مجتمع

المسكوت عنه.. ختان العروسات.. أسرار ومآسي

الخرطوم | زحل نيوز

قبل أكثر من خمس سنوات وفي منطقة تقع جنوب الخرطوم تحديدا توفيت (ر) ذات ال(29)ربيعا الموظفة باحدى الجامعات العريقة . (ر) فتاة فائقة الادب و الجمال . معروفة بين زملائها باللطف والكرم والقيم الجميلة ، طلبت (ر) اجازتها من أجل الزواج فرح لها كل الاصدقاء والزملاء مباركين لهاخطوة الزواج ، وبعد عشرة ايام فقط من اجازتها جاءتهم الاخبار بان زميلتهم (ر) قد انتقلت الى الرفيق الاعلى بسبب الحمى التي داهمتها لاسبوع.

عند مرور أشهر على وفاتها خرجت رفيقتها المقربة بالسر الصادم الذي ادى الى وفاة صديقة عمرها، فأسرت بذلك لاحدى الزميلات .واتضح ان(ر) والدها من الذين يرفضون عملية الختان بحيث لم يقوم بختان واحدة من بناته . وبعد ان تقدم ل(ر) عريس يملك ما يملك من الاموال والثروة ويقيم باحدى دول الخليج وافق الاهل .

تحدثت حالة(ر) للعريس بأن ابنتهم غير مختونة للعلم فقط . فهاج وماج وقال لهم تختن او العفو لن اتزوج منها. فاتفقت الخالة والام مع العروسة من غير ان يعرف والدها على ختانها وذهبن بها ذات ليلة الى (قابلة) في أم درمان وتم الختان.

وبعد مرور ساعات فقط بدات تشكي العروسة وتبكي من ارتفاع درجة حرارتها والم الجرح ولم تفلح العلاجات المنزلية مع البندول في انخفاض الحرارة وخوفا من ان ينكشف الامر لم تستطيعان أخذها الى المستشفى اكتفين بعرضها على جارهم مساعد الطبيب الذي ظل متابع حالتها دون ان بدري ما بها ففي اعتقاده انها تعاني من الملاريا فتوقفت حياتها

(قصص مأساوية):

هناك الكثير والمثير من القصص المأساوية التي سمعناها عن ختان بنات قبل الزواج . حيث يشترط العريس ختانها. وأخريات يتم ارجاعهن من شهر العسل ليتم ختانهن في سرية كاملة بمعاونة الام او الجدة والخالة، فالقابلة لا تستطيع ان ترفض ولكنها تحمل الاهل المسئولية اذا حصل البنت أي مكروه. حيث ان ختان الكبيرات خطير جدا ..

ولكنهن يجبرن على القيام به لان هناك من الرجال الذين لا يقبلون الزواج من فتاة غير مختونة وذلك شرط أساسي لإكمال مراسم الزواج، وبالمقابل البعض من الرجال الختان من عدمه لا يشكل هاجساعندهم بالنظر لعلاقة الزواج في كل تفاصيلها، بيد انهم يعرفون المخاطر الصحية والنفسية لهذه العادة الضارة . اذا ان المجتمعات حتى في المدينة لازالت متمسكة بها لدرجة كبيرة جدا .في حين انها عادة ليس لها من الايجابية في شي .لا تساعد على الانجاب ولا في حالة عدمها تمنعه

(أسر واعية):

في مجتمعنا السوداني هناك من تمسك بالختان ولا يقبل ان يناقش فيه الا أن هناك أسر نبذت الختان ورفضته تماما . وهذه الأسر زوجت بناتها دون ضوضاء ، عشن في سعادة وأنجبن بنات وبنين، وظل أمر عدم ختنهن سراً مكنونا بينهن وأزواجهن بعيداً عن معرفة أهل الزوج وسمعهم.

،وتكتمن حتى لا يصبحن مثاراً للتندر بين نسابتهن، أو يجبرن على إجراء عملية الختان على خلفية ثقافة المجتمع الذي يعيشن وسطه. وبعض الأسر رفضت العريس الذي اشترط الختان .لم تقبل به ولم تخاطر بابنتها .باعتبار أنه سياتيها من لا يشترط تلك العادة .فاصبح ذلك ديدنهم مهما كان وزن العريس فهم يرفضونه اذا اشترط الختان

(نظرة دونية):

رجال يتزوجون نساء غير مختونات ولكن طالما هو راضي بذلك يبقى الموضوع سرا بينهما فقط بحيث لا يخبر اهله بان زوجته غير مختونة تفاديا لنظرتهم لها والضحك والسخرية منها . واطلاق الالقاب عليها .

لان كثير من النساء يجعلن من المرأة غير المختونة مكان للتندر والضحك ذلك مايؤثر على نفسيتها وحالتها الاجتماعية ، (س) ختنت نفسها بعد ولادتها لطفلها الاول لان نسابتها كانوا يضايقونها كثيرا ، ويسخرون منها ، ويطالبون ابنهم بان يتزوج بأمرأة مختونة. وقالت اصبحت أشعر بالحرج والضيق .فذهبت للقابلة واجريت العملية حتى عشت مرتاحة في وسطهم.

(ختان في الخارج)

اغلب الدول العربية لا تمارس هذه العادة . ولكن هناك من السودانيين نقلوها لاحدى الدول ولكن على نطاق ضيق حسب حديث احد المغتربين في واحدة من الدول .ان سودانيا نقل هذه العادة لاسرة .حيث ختن صديقه من تلك الدولة بناته بواسطة قابلة سودانية استقدمت خصيصا لهذا السبب .وباموال كثيرة .

وآخر ختن بناته ايضا .وتم ذلك بعيدا عن مرأى ومسمع الاهل والجيران حتى لا تمثال مشكلة .حيث ان هذه العادة تمثل جريمة كبيرة في مجتمعات كثيرة . .نفس القابلة التي استجلبت تأتي سنويا لختان البنات المغتربات في تلك الدولة يأتون بها خصيصا من السودان .فتجمع الأسر بناتها الصغيرة والكبيرة ويتم (ختان جماعي) في تكتم شديد.

(رأي إجتماعي):

تقول دولت حسن اخصائية علم الاجتماع ان ختان الإناث موروث بيئي قديم عرف عند الفراعنة وبعض القبائل في وسط أفريقيا وعندنا في السودان ، كما عرف أيضا عن العرب واليهود مع أنه يفتقد إلى سند ديني قوي لأن القرآن الكريم خلا من أي نص صريح أو ضمني يشير إلى ختان الإناث وليس هناك إجماع شرعي عليه.

وقالت دولت «ومع ذلك فقد تجاوز ختان الإناث تأثيره في المفهوم الشعبي من مجرد عادة قديمة إلى الاعتقاد بأنه عقيدة راسخة قد تصل في قوتها إلى درجة نواهي الأمر الديني والفروض الشرعية»، مشيرة إلى أن عملية الختان تعتمد على قطع أو تسوية أو تعديل جراحي لأجزاء طبيعية سليمة من الجهاز التناسلي الخارجي للأنثى.

وأرجعت خطورة هذه العملية إلى أنها تجري في غالب الأحوال بواسطة أشخاص غير متخصصين طبيا وفي أماكن غير آمنة صحيا وباستعمال أدوات بدائية تفتقر إلى أساسيات التعقيم والتطهير، ما قد ينتج عنه آثار مدمرة فقد تكون عملية الختان مصحوبة بأضرار ومضاعفات مثل النزيف الشديد المصاحب لعملية الختان والتي تتم بدون تخدير وفي منطقة غنية بالأعصاب الحسية قد تؤدي إلى حدوث صدمة عصبية.

إضافة إلى المضاعفات الناتجة عن التلوث والعدوى والالتهابات البكتيرية والفيروسية وذكرت دولت أن من مضاعفات الختان الآجلة ظهور الندوبات والأورام الصغيرة المؤلمة في موضع الختان وحدوث التهابات مزمنة في الجهاز البولي والتناسلي واحتقان في منطقة الحوض.

يزداد مع حدوث الدورة الشهرية وبعد الزواج ناهيك عن مشكلات الولادة، لافتة إلى أن للختان آثارا نفسية عدة تبدأ من الصدمة النفسية للضحية نتيجة الاعتداء المؤلم على خصوصية جسدها، إضافة إلى المعاناة من العلق والخوف من عدم الزواج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى