مكي المغربي: نعم للتفاوض، لكننا لا نأكل لحم الخنزير
في فقه الحديث عندما يقال لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، يعني لا صلاة مكتملة، وكذلك نفي الإيمان بسبب الذنب في نصوص كثيرة يعني نفي الإيمان الخالص وليس أصل الإيمان.
وعليه من يقول (لا تفاوض) هو يقصد لا تفاوض حقيقي ولا مفيد ولا مقبول إلا بحدوث كذا وكذا. الذي يقبض على الزناد ويدوس الجمر غير مطالب بالشرح ويعبر عن نفسه بالفعل لا القول، نحن نشرح لأن هذه هي صنعتنا و”أكل عيشنا” أكثر من ربع قرن من الزمان.
ليست المشكلة في مفاوضات جنيف إنما في (محتوى المفاوضات) وهو مسألة أخرى غير (أجندة المفاوضات)، تلك مسألة صياغة وترتيب أشبه بوصفة الطبخ، لكن المحتوى هو مكونات الطبخة.
حاليا فيها (لحم خنزير) وهو حلال للأمريكان ويجوز أن يأكلوه في بلادهم، لا دخل لنا البتة. بل يجوز للمقيم المسلم المفلس في الدول الغربية العمل في المطبخ وإعداد لحم الخنزير لغيره، لأن المحرم هو الأكل وليس الطبخ، وعليه تحمل الرائحة من أجل عياله (شفتوا المرونة الفقهية دي كيف؟!)
المهم، عودة إلى جنيف، إذا قذف الأمريكان بلحم الخنزير في الطبخة لن يأكلها سوداني، ولو أكلها لن يستطيع تسويقها للشعب السوداني. إذن الحل في تفاوض ثنائي أمريكي سوداني حول (محتوى جنيف) لإخراج شرائح الخنزير البنفسجية اللزجة هذه، وهنيئا لهم بها.
ما هو موقف التفاوض الثنائي المباشر الأمريكي السوداني وكيف يمكن تحسينه؟ هذا هو المؤشر لنجاح جنيف من فشلها. وهو موضوع نناقشه منذ زمن لو تلاحظون.
الرجاء الشير في هذا البوست للقحاتة ومغفليهم النافعين حتى يعلموا أننا لا نقول (لا للتفاوض) بل نقولها بكل صراحة (نعم للتفاوض).
لكننا لا نأكل الخنزير، وهذا من حقنا.