مجتمع

الطلاق..قصص مأساوية تدمي القلب

القاهرة _ زحل نيوز

عام واكثر حرب السودان مستمرة وفي ظل ذلك مشاكل وخلافات اسرية لا تنقطع مع ارتفاع وتيرة الانفصال بين الازواج ورمادية مصير الأبناء ضحية ذلك! نساء في مقتبل العمر ومعهن أطفال بعضهم لم يصل الى عمر المدارس يعيشون معاناة و مآسي وضياع مستقبل وحياة غاتمة .

.(ن) التقيتها داخل مفوضية اللاجئين بالقاهرة تصحب معها (8) أطفال اكيرهم في الصف السادس ، قالت ل (زحل نيوز) انا خريجة محاسبة جامعة النيلين . واسكن ام درمان ولدي ثمانية أطفال . عندما اندلعت الحرب خرجنا بعد حوالي شهرين نزحنا الى الدامر فصعبت علينا المعيشة فاشار الى الجيران والاهل الذين جاءوا الى مصر الى ان الحقهم لان المعيشة هنا افضل من هناك .وصلنا الى القاهرة نهاية العام الماضي .

فصعبت علينا سبل العيش وزادت الخلافات بيني وبين زوجي انتهت بالطلاق وبالتهريب رجع السودان تاركا لي الاطفال وعشنا ايام صعبة وفي الشارع بدأت أعمل في بيع(الطعمية) زيادة الى انني اطرق باب المنظمات والتي كثيرا ماارجع منها دون فائدة.

وجئت الان الى المفوضية لاسجل للجوء واستلام كرت المفوضية ليعينني على اعاشة وعلاج هؤلاء الأطفال.حيث لم يسال عنهم والدهم منذ خروجه منهم متوجها الى السودان فتحملت هي كل ضغوطات وهموم الحياة.

(1)

(ن) نموذج من المئات بل الآلاف ممن جارت عليهن ظروف الحياة والحرب التي سجلت اشهرهاا أرقاما مخيفة في الطلاق وما أفرزته من عقبات ومشكلات مجتمعية تحتاج لسنوات لتعود إلى سكتها الصحيحة .

وهي واحدة من النساء اللائي يملأن اسواق و شوارع القاهرة يعملن في عدة أعمال بيع (الكسرة والطعمية والتوابل)وغيرها . وحسب قول (ن) ان اللائي يسكن معها في العمارة ستة سودانيات وكلهن مطلقات واخرى هرب منها زوجها ولم يرمي عليها يمين الطلاق إلا أنها مثل المطلقة ترعى اطفالها وتقوم بواجبها تجاههم في معاناة كبيرة.

وقالت (ن) فيما بيننا سمينا عمارتنا عمارة (المطلقات) واشارت الى انها وجدت كثير من النساء تركهن ازواجهن بسبب الضغوط المعيشية التي خلفتها الحرب..وذكرت ان العديد من النساء، ، لا يخططن للعودة إلى السودان بعد أن باشرن حياة جديدة في مصر خاصة اللائي حظين بتجارة مربحة.

فيما ذكرت صاحبة كوافير وهي ام لاربعة أطفال ان زوجها طلقها قبل ان تضع طفلتها الرابعة بعد خمس شهور من قيام الحرب .وقالت وضعتها في ظروف سيئة جدا وابانت حصل الطلاق بسبب التوتر والضغوطات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالحرب .

وقالت اختي ايضا تركها زوجها وذهب الى جهة غير معلومة .وكذلك ابنة عمي طلقها زوجها لانها تعاني من الفشل الكلوي وفي زمن الحرب تعذر العلاج وثمن العلاج. وأصبحت تعاني من المرض والركض الى توفير احتياجات اطفالها بعد الطلاق.

(2)

الحرب من الأسباب الرئيسة لازدياد حالات الطلاق، فالكثير خسر أملاكه ومنزله وعمله في ظل غلاء المعيشة وصعوبات الحياة حيث تمّ تسجيل نسب مخيفة ومرتفعه من حالات الطلاق، والكثير من الأزواج لم يعد قادرا على تحمل الواقع الاقتصادي والمعاشي فيسعى للتنصل من المسؤوليات الملقاة على عاتقه بالإقدام على الطلاق تهربا من تلك المسؤوليات.

أصبح في كل أسرة هناك مطلقة أو اثنين عدن الى منازل ابائهن.واخريات اخترن تحمل مسئولياتهن بعيدا عن البيت الكبير باعتبار ان الظروف لاتسمح يتحمل أطفال . ومن واقع ذلك اصبح كثير من الأطفال خارج فصول الدراسة حيث لاتستطيع امهاتهم الحاقهم بالمدارس سواء ان كانوا نازحين في إحدى الولايات الامنة أو لاجئين في دول الجوار.

(3)

واكدت أستاذة علم الاجتماع نهلة حسن يسير تضاعف حالات الطلاق بين الأزواج حيث ادت الحرب إلى حدوث أزمات اجتماعية حادة إذ تشتت شمل الكثير من العائلات وتفشى “وباء الطلاق” بشكل كبير بين الأزواج، وقالت الطلاق قد يكون إحدى أشد العواقب الاجتماعية بعيدة المدى للحرب.

لأنه يؤثر على أنماط العلاقات الاجتماعية، وهيكل الأسرة، والطريقة التى سيتم بها تربية الأطفال، وتابعت :للطلاق أثر واضح في تفكك الأسرة وتشرد الأبناء وضياعهم وانغماسهم في مجتمع الرذيلة بسبب غياب رقابة الأهل وفقدانهم الحنان والرعاية .

هذا الى جانب الحالة النفسية والميل للعزلة والاكتئاب الذي تظهر أثاره السلبية مستقبلا. وقالت العامل الاقتصادي زمن الحرب يلعب دورا في إفراز المشاكل الاجتماعية التي تعتبر محكا مهما اختبارات قوة تماسك العائلة. وتمنت نهلة ان يعود كل شئ الى مكانه وتنعم بلادنا بالامن والاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى