كحال اغلب سكان الخرطوم عندما اندلعت الحرب في ابريل من العام الماضي طلعت صانعة المحتوى اريج الفاتح من منزلها دون ان تحمل معها اشيائها الخاصة والمهمة . طلعت فقط بعباءتها التي ترتديها الا انها لم تنسى (اللابتوب) خاصتها فقط .وكانت اريج حريصة كل الحرص ان تصل ب(اللابتوب) الى بر الامان وقد كان .
وقالت انها كانت حريصة عليه اكثر من نفسها فهو يحمل شغفها امالها واحلامها واهدافها التي تريد. نزحت اريج الى احدى الولايات واستقرت بها عاما كاملا مع صعوبة وضعف شبكة الانترنت .فهي تبحث عنها في أي مكان حتى تنجز مهمتها كانت لا تيأس ولا تفقد الامل في الحصول على شبكة فوجدت ضالتها بجانب المقابر حيث الشبكة القوية التي تمكنها من اكمال شغلها في وقت وجيز ..
وكتبت صانعة المحتوى اريج الفاتح على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) كتبت:(قبل الحرب كنت مفتكرة نفسي بشتغل تحت الضغط ، لحدي ما جربت الشغل تحت القصف وأمنت انني ما كنت شايفة ضغط من قبل أبدا ..وزادت جربت اشتغل في اي محل، وأي وضع، وتحت صوت المدافع كنت بسجل الورش، الانترنت يقطع كنت حرفيا اتجو ل في كل الاماكن حتى اجد شبكة انترنت قوية لارسل ملف بسيط أقل من ال(ميقابايت).
ووصلت معاي مرحلة اكتشفت انو الشبكة قوية وين ؟جنب المقابر! وفي مرة من المرات صورت لي صديقاتي انو شغالة من وين وشعرت انهن يتهامسن بانني مجنونة وانا شغالة من المقابر . وبعد ذلك سافرت بعد جهد وسبحان من أسرى بي من المقابر لي دبي) تفتكروا لماذا كل ذلك التعب ؟ هل لانني اعشق صناعة المحتوى لهذه للدرجة؟.
نعم انا اعشق صناعة المحتوى ، وفخورة ان افخم أماكن في العالم اشتغلت فيها من (المقابر) لكن ليست كل هذه القصة، فكل انسان له جوانب في حياته التي لا يعرفها الناس ، أي كل شخص له معاركه الحياتية التي تخصه ، كل منا في الأول والاخير بسعى ان يكون احسن كل يوم، فانا مبسوطة بنفسي انني لا زلت بحاول وما زلت بتعب على نفسي وببذل حتى اكون شخصية مميزة ونقية ظاهرا وباطنا.