أيام مأساوية عاشتها ماريا..قصة مفجعة من الواقع
أوقات عصيبة عاشتها اسرة الشهيدة ماريا محمد خاطر بمدينة أمدرمان محلية امبدة منذ ان حاصرت مليشيات الجنجويد مدينة امدرمان منطقة سوق ليبيا وقندهار وما جاورهما من الأحياء حيث كانت حركة السكان مقيدة برقابة مشددة من أفراد المليشيات .
بصورة عامة تعتبر النساء هدفا مباشرا لانتهاكات الجنجويد حيث قامت المليشيات منذ اندلاع الحرب في السودان باختطاف عدد كبير من النساء والأطفال.
لم يتم العثور عليهم حتى الآن. من يعثر عليه مصادفة تكون حالته الصحية سيئة جدا بسبب تعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي والتجويع وكثير من الممارسات المريعة .
لم تكن ماريا خاطر محاربة في معركة ولم تنتم إلى أي طرف سياسي، وإنما كانت ضحية مثل آلاف النساء اللاتي يدفعن ثمنا باهظا في حرب ليس لهن فيها ناقة ولا جمل. تتنوع قصص الضحايا الأبرياء، خصوصا النساء والأطفال، ويجمعهم ثمن واحد يدفعونه: أرواح تزهق وأطراف تبتر و بيوت تنتهك وتشريد ولجوء واعتقال ،و اختفاء و تعذيب.
خرجت طالبة الأحفاد ماريا محمد خاطر من منزلهم بغرض البحث عن شبكة لتتواصل مع اسرتها بالخارج لترتيب وضع لخروجهم خارج المنطقة بعد تعثر الخدمات من انقطاع كهرباء وماء ونفاد الوقود وغيرها من الخدمات الأساسية اليومية كمعظم أهل المنطقة.
هناك مخدم استار لنك يتبع للمليشيات بالمنطقة هو المصدر الوحيد لدخول شبكة الإنترنت وعند عودتها للمنزل تبعها عدد من أفراد المليشيا وبدا الأمر حول السؤال عن امتلاك الشابة شريحة اتصال تخفيها للتواصل مع الشرطة والجيش وقامت قوة منهم بتفتيش المنزل وسط ترهيب وتخويف الأسرة بالسلاح وانتهى الأمر باعتقال ماريا بمقر المليشيات بذات المنطقة لمدة خمس ساعات وبعدها تدخل عدد من أبناء الحارة تم إطلاق سراحها عادت الى اسرتها.
لكن بعد ذلك بايام داهمت المليشيات منزل الشهيدة ماريا بحجة انها تخفي شريحة وكانت المداهمة هذه المرة بقوة أكبر ومن ثم قامت المجموعة بضربها أمام والدتها واسرتها كما تم نهب كل مقتنيات العائلة من اثاث المنزل الذي تعيش فيه الأسرة منذ سنوات طويلة وبعد الاستيلاء على كل مقتنيات المنزل قامت الميلشيا باقتيادها عنوة لمكان غير معلوم.
االاختفاء القسري
قامت افراد المليشيا إخفاء الشهيدة ماريا محمد خاطر بمكان غير معلوم لمدة عشرة ايام مما جعل الأسرة في حالة من القلق والخوف والترويع وظل الجيران والأسرة في حال بحث عنها دون جدوى لم يفلح التواصل مع افراد ارتكاز المنطقة في معرفة مكان الشابة ماريا خاطر وظلت
مخفية تحت ظروف لا يعلمها أحد
وفي اليوم العاشر عندما تم تدمير منطقة قندهار وسوق ليبيا وهروب عدد كبير من أفراد الدعم السريع بعد نهاية المعركة وخلال طوفان بعض الشباب من أبناء المنطقة وجدت الشابة ماريا خاطر ملقاه على أحد ارتكازات الدعم السريع بمنطقة امبدة وهي في حالة صحية خطيرة جدا لا تستطيع الحديث او الحركة
بعد حملها للمنزل وفحصها من أحد الجيران ( يعمل بمجال التمريض) اكد أن حالتها الصحية متدهورة يجب حملها الى المشفى وخلال الفحوصات تبين انها تعرضت لضرب مبرح بكافة جسمها مما أدى لفقدانها كمية كبيرة من الدماء وهناك انتهاكات جسيمة لها وكانت ماريا قد فقدت القدرة على الكلام بسبب الصدمة لم تستطع التصريح او الإدلاء باي تفاصيل وتعاني حالة من الذهول والخوف كما تبين انها لم تتناول الطعام والماء طوال هذه الفترة .
ما عرضها لضرر كامل بالكلية استدعي حاجة عاجلة لنقل الدم إلا ان الاوضاع الصحية المتدهورة بكافة مستشفيات المنطقة لم تمكنهم من توفير الرعاية الصحية والكمية اللازمة من الدم رغم كل المحاولات من فرق الأطباء والعاملين الا انها فارقت الحياة لتترك خلفها اوجاعا وحزنا شديدا بين أفراد اسرتها بالداخل والخارج.. أما ما عانت منه من أهوال أثناء الاعتقال لا يحدث عنه الا جسدها المنهك وعيانها الشاردتان و خوفها وصمتها وقد عجزت عن وصف ما حدث من معاناة انتهت بموتها.
قالت سامية خاطر شقيقة الشهيدة ماريا “ان ماريا كانت حلقة الوصل بيننا والوالدة والأسرة وهي بريئة لم ترتكب جريمة حتى تعذب هذا العذاب. وتتحدث سامية في وجع عن وضع الأسرة بعد تعرضهم للترهيب والنهب والضرب قالت ان والدتها ظلت تعاني معاناة كبيرة منذ اختفاء ماريا واعتقدت ان عودتها اليهم قد تخفف وجع تلك الايام الا انها فارقت الحياة وتركت خلفها وجعا وحزنا وجرحا كبيرا بحجم جرح الوطن”.
النساء والحرب في السودان
تصارع النساء على البقاء في السودان لا سيما المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة منذ أكتر من عقدين من الزمن في بيئة تتسم غالبا بالعداء والعنف الممنهج وتهميش ضد المرأة. بل قد يصل الأمر إلى حد استخدام المرأة أداة حرب حينما تتعرض للعنف الجسدي.
تناشد النساء المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية لمساعدة النساء والأطفال لإنقاذ حياتهم خلال سعير الحرب والمو