(حبوبة حجيني) .. ثقافة يتنكر لها الحاضر
العبارة (حبوبة حجيني) لا اظنها موجودة الان على نطاق الاسر السودانية في قراها وحضرها ، لان حجا الحبوبات صار من الماضي ، انقطع ما ان دخل التلفزيون منتشرا بين البوادي والحضر ، تلاشت بسببه الكثير جدا من العادات (السمحة) التي كانت تميزنا من غيرنا كشعب جميل يحتفظ بارثه الجميل .
ولكن رغم ذلك تظل الحبوبة فى الوسط السودانى هي الحكمة والمحبة والالفة وصلة الرحم التى لاتنقطع بين الاهل ذلك لانها الكبيرة ، وكبر سنها يجعلها المعين الذى لاينضب ، يرتشف جميع أفراد الاسرة منه كل حسب تقربة اليها ، توصى الحبوبة دائماً بالتواصل والمراحمة بكل ماتعنى هذه المفردات من شمولية .
تقول الحبوبة دائماً انها تحب أحفادها أكثر من أولادها وهذه حقيقة لاينكرها الا مكابر. والحبوبة من خلال احاجيها وجلوسها المستمر مع احفادها نجدها قد لعبتب دوراً هاما فى تربية الاولاد وكانت الصدر الحنين فى غياب الام والاب وانشغالهما بأمور الحياة ، الا ان ذلك انتهى مع حركة الزمان المتسارعة نحو اخفاء معالم جميلة تسير حسب التكنولوجيا الحديثة التي يرجوها جيل اليوم.
ففقدت الحيوبة دورها ، واصبح الاطفال لا يلجأوون اليها لتحدثهم وتحكي لهم قصص وحكايات الماضي (,فاطمة السمحة و ود النمير ، والغول) وغيرها من الاحاجي المعروفة ، يربي الاباء والامهات اطفالهم على الانشغال بالتلفاز والهواتف الذكية مع الابتعاد عن الحبوبة والتي قد تدخل في راسه امور رحعية ومتخلفة كما يعتقد الكثير من الامهات والاباء، لذلك صار جيل اليومجيل اليوم لا يفقه في امور الحياة شيئا لانه لم يتعلم اساسياتها كما اجيال بعيدة تربت في حضن الحبوبات.
جيل الحبوبات القديم لم ينقرض بعد ،. موجودات بين ظهرانينا ءوالمحظوظين الذين توجد بينهم حبوبة يجب أن تستفيدوا منها بدلاً من جلب الخادمات لرعاية وموآنسة اطفالهم ، و يعرفون ان فى ذلك ضرراً كبيراً للاسرة والابناء من خلال
مايتعلمه الابناء من الخادمة خاصة اذا كانت اجنبية ، وحتى المحلية لن يستغيدوا منها ، فالحبوبة قيمتها الحقيقة مهمة جدا وخانتها لا يمكن ابدا ان تملاها الفضائيات او الخادمات ايا كن ، فالخادمة حتى وان كانت بتحكي القصص الاطفال فانها لن تحكيها كما الحيوبة والتي تحكى فصتها و قصدها تصل لنقطه يتم فيها توصيل المعلومهة بصورة مبسطة وسهلة ويمكن ترسخ فى الاذها
عموما هي ايام الحنين اليها لا ينفطع ، وزمن الاحاجي زمن جميل حظيت فيها اجيال بتلك الاحضان الطيبة الطاهرة ووقد تقف الكلمات والحروف عاجزة في وصفها في هذه المساحة و(حجيتكم ما بجيتكم خيرا جانا وجاكم).