يبدو ان الجمهور السوداني سبظل مغرما بلا حدود بالاغنيات (القديمة) الحقيبة ومرورا ببدايات الغناء الحديث من جيل عبدالحميد يوسف ،حسن عطية،عثمان حسين، ابراهيم عوض، الكاشف، رمضان حسن، رمضان زايد، عثمان الشفيع، حمد الربح، ابن البادية،عائشة الفلاتية،منى الخير، محمد الامين وردي ومرورا بالجيل الذي جاء بعد هؤلاء العمالقة زيدان ابراهيم ،عبد المنعم الخالدي ، الامين عبد الغفار.
حتى حفلة محمود عبدالعزيز، ونادر خضر، وعصام محمدنور،وجمال فرفور، كل هؤلاء الذين ذكرتهم، والذين خانتني الذاكرة في ان لا اذكرهم لهم اغنيات ساطعة في سماء الأغنية السودانية، نجحوا في ان يكونوا محطات لا يمكن أن يتخطاها المستمع العاشق للغناء الجميل،فاصبحت اغنياتهم كما التراث، خالدة في الذاكرة السودانية.
وملاحظ أن اغلب المطربين الشباب يركزون في فترات على أن يفاجئوا محبيهم باغنيات جديدة تضاف الى مسيرتهم الفنية، وربما تكون أغنيات جميلة تسهم في تطور مشوار المطرب في طريق الفن، إلا أن الذي يحدث والملاحظ أنه في الحفلات مثلا او في أي فعاليات او على القنوات نجد الجمهور لايتفاعل مع الأغنية الجديدة،
ويكاد يكون ليس مستعدا لسماع هذه الاغنية، لاتطربه يمل منها بسرعة فهو ببساطة لاتعجبه الأغنية الجديدة، ولا ينتشي احدهم مع المطرب إلا بعدما يتغنى باغنية مسموعة من أغنيات العمالقة الذهبيين فحينها ترى العجب من تصفيف وترديد للاغنية مع المطرب، والبرامج الغنايية في القنوات المختلفة خير دليل على ما كتبت، كل برنامج غنائي يجتر الغناء القديم والا لم يجد مشاهد واحد يتابعه.
فالاغنية (القديمة) مؤكد أنها (مسخت)كل أغنية جديدة ينتجها المطربون، فهي لا تجد الرواج ولاتجد اذنا صاغية، ولا ادري هل تكمن العلة في الأغنية الجديدة ام أن الجمهور السوداني ولوف لدرجة أنه لايتقبل غير اغنية زمان واكتفى بها.
الا أن هناك من يقول ان المشكلة في الأغنية الجديدة فهي ليست بالمواصفات والمقاييس التي كانت تنحلى بها الأغنية القديمة، وفي تقديري الشخصي ان كانت الأغنية الجديدة تمتاز بالكامة الرصينة واللحن المموسق والاداء الرائع لما هجرها عشاق الطريق واكتفوا بسماع اغاني العمالقة والحقيبة.