طرائف عيد الاضحى .. محطات في ذاكرة الايام
انتهت ايام عيد الاضحى المبارك الا ان هناك ذكريات جميلة ما زالت عالقة في الذاكرة تتحدث عن نفسها كلما حركتها صورة أو موقف أو حديث لأحد كبار السن عن عيد (الضحية) كم هو جميل ذلك الزمن بمجرياته وأحداثه عن الأضحية لقد كان له استعداد مبكر حسب حديث (حبوباتنا) و يبدأ من تحديد الأضحية من بين (الخراف) في المزرعة رغم صغر سنها ولكنها في العيد تكون قد استوفت شرطها.
(الحاجة علوية) استطردت ذكرياتها مع العيد زمان وقالت: قبل العيد بأيام تجهز سكين الذبح وتوضع في مكان معروف . وفي المقابل تعج الأسواق بحركة بيع فهناك الكثيرون ممن يجلبون من البر المجاور هذه الحركة في الأسواق وتصير مهرجانا في حد ذاتها لا يهدأ إلا بعد العيد بأربعة أيام .
وأضافت: بعد صلاة العيد يجتمع الصغار والكبار الكل يمسك بـ(الضحية) لحظات وتوضع على جنبها باتجاه القبلة وبعد وضع السكين يسيل دمها وسط ذهول وانبهار الصغار وفرحة الكبار، وتكون هناك مداعبات من الأب مع الصغار لتخفيف وقع المشهد بوضع قطعة من الجلد في ذقن الصغير المجاور..
ومن يكبرونه يحملون الهدية من الأضحية للجيران والأقارب، وقالت: هناك مواقف أشبه ما تكون بالكوميديا منها هروب الأضحية وملاحقة الصغار والكبار في الشوارع الضيقة وطلب (الفزعة) من المقابلين لها في الطريق ولا تخلو المواقف من الطرف المضحكة.. و ربة البيت توقد نار الشواء و تنادي على الجيران للإفطار أو الغداء ثم يتم تجهيز وجبة سريعة لأهل البيت .
وقالت: تستمر الفرحة أياما يتبادل الجميع التهاني بالعيد وهدية من لحم الأضحية الذي يتم تحويله فيما بعد إلى (قديد) مملح يعلق على حبال وسط غرفة منسية في بيت الطين وتستمر ذكرى العيد حتى تنتهي آخر قطعة من لحم (الأضحية) والآن هذه الأشياء لم يعد لها مكان في مجتمعاتنا الكل (مقفول) في بيته لا يسأل عن جار ولا صديق ولا أهل.
وقالت: ما أحلى تلك الأيّام حيث كنا نشعر بسعادة غامرة بأبسط الأشياء الهواء الطّلق والجو العليل الخالي من التلوث والقلوب الخالية من الغل والحقد و لم نكن نعاني .. فالعيد لا يشبه هذه الأيام في طقوسه وحركته عيد سنوات مضت.. فالحرب الان اذهبت طعم ورائحته الحقيقية ولكن هناك حداً ادنى من الواجبات الاجتماعية والدينية يجب القيام بها مهما بلغت بنا المعاناة والمآسي حتى لايفقد (العيد) كامل طقوسه ونكهته الجميلة.