ظاهرة العنوسة تطرق باب الرجال.. ما السبب
(العنوسة) صفة كنا نطلقها من قبل على كل من تأخر سن زواجها وكأنه جريمة تحاسب عليها الفتاة، إلا أن واقع الحال قد اختلف كثيرا الآن وبات هناك عوانس من نوع آخر..فقد ازدادت في الفترة الأخيرة العنوسة عند الرجال حيث أرتفعت سن الزواج عند الشباب بشكل ملحوظ ، وأصبح هناك رجال تجاوزوا الخمسين بل الستين غير متزوجين.
مما يفرض تساؤل عن السبب وراء عنوسة الرجال وهل للعولمة والانفتاح دور في تأخر سن الزواج ، أم أن العامل المادي وغلاء المعيشة سيظل هو العائق أمام الشباب؟؟
عم حسن على ما يبدو عليه تجاوز عمره منتصف الخمسينات دردشت معه وحاولت أن أتعرف على أسرته ، إلا أنه فاجأني بأنه غير متزوج ، وعندما سألته عن السبب في عزوفه عن الزواج ، قال: الزواج هو الذي عزف عني .
، وتذكر شبابه وعمره الذي ضاع دون ابن أو بنت يقفا بجواره ويشدا أزره، وقال : لم يكن معي ما يساعدني على الزواج فراتبي إلى الآن لم يصل الـ(30) الف جنيه وأسكن في غرفة صغيرة في حي شعبي ، وتابع: أعترف أني حلمت كثيرا بمنزل وأسرة وزوجة وأبناء إلا أنني شعرت أني سأظلم أبنائي فليس معي ما يساعدهم على العيش بحياة كريمة ولذا شعرت أن الأفضل هو البقاء بمفردي.
(العامل المادي):
هناك من الرجال من قال بكل صراحة العامل المادي هو السبب الرئيسي في تأخر سن الزواج ، فكيف لشاب مازال في بداية حياته ولديه طموحات وأحلام يريد تحقيقها أن يقبل على الزواج بكل التعقيدات الموجودة الآن غير اشتراطات العروس من إقامة الحفل بمواصفات معينة ومكان تكلفته عالية،
وأعربوا عن اسفهم من بعض التقاليد التي مازالت موجودة داخل المجتمع من المفاخرة والتي أصبحت تعيق بشكل كبير زواج الشاب.. فيما قال آخرون ان العالم الآن انفتح بشكل كبير وأصبح هناك أولويات عند العديد من الشباب .
فالكثير يحلم بالسفر والدراسة في الخارج وليس في الزواج والديون، للوفاء بمتطلبات زواج ربما لا يستمر طويلا فيما بعد.. وقال: طريقة الزواج الموجودة الآن لم تعد تناسب العصر الذي نعيشه، فلا يصح لشاب في2024 أن يتزوج بعقلية أب تزوج في 1949 وهذا بالضبط ما تريده الأسر الآن .
(عدم ثقة):
و أعترف بعض الشباب بعدم ثقتهم في الفتيات وقال احدهم ل(زحل نيوز) : لقد تعرفت على العديد من الفتيات على الانترنت وتبادلنا وتجاذبنا الحديث سويا ، ولم أشعر بميل لواحدة معينة اشعر بالقلق فأنا لا أعرف هل تحدثت مع أحد غيري وكم عدد علاقتها (عالم النت) جعلني لا أثق في الفتيات.
و أكد الدكتور عبد الإله عوض باحث في علم الاجتماع: أن العامل المادي والتزامات الزواج تقف عائقا أمام العديد من الشباب في بعض الطبقات وعبر عن أسفة من بعض الموروثات التي تتباهى وتتفاخر بارتفاع المهور مما جعل الشباب يفكرون كثيرا قبل الاقدام على خطوة الزواج ..
وأشار إلى أن اختلاف العصر جعل أمام الشباب بدائل كثيرة فمع تقدم التكنولوجيا وظهور أجهزة حديثة أصبحت تسهل عمل علاقات وصداقات وربما أعمق من ذلك ، مما جعل الشاب يرى أنه لا سبب لربط نفسه بزواج من امرأة واحدة فهو باستطاعته التعرف على العديد ، خاصة في حالة غياب الوازع الديني .
مشيرا إلى أن الفتاة اسهمت بشكل غير مباشر في ترسيخ هذا الفكر عند الشاب..وأضاف: الرجل الشرقي لديه عقدة مزمنة، دائما ما نراه يتشدق بالعصرية والمدنية إلا أن واقع الحال غير ذلك خاصة في الزواج ، وقال: من لديه وازع ديني تجده غير واثق بالفتاة ، ومن ابتعد عن الدين تراه يضيع وقته وعمره في علاقات غير شرعية، مشيرا إلى أن الانفتاح الموجود الآن زاد من قلق الشاب وخوفه من الدخول في زواج.
ونصح د. عبد الإله الشباب بالتفكير المبكر في الزواج قائلا :» الوقت ليس بصالحك فسيأتي يوم ترى نفسك بمفردك دون زوجة أو أولاد ولا بدائل ربما تجدها الآن ولم تجدها فيما بعد فإحساس الوحدة قاتل.
(العلاقات المفتوحة):
وأتفقت أستاذة علم الاجتماع د. دولت حسن مع دكتور عبد الاله في أن العامل المادي أضحى مشكلة كبيرة أمام الشباب في ظل المبالغ الخيالية التي يطلبها والد العروس، متناسيا قدرات الشباب والمشاكل والمعوقات الموجودة في المجتمع مشيرة إلى أن زيادة نسبة البطالة داخل المجتمع هي السبب الرئيسي في تأخر سن الزواج .
وقالت : كيف لشاب يفكر في قوت يومه أن يبحث عن الزواج..وأشارت إلى أنه بكل أسف الزواج لم يعد هو العامل الوحيد للوصول إلى العلاقة الزوجية، وبات هناك العديد من العلاقات المفتوحة التي جعلت الرجل يعزف عن فكرة الزواج كما أن هناك العديد من الشباب أصبح السفر وحلم الهجرة هو هدف وحلم بالنسبة لهم؟