المبادرة الخضراء تحمي المملكة والمنطقة ككل من عوامل التغير المناخي

تسعى المملكة من خلال المبادرة الخضراء إلى إشراك جميع فئات المجتمع في حماية البيئة وتحسين دورة الكربون.

وذلك إيمانًا منها بضرورة تفادي التأثيرات الضارة للتغير المناخي، عبر تشجير المملكة وحماية بيئتها البحرية والبرية.

وبلغ حجم الاستثمارات الموجهة لدعم المبادرة الخضراء حوالي 700 مليار ريال سعودي، موزعين على 77 برنامج عمل، تهدف لتحقيق الاستدامة التي تعد من أهم اهداف رؤية 2030 التي يرعاها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

خارطة تحقيق أهداف المبادرة الخضراء

أهم أهداف المبادرة الخضراء يتمثل في حماية البلاد من تأثير الاحتباس الحراري، وذلك عبر ضبط دورة الكربون في الطبيعة.

ومن المعروف أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو المسبب الأول لما يعرف باسم ظاهرة الصوبة الزجاجية التي ترفع أكثر من حرارة الأرض.

ومن أجل تحقيق ذلك سيتم عمل التالي:

• تقليل مستويات إنباعاثات الكربون بمقدار 278 طنًا بحلول عام 2030.
• زراعة حوالي 40 هكتارًا من الأراضي السعودية في جميع انحاء البلاد بحوالي 10 مليار شجرة.
• توفير الحماية والمتابعة لما نسبته 30% من الحياة البرية والبحرية بحلول عام 2030.

ما تم إنجازه فعلًا حتى الأن من المبادرة الخضراء

تمكنت المملكة من إنتاج ما يعادل 700 ميجاوات من الطاقة الكهربائية النظيفة من خلال استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

العمل على إنتاج 13.76 جيجاوات أخرين من الطاقة المتجددة من خلال 17 مشروعًا قيد التنفيذ.

تم بالفعل زراعة 18 مليون شجرة في جميع أنحاء المملكة، وبلغت المساحات المستزرعة من الأراضي من أجل ذلك حوالي 60 ألف هكتار.

وليست المسألة بعدد الأشجار وحدها، ولكن تهدف المبادرة الخضراء لتحقيق التنوع في أنواع الأشجار المزروعة حيث بلغت أنواعها حوالي 100 نوعًا.

تهدف المملكة لزراعة 600 مليون شجرة إضافية بحلول عام 2030.

تتضمن المبادرة الخضراء حماية الحياة البرية والبحرية، ولذلك فإن مساحة  المحميات الطبيعية زادت بمقدار أربعة أضعاف مساحتها الأصلية.

ومن المقرر أن تصبح مساحات المحميات البحرية والبرية بحلول عام 2030 تعادل 30% من المساحة الكلية للمناطق السعودية.

تمت حماية 1200 نوع من الحيوانات المهددة بالانقراض، وتوطينها في مواقع مختلفة من المملكة.

تخطط المملكة لإنتاج 600 طنًا من الهيدروجين النظيف في مدينة نيوم بحلول عام 2030.

اقرأ أيضًا: مهرجان أفلام السعودية

فوائد التشجير

للأشجار فوائد لا تحصى، فهي عطاء متكامل لكل ما على الأرض من أحياء.

والكثير من المستحضرات الدوائية يتم استخلاصها من ثمار الأشجار وأجزائها الآخرى.

كما أنها تمنح الغذاء للإنسان والحيوان، وتنتج الثمار، وتمنحهم الأكسجين الضروري لحياتهم.

ومن أهم فوائدها الآخرى:

• تقلل من مستويات الغازات الضارة ومن العوالق الضارة بالصحة والتي تلوث الهواء، فهي تحسن بوجه عام من جودة الهواء.
• الأشجار أيضًا تقلل من التلوث الصوتي، فهي تخفض نسبة الضوضاء التي تصل إليك.
• وتشير الدراسات إلى أن زراعة الأشجار في المدن، يحسن من الحالة المرورية، فهي تجعل الشوارع تبدو أضيق وتجعل السائقين يقللون من سرعتهم.
• وتعمل الأشجار على تنظيف الجو من ثاني أكسيد الكربون، وهي بذلك تقلل من تأثير الصوبة الزجاجية.
• تأثير الصوبة الزجاجية هو ما يرفع من درجة حرارة الأرض، ويصنع الاحتباس الحراري وبزراعة الأشجار نتلافى هذا التأثير الضار بالبيئة.
• تثبت جذور الأشجار التربة وتمنع انجرافها وتآكلها، وتقلل من تلوث الماء.
• الأشجار توفّر الظل إذا ما زرعت على ضفاف المجاري المائية ما يحقق الفائدة لأنواع عدة من الأسماك، حيث توفر لها الجذور ملاذًا أمنًا من مفترساتها.
• التشجير يزيد من قيمة المباني في المناطق السكنية.
• الأشجار تمنح الأخشاب، وتوفر الكثير من فرص العمل.
• الأشجار تجذب السياح، وتستخدم في المماشي وللتخييم.
• توفر الأشجار الظل في الصيف وتقلل من استهلاك المكيفات.
• تحمي الأشجار طبقات الأسفلت بتقليل تعرضها للحرارة ما يطيل من عمرها.
• تساعد الأشجار على حماية المزروعات في البرد والحر.
• توفر المآوى للحياة البرية.
• تحجب عنك المناظر الغير مرغوب فيها.
• تقلل الأشجار من مشاعر القلق والاكتئاب.
• تعمل كمصدات للأتربة والعوالق وتقلل من تأثيرات العواصف الترابية.
• يمكن بزراعة شجرة واحدة توفير الأكسجين اللازم لحياة أربعة أشخاص.

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر

تشمل المبادرة الخضراء منطقة الشرق الأوسط كلها فهي تتوسع خارج المملكة لتحد من تأثير التغيرات المناخية على المنطقة ككل.

والمبادرة تستلزم تضافر الجهود من أجل إتمامها على الوجه الأمثل، حيث تعمل المملكة على دعم التعاون الإقليمي من أجل ذلك الهدف.

وفي سبيل ذلك هي تدعم إنشاء بنية تحتية تحمي البيئة وتخفض من الانبعاثات الضارة بالبيئة، وتحسن من الفرص الاقتصادية.

وتستضيف المملكة الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر مدعومة بمليارين ونصف دولار من أجل تنفيذ المشروعات اللازمة لتحقيق أهدافها.

لماذا تهتم المملكة بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر؟

إن التأثيرات البيئية لا يمكن احتوائها، وما يحدث في مكان ما يمكن أن ينتقل بسرعة كبيرة إلى مكان آخر.

فتأثيرات الرياح وغيرها من العوامل الجوية ينقل الملوثات لمسافات بعيدة لا يمكن تخيلها.

ولذلك كان من المهم للغاية أن يتم الاهتمام بالمنطقة كوحدة واحدة وحمايتها من تأثيرات الاحتباس الحراري، التي كان لها الآثار التالية على المنطقة:

• تدهور الاقتصاد في أغلب بلدان الشرق الأوسط وانعدام فرص العمل.
• إزدياد التقلبات المناخية والجفاف، وما له من تداعيات خطيرة على الزراعة والإنتاج الحيواني.
• تأثيرات العواصف الترابية وغيرها من الظروف المناخية القاسية تمثل عبئًا كبيرًا على البنية التحتية وتكبد السكان والدول خسائر فادحة.

يتطلب مواجهة كل هذه التأثيرات تضافر الجهود والعمل المشترك، وأن يجتمع قادة المنطقة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.

ما هو الحياد الصفري؟

من أهم أهداف المبادرة الخضراء تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060,

ويعني الحياد الصفري إدخال الكربون ضمن دورة الطبيعة بحيث لا تزيد معدلاته في البيئة عن الحد المسموح به.

وذلك من خلال موازنته بزراعة الأشجار التي تستهلكه، وتكون منه غذائها وتطلق الأكسجين.

أو من خلال استبدال المواد الكرونية المستغلة في إنتاج الطاقة مثل الفحم والبترول والغاز بمصادر آخرى للطاقة المستدامة النظيفة.

وتعني عبارة “أقتصاد ما بعد الكربون” استغلال المصادر الطبيعية كطاقة الشمس والريح وباطن الأرض في إنتاج الطاقة.

ويتطلب التحول الاقتصادي نحو استخدام الطاقة النظيفة إجراء تغييرات جذرية على الزراعة والصناعة.

ويمكن بتعديل الغذاء الذي تتناوله المواشي تقليل نسب انبعاث غاز الميثان بنسبة 40% وهو من الغازات المسببة للتغير المناخي.

الجهود الدولية للحد من الانبعاثات

تعهدت الكثير من الدول والشركات الكبرى بالالتزام بتقليل مساهماتها في إنتاج غازات الدفيئة.

حتى تصبح محايدة أو سلبية في إنتاجها لغازات الدفيئة بحلول عام 2050، ومن أهم الشركات التي تعهدت بذلك:

• مايكروسوفت.
• شركة بي بي.
• خطوط دلتا الجوية.
• بلاك روك.
• أيكيا.

وبالنسبة للدول فإن إندونيسيا على سبيل المثال أعلنت أن لديها خارطة تصل بها إلى مستويات الحياد الكربوني بحلول عام 2050، كما هو الحال في المبادرة الخضراء التي أطلقتها المملكة العربية السعودية.

الإجراءات التي يجب اتخاذها للوصول إلى الحياد الكربوني

أولًا يجب على الدول والشركات الكبرى الالتزام بتعهداتها وأن تتضافر الجهود المجتمعية والسياسية لتحقيق هذه الأهداف.

ثانيًا يجب عمل الحسابات الدقيقة من أجل معرفة مصادر التلوث التي يجب استهدافها، وكيفية معالجتها.

وللحد من الانبعاثات يجب عمل التالي:

• تقليل استخدام وسائل المواصلات واعتماد الدراجات والمشي ووسائل النقل العام إذا أمكن.
• استخدام مصادر نظيفة لإنتاج الطاقة لا تخلّف نسبة عالية من الكربون.

ومن أهم بدائل الوقود الأحفوري الملوث للبيئة الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة باطن الأرض.