مجتمع

هدية العيد ..شرط تعسفي أمام الخطيب !!

الخرطوم _ زحل نيوز

لم تتعد فترة خطبتهما الستة أشهر ومع ذلك جاءت لتحدثه عن هدايا العيد ومما تتكون.. فهو يعمل في مصلحة حكومية بمرتب بسيط.. قال لها. لا داعي لهذه الهدايا وهي ليست ضرورية، وما عندي من مال أريد أن أوفره لإتمام الزواج في وقت قريب.. قالت: لكن أسرتي وأقاربي والجيران يترقبون الهدايا التي ستأتي بها لي.

قال: إنني مصر على رأيي ولن أبدله، ويمكن أن أهدي لك المناسب ويكون بيني وبينك دون أن يعرض على الأهل وهذا هو الصحيح.. قالت: لابد منها وإن لم تتنازل عن رأيك وحتى لا أُحرج أمامهم سأضطر لإعلان فسخ الخطوبة، كل منا يذهب في طريقه.

هدايا العيد هاجس يؤرق مضاجع الكثيرين لأنهم سيصرفون عليها مبالغ طائلة يمكن أن تسهم في إتمام الزواج.. ولكن هذه الهدايا صارت للتباهي والتفاخر بين الأمهات لذلك كل واحدة تعمل على تحريض ابنتها على خطيبها حتى يأتي بهدايا تحتوي على الكثير ولازم تكون أحسن من هدايا «بت الجيران» وكأنهن في حلبة منافسة نهايتها الحصول على جائزة.

والمدهش في الأمر أن هناك من (فسخت خطبتها) بسببها.. وعلى الرغم من الظروف الصعبة والعنوسة التي تتزايد نسبها إلاّ أن الأسر في مجتمعنا ما زالت مصرة عليها بل أصبحت واحدة من شروط الزواج عندنا.

وهناك نماذج من الشباب كانت (خطوبتهم) ضحية لهدايا العيد منهم (ف) يعمل موظفاً بإحدى الجامعات العريقة، قال: أنا من الذين (فسخوا خطبتهم) بسبب هدايا العيد وقد تناقشت مع خطيبتي كثيراً ولم نصل الى حل وقلت لها طالما الزواج بعد شهرين لا داعي للهدايا من الآن وكل الهدايا ستأتي مع بعضها .

ولكنها رفضت حديثي جملة وتفصيلاً.. كما أنني وجدت أسرتها تقف معها وتشجعها وأدى ذلك الى مشاكل ومشاحنات مع اقتراب العيد بين الأسرتين انتهت بـ (فسخ الخطوبة). أما (عمار) فقال: أحياناً نجبر على تقديم هدايا العيد بأي ثمن ونخسر فيها الكثير لأن أهل العروس يكونون قد (قدموا السبت ليجدوا الأحد) .

وهذا ما فعله أهل خطبيتي وجاءوا بـ (موية رمضان) فجأة دون أن ندري ولذلك كان لابد من أن أبدأ في تجهيز هدايا البنت وأسرتها من بداية شهر رمضان وقد كلفتني أكثر من مليوني جنيه أي (مليارين) وكانت خصماً على خطيبتي تأخير الزواج حتى أكمل ما نقص من مدخراتي للزواج.

أما (إسراء) فقالت: إن لم يقدم لها خطيبها هدية العيد فستصبح موضع سخرية وتعليق بين الصديقات والأهل والجيران لذلك كنت حريصة عليها طيلة السنوات الثلاث الماضية وهي فترة خطبتنا.

نهلة حسن بشير – أستاذة علم الاجتماع – قالت: في مجتمعنا تعودنا على تقليد بعضنا في أمور كثيرة منها تقديم هدايا العيد للخطيبة والمبالغة فيها.. وأضافت أن الفكرة موجودة منذ عشرات السنين إلاّ أنها كانت بسيطة وجميلة في معناها ترضي العروس وأسرتها وتتكون مثلاً عند البعض من (إسكيرت وبلاوز وحذاء وأكياس من الحلوى) .

وآخرون يقدمون (خاتماً واحداً من الذهب وحلوى) مع أن الظروف الاقتصادية كانت أفضل بكثير من الآن. وقالت: أما الآن «كمية من الملابس والأحذية والحلويات بأشكال وأنواع وخبائز ومواد تموينية وأخيراً دخلت فيها الإسكراتشات».

وقالت: يفترض أن تحسم الفتيات موضوع هدايا العيد ويلغين هذه الظاهرة الى غير رجعة حتى يسهل الزواج ويقبل عليه الشباب بشهية مفتوحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى