في كل مرة نشاهد عبر السوشيال ميديا شباب يمارسون أفعال النساء يتشبهون بهن في .المكياج، الزي ، الكلام، الضحك. حتى المشي تجد الواحد منهم (يقدل) كما تمشي البنات، كما ان الذين يرقصون كما ترقص النساء هؤلاء امتلكوا ناصية النعومة . انتشر امثالهم في مجتمعنا السوداني انتشارا مؤذيا ..
مهما انتقدهم الناس هم لا يتركون الذي يفعلونه .لا حياء من المجتمع الذي يعيشون فيه .يتصرفون كأنهم يعيشون وحدهم في هذه المجتمعات لاتهمهم نظرة المجتمع وحديث الناس عنهم .يضربون بكل ذلك عرض الحائط .. ففي الدول التي لجأ اليها آلاف السودانيين بسبب الحرب مثل مصر والامارات اشباه النساء فعلوا الافاعيل فيها.
لم يفكر احدهم انه في دولة غير دولته وأنه يفترض ان يحترم قوانين مجتمعات تلك الدول ولا دخل لنا بما يفعل ابناءهم . ويفترض ان يحترم هؤلاء انفسهم ولايدخلون الجاليات واللاجئين في حرج لان (الخير يخص والشر يعم). فالشكاوي من تصرفاتهم امتلأت بها الاسافير .واصبح اهل الدولة يعيرونهم بما يفعل ابناء جلدتهم .
(ليست جديدة):
هذه الظاهرة ليست جديدة .وانما قديمة جدا . ولكنها تطورت خصوصا في الاربع سنوات التي سبقت اشتعال الحرب .حيث امتلأ الشارع السوداني بهؤلاء النواعم من الرجال . وهم يعتقدون ان ذلك حرية .كما ان هناك من يعيش في ترف و أصبحت كلمة حرية تعنيله أن يحصل على ما يريد من كل شيء جديد من موديلات أو تصرفات.
دون الالتفات الى ما اذا كانت هذه الامور تتناسب مع ظروف فعلها الشخصية وواقع المجتمع من قيم وعادات و أصبح البعض يحاول تقليد البنات والتشبه بهم حتى أصبحت بداخل شخصيتهم الجينات الأنثوية هي التي تكون طاغية عليهم لذلك يقومون بارتداء البروكة الحريمي ووضع المكياج و أحمر شفاه وطلاء أظافر بحيث لا تستطيع أن تفرق بينه وبين المرأة.
(الاختلاط هو السبب):
عزا الكثير من المهتمين بدراسة الظاهرة وانتشارها في مجتمعنا السوداني إلى الاختلاط المبكر بين الذكور والإناث، وسوء استخدام الإنترنت والوسائط المتعددة التي تستخدم في إرسال الصور الخليعة عبر الهواتف النقالة، والتي يتم ترويجها في أوساط الشباب، وتتضمن مقاطع غير أخلاقية تتناقلها فئات شاذة، فضلاً عن عدم وجود وعي بالثقافة الجنسية الصحيحة. وايضا اضطراب الشخصية والتمييز في المعاملة بين الولد والبنت داخل الأسرة، وغياب الوازع الديني، ورفقاء السوء، وغيرها من الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الحالات وانتشارها بالشكل الذي أصبح مقلقا للمجتمع.
وزيادة على ذلك كله يرى آخرون ان تقليد الغرب في السلوكيات ومحاكاتهم في الهيئات والحركات والصفات أشكالها وأنواعها من التكليفات والموضات ظنا منهم أن ذلك من التحضر والتمدن والأناقة والتجمل وهو في الحقيقة تضييع للشخصية وإذابة للهوية من باب تبعية المغلوب للغالب.
وذلك إنما يدل على ضعف الإيمان وانحراف التربية ونقصان في التعليم والثقافة. ونصح هؤلاء الوالدين باتباع طريقة صحيحة للتربية من خلال تجسيد القيم والعادات في المجتمع، والعمل على غرس الأنماط السلوكية (الذكورية والأنثوية) المقبولة اجتماعيا، وتنمية الوازع الديني وغرسه في نفوس الشباب، مع إعطاء دور اكبر للمؤسسات الاجتماعية والمساجد والجامعات في نشر التوعية.
(رأي علم النفس):
ويرى باحثون اجتماعيون أن هناك نوعين من التشبه لابد من أن نميز بينهما؛ فهناك التشبه الذي اكتفى بالشكل الخارجي الذي يشبه الرجل أو المرأة، وآخر تجاوز الشكل إلى التصرف الشاذ، وابتعد عن السلوك السوي والطبيعي لأي فرد في علاقته مع الجنس الآخر، حيث تشذ في هذه العلاقة فتاة أو شاب عن جنسه وهنا يكمن الخطر.
إن ظاهرة تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال ظاهرة مؤلمة، حيث تجد رجلا يتشبه بامرأة وهي كارثة بكل المقاييس ينفطر لها القلب ميوعة الشباب وتقليدهم للنساء في اللبس وقص الشعر أو تطويله والحركات والمشي والعبارات وأيضا في المكياج . فينتهون بذلك من رجولتهم والقيم والأخلاق فيغضب الله عليهم وستعرضون الى مذلة الناس لهم بانعدام الرجولة والانحطاط الأخلاقي.