مجتمع

توهم النجومية.. حالات وصلت حد أن (تشتريها)

متابعات | زحل نيوز

توهم النجومية.. حالات وصلت حد أن (تشتريها)

جميعنا يعرف ان النجومية هي الشهرة وانتشار شعبية الشخص الذي غالبًا ما يكون من الممثلين أو الفنانين أو الشعراء أو لاعبي كرة القدم والسلة والملاكمة ونحوهم، وكانت هذه الظاهرة أقل انتشارًا قبل مجئ تكنولوجيا شبكات التواصُل الاجتماعي التي فتحت الباب على مصراعيه للناس لتصبح النجومية ليست مقتصرةً على هذه الفئة التي ذكرناها سلفا؛

بل امتدت لتحتوي أصحاب قنوات اليوتيوب وحسابات الإنستقرام والتويتر والتك توك وغيرها ، وأصبح من السهل أن يصبح الشخص العادي الذي لا يمتلك امكانيات النجومية من التميز والمواهب التي كانت مطلوبة في السابق ليصل إلى لقب (نجم) سريعا ، ويصبح نجما .

كل من امتطى سيارة فارهة وارتدى بدلة جميلة وغير من لونه وشكل شعره اصبح نجما، كثيرون أصبحت النجومية مرض عندهم يستجدوها استجداءا ، وآخرين يشترونها بدفع اموالا للترويج عنهم في المجتمعات وعلى الميديا حتى على الفضائيات نجده متحكرا بصفة انه نجم النجوم.

توهم النجومية.. حالات وصلت حد أن (تشتريها)

جنون الشهرة:

نلاحظ في اجتماعياتنا ان هناك كثيرون مصابون بعظمة حب النجومية وجنون الشهرة وفوبيا الجمهور رغم أنه ليس من العيب البحث عن الشهرة والنجومية والصدارة والطموح ووضع خطة وأهداف. لكن العيب

هو الإفراط في الزهو والإعجاب بالنفس حتى يخيل إليهم أنهم أفضل من مر في مجالهم سواء ان كان فنانا فاقد للامكانيات أو شاعرا أو كاتبا أو لاعب كرة ومن كثرة التفاعل معهم والاعجاب تهيأ الواحد منهم انه نحن زمانه .رغم أن الواحد فيهم لو جلس مع نفسه وقيّم ما يمتلك لوجد أنه لا يمتلك نسبة واحد في المائة ليكون نجما.

فارغون ومزعجون:

كتب احد التاشطين المتزنين على صفحته بمواقع (الفيس بوك) كتب: أيها النجوم المكثرون من الضجيج والفارغون المزعجون بتعاليهم وغرورهم وحبهم لما يقدمون وإعجابهم بأنفسهم قفوا مع أنفسكم قليلا وانظروا إلى المرآة قليلا ستجدون أنكم ما أوتيتم من العلم إلا قليلا وأنكم صغيرون جدا وعليكم مراجعة أنفسكم قبل أن يكتشف عوام الناس الحقيقة. فحاولوا أن تزيدوا من مخزونكم الأخلاقي والثقافي أو اعرضوا أنفسكم على أطباء علهم يجدون لكم حلا،

التعالي والغرور:

الاستاذة (رندا بشرى) قالت الحق علينا نحن لماذا نعطي البعض أكثر من حجمه ثم نسمح له بالتعالي والغرور وجني الأرباح المادية والمعنوية على حساب مجالات الإبداع المختلفة؟ واضافت: من المفترض قبل ان يصبح الشخص ذا نجومية وشهرة يجب أن بتعلم ليعمل وأن بتواضع لبرتفع.

توهم النجومية.. حالات وصلت حد أن (تشتريها)

وألا تخدع احدهم الأوهام واللايكات، وقالت : في السنوات الماضية وحتى الآن تفشت ظاهرة النجومية واصبنا في عاداتنا وتقاليدنا حتى أصبح كل من يضع تدوينة على صفحته أو احدهم غنى اغنية هابطة صار نجماونحن نشجع ونمسك بيده ليتمادى في حلمه بأنه نجم ساطع.

حالة مؤسفة:

ويرى مهندس الشبكات ايهاب اسماعيل ان كل من أنشأ صفحة شخصية ثم روج لها أو طبل أو شتم أو استخدم عنوانا جذابا ومثيرا أو فيديو ليس له قيمة ولو وصلت لألف مشاهدة يكتب ليعرف عن نفسه انه إعلامي ونجم شهير ومدون يكتب أعظم الألقاب عن نفسه ،، وقال ايهاب: لا أبخس فهناك أناس يستحقون الثناء والتمجيد ولا أعمم فهناك نجوم يستحقون أن يحتذى بهم أنا فقط أنصح وأشخص حالة موجودة وهي حالة مزعجة ومؤسفة.

التوهم الكبير:

واشارت أستاذة علم الاجتماع نهلة حسن بشير االى انه زاعت في الفترة الأخيرة ظواهر عديدة وأخذت حيزاً ونطاقاً واسعاً من التفشي والانتشار على جميع جنبات المجتمع. هذه الظواهر منها ما هو اقتصادي وآخر اجتماعي، إضافة إلى جزئيات أخرى لا نريد التطرق إليها .

ولكن نسلط الضوء هنا على إحدى الظواهر لضرورتها وأهميتها النابعة من الصدى والذيوع الكبير، وهي ظاهرة (النجومية) شروطها ومقاييسها وذلك على خلفية (التوهم) الكبير من أشخاص يعتبرون أنفسهم يستحقون هذه الصفة مما جعلهم (مستكبرين) .وقالت: النجومية لا تأتى فقط من تميز الفرد وتألقه، ولكن حضوره الإنسانى له دور كبير وهو الذي يجعله نجم

نجومية زائفة:

وتابعت نهلة بقولها لابد أن نعى جمياً أن ظاهرة النجومية لا تقف عند حدود الشهرة ، ولكنها تذوق خاص يختلف من جيل إلى جيل، وهى ترتبط بالتنوع الثقافى، الذى لا يمكن إغفال تأثيره، باعتبار أن الثقافة سلوك عام يرتبط بخبراتنا الحياتية وتجاربنا الإنسانية، ولا ينتهى بين يوم وليلة.ومانراه اليوم نجومية زائفة في زمنٍ تحوَّلت فيه القيم صار “النجم” هو مَن يملك المال أو الشهرة، بغضِّ النظر عن أخلاقه أو أفعاله.

توهم النجومية.. حالات وصلت حد أن (تشتريها)

صناعة النجوم:

نعم هناك اختلافاً جذرياً صنعته وسائل التواصل الاجتماعي، سواء ما يتعلق بآلية صناعة النجوم أو بمفهوم النجومية نفسها، إضافة إلى القيم المرتبطة بها. ولكن الان لم تعد الشهرة تُقاس بالإنجازات، بل بعدد المتابعين والمظاهر الخداعة ، شبابنا يعتقدون ان النجاح هو الظهور بسيارة فاخرة أو تعليق سخيف، لا أن تبني أو تُصلح. وهنا تكمن الكارثة: حين يُقدَّم المظهر على الجوهر، واللهو على الجد و القيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى