لم يكن الشاعر نزار قباني هو الوحيد الذي ذاب عشقا في الخرطوم وكتب فيها ماكتب من إشعارا جميلة تفصلها كما المحبوبة ..فالخرطوم هي ملهمة كل شاعر عربي يحل ضيفا عليها ..وتمثل الحسناء التي يتسابق الشعراء في نسج حروف الشعر تعبيرا عن اعجابهم بها .. الطبيعة (الخضرة والماء والوجه الحسن) كرم السودانيين واحتوائهم للقادم اليهم من الجيران في حنية مفرطة واستقبال ان دل انما يدل على (طيبة الزول السوداني).
شاعر الصعيد المصري عبد الرحمن الابنودي كان من اوائل الشعراء الذبن كتبوا حروفا عذبة في الخرطوم ، والابنودي شاعر يعز الخرطوم ويقدر مكانتها حق قدرها، ويثمن دورها الوطني والقومي عندما يوصفها بأنها وجهة الجميع عندما يختلفون، وملتقى طرقهم حينما يفترقون ..
وايضا شاعر الكويت المخضرم يعقوب الرشيد الذي القى في حفل الافتتاح قصيدة بعنوان «تحية الخرطوم» والتي أبدع وامتع الجمهور في غزله الخرطوم حيث كانت قصيدتي كنز زاخر من الكلمات الشاعرية العذبة والساحرة، والمصاغة في إطار من الأوزان الحديثة والمموسقة والآسرة.
كما ان (سمراء) قصيدة في عشق الخرطوم هو عنوان القصيدة التي شارك بها الشاعر والأديب العماني الراحل علي بن سهيل حاردان في مهرجان عيد استقلال السودان الرابع والأربعين، والذي أقيم بالنادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط – سلطنة عمان في السادس والعشرين من يناير 2000م.
وكان قد شارك في ذلك المهرجان، إلى جانب الشعراء السودانيين بعض الشعراء العمانيين الذين قدموا قصائد تفيض حباً أصيلاً ووفاء نادراً للسودان وللسودانيين. ونقول القصيدة في مطلعها :
أسرى بي الشوق واستأنست بالأرقِ
أراقب النجم حتى ذاب في الغسقِ
أراقب النجم والليل الطويل مضى
بكل ما فيه من بوح ومن قلق
سمراء عيناك أسباب الهوى وكفى
بسحر عينيك إجهاز على الحذق
كفى بعينيك يا سمراء أنهما
في المستحيلات درب غير منغلق
يفضي إلى الجدر التي كانت ممنعة
من قبل لا بعد يا فتانة الحدق
ما يهزنا نحن كسودانيين ويطربنا نحن السودانيين بشكل خاص هذا الوفاء والحب العظيم لعاصمة بلادنا العزيزة الخرطوم، والذي نلمسه في كل حرف من حروف شعراء العرب الصادقة،
كل الاماني ان ترجع الخرطوم الى عهدها السابق بعد ان دنسها المتمردين وبالغوا في الفساد داخلها ولكنها عصية على المرتزقة والعملاء والخونة كيف لا وهي عاصمة الصمود التي احتضنت مؤتمر القمة العربي الذي عرف بمؤتمر اللاءات الثلاث بعد نكسة حرب 1967م.