبل أن تصغي له الآذان. كان يدعو إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة، ويؤمن أن الدين ليس مجرد كلمات تُلقى على المنابر، بل سلوك يُعاش بين الناس. لم يعرف الحدة في خطابه، بل كان يُقنع بالحجة، ويُربي بالموعظة، ويبث في مستمعيه حب الدين بروحه الطاهرة وابتسامته التي لم تفارق محياه.

اغتيال عالم… جريمة في حق العلم والإنسانية

في يوم أليم لن تنساه كادقلي، امتدت يد الغدر لتطفئ نورًا من أنوارها، اغتالت قوات الحلو الشيخ نزار محمد توم داؤد، ومعه عدد من الضحايا من النساء والأطفال بين قتيل وجريح، جراء قصف عشوائي كانت قد شنّته يوم امس.

فاغتالت الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو _ الشيخ نزار محمد توم في قصف عشوائي اسفر عن عدد من الضحايا ما بين قتيل وجريح. لم يكن مقتله مجرد حادثة عابرة، بل كان فاجعة هزّت المدينة وأهلها، فقد كان فقيدًا لكل بيت، وصديقًا لكل قلب، ورمزًا للعلم والخير في المنطقة.

وداع رجلٍ لم يكن فردًا بل كان أمة

ليس سهلًا أن تودّع كادقلي رجلًا كان مشتبكًا ومتشابكًا في كل تفاصيلها، عاش في قلوب الناس ومات في قلوبهم. لقد كانت جنازته شاهدة على حجم الحب الذي غرسه في نفوس أهل مدينته، وترك وراءه فراغًا لا يُملأ، وذكرى لن تُمحى.

نسأل الله أن يرحمه، ويغفر له، ويتقبله في عليين، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

عبدالله إسماعيل قوات الحلو تطفئ نورا مضيئا بكادقلي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى