انتقد عاملون في قطاع النفط في السودان دعوات انتشرت على المنصات الاجتماعية حرضت على توجيه ضربات مكثفة على مصفاة الجيلي دون الوضع في الاعتبار الحفاظ على المنشآت النفطية الحيوية في البلاد.
وقال مصدر من قطاع العاملين في النفط لـ”الترا سودان”، إن خزانات عملاقة للوقود لا تزال مشتعلة منذ الساعات الماضية إثر ضربات جوية بواسطة الطيران، مشيرًا إلى أن الخطر على المصفاة بشكل كلي لا زال قائما في ظل عدم القدرة على وصول فريق الإطفاء إلى الموقع بسبب الوضع الأمني.
وأوضح المصدر الذي تحدث مشترطًا عدم نشر اسمه أن مصفاة الجيلي منشأة نفطية للأغراض السلمية المدنية، يجب أن تكون بمنأى عن حسابات الجيش والدعم السريع لأن البنية التحتية للبلاد لا تقدر بثمن، ولا يمكن استعادتها بسهولة حتى لو توقفت الحرب.
وقال المصدر إن المصفاة حتى الآن لم تتعرض إلى “أضرار تدميرية”، في ذات الوقت فإن استمرار المعارك إلى جانب اشتعال النيران في صهاريج الوقود حاليًا قد يعرض المصفاة الى التدمير الكامل، وبالتالي حدوث كارثة بيئية في المنطقة التي تضم عشرات الآلاف من المدنيين في القرى المحيطة والبلدات مثل منطقة الجيلي المأهولة بالمدنيين.
وفي مطلع ديسمبر 2023، تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بشأن تدمير بعض الوحدات في مصفاة الجيلي.
وبدأ السودان بشراكة مع الشركات الصينية الوطنية إنشاء مصفاة الجيلي منذ العام 1997 واكتمل العمل في المنشأة النفطية الرئيسية في البلاد في العام 2000 لتكرير (100) ألف برميل يوميًا وتوفير الغاز والوقود للاستهلاك المحلي إلى جانب المواد الخام لبعض الصناعات.
وتقدر القيمة السوقية لمصفاة الجيلي بحوالي خمسة مليار دولار، وحال تدميرها بالكامل فإن السودان يحتاج إلى أعوام لاستعادة البنية التحتية لتكرير النفط في البلاد.
وحذر الوكيل السابق بوزارة الطاقة والتعدين خلال فترة الحكومة الانتقالية حامد سليمان في تصريحات لـ “الترا سودان” من تدمير مصفاة الجيلي على خلفية القتال الدائر في محيط المصفاة، وقال إن محيط المصفاة يضم عددًا من المنشآت الحيوية بالإضافة إلى مصنع البلاستيك الوحيد في السودان، ومجمع قري للتوليد الحراري ومساكن العاملين.
ودعا سليمان الجيش والدعم السريع بالنأي عن إدارة المعارك الحربية من محيط المصفاة أو داخلها، وقال إن البنية التحتية النفطية ملك للشعب السوداني ويجب أن يحرص الطرفان بالحفاظ عليها من الدمار خلال الحرب.