جدول المحتويات
الكتمان في مهب الريح والأسرار خارج البئر
(سرك في بئر) مقولة قديمة، تكتشف بعدها أن الكتمان في مهب الريح والأسرار خارج البئر بل ومتوارثة بين الاجيال في المجتمعات، وايضا يقولون (البيوت أسرار) وفعلا في ازمان بعيدة كان أفراد المجتمعات يموتون بالاسرار ولا يفشونها لاحد .لأن بعض الأسرار اذا افشيت تكون خطيرة وفيها من الأمور السيئة الكثير.
ولكن الان على قول احد المغنيين (أصبحت بالسر فضّاح) أي انه اصبح لا يمسك السر الذي حدثه به صديقه او جاره ، او زميله في العمل .. وهناك العديد من المشاكل والخصومات بين الناس بسبب افشاء الاسرار ..
احداهما قالت .ان زوجها قد طردها من المنزل بسبب سر افشت به لاختها التي لم تكتم بهذا السر ووزعته على الأسرة فغضب زوحها وطردها الى بيت اهلها .وقالت :ندمت لانني وثقت بها بيد انها لم تفكر فيما سيحدث لي اذا خرج هذا السر الذي حدثها به زوجها ذات يوم .
لذلك نسبة لان افشاء الشر من الامور الخطيرة فهي عادة غير مرغوب بها اجتماعيًا ويرفضها المجتمع، والموروث الاجتماعي يدعوا إلى حفظ الأسرار وان لا تذاع حفظا على التوازن الاجتماعي والترابط وعدم الخصومة
تؤرق حياة الناس
ويعدُّ حفظ السر من الأمور المهمة والصفات الحميدة في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، فالثقة هي التي تقرِّب الأشخاص وتطيل علاقاتهم، وفي النقيض يعتبر إفشاء الأسرار من الصفات غير الحميدة والمستهجنة؛ التي تسبب المشكلات وتزيد الخلافات الاجتماعية وتؤرق حياة الناس.
وفي وقتنا ومع تزايد منصات التواصل الاجتماعي بكل تطبيقاتها، تفشت ظاهرة إفشاء الأسرار وفضحها بالعلن وأمام مرأى من الجميع، اذا ذهب افشاء الاسرار الى منحى آخر بدلا من ان يكون بين اثنين اصبح يكون في مجموعة كبيرة .
وقال الاستاذ المربي طارق تاج السر :ليس من المعقول أن تقضي وسائل التواصل الاجتماعي، على مبادئنا وأخلاقنا، فالحياة الأسرية أسرار والحياة العملية كذلك أسرار، وبالتالي فإن إفشاءها والتحدث بها علناً عند الغير في المجالس أو حتى عبر التواصل الاجتماعي أمر غير جيد يجب أن يعي الفرد مسؤولياته في كل مكان يكون شريكاً فيه.
والأمانة في حفظ السر من الأمور المهمة التي يجب على الجميع التحلي بها، وكما قيل ليس كل ما يعرف يقال، فهناك أمور وأحداث يجب أن تبقى سراً.
اضطرابات شخصية
لقد اعتدنا في مجالسنا واجتماعاتنا أن نسمع كل شيء؛ سواء عن طريق من نلتقي بهم أو عبر منصات التواصل التي لم تدع شيئاً من الأسرار، هكذا بدأ عبد الحفيظ الريح حديثه .وقال افشاء السر أمر في غاية الخطورة ، ويجب من الجميع التصدي له، وعدم الانسياق خلف كل ما يذكر وليس كل ما يذكر ويعلن وينشر صحيحاً.
فالبعض شائعات أو لأهداف أخرى غير معلنة، وبالتالي فإن التحري في مثل هذه الأمور مهم للغاية . واوصي الاجيال بضرورة التكتم على الاسرار للمحافظة مجتمعاتهم من المشاكل والفتن وقال حسب اعتقادي فأن أن الشخص الذي يفشي الأسرار سواء مرأة أو رجل، مصاب باضطرابات شخصية وليست مرضية، لان البعض يتعمد إفشاء الأسرار لإحداث مشاكل بين الناس.
مشكلة اجتماعية
ترى دكتورة دولت حسن الاخصائية الاجتماعية أنحالة القربى والثقة بين الأهل تجعل البعض يتوسع نسبياً في الأسرار، ولهذا فإن فضح الأسرار يعد نوعاً من خيانة الأمانة .
واضافت:إفشاء الأسرار مشكلة اجتماعية تحدث عندما يتم نشر أو كشف معلومات سرية أو خاصة دون إذن من الشخص المعني؛ فقد تكون الأسباب وراء هذه الظاهرة متعددة ومتنوعة، ومن بين الأسباب الشائعة لإفشاء الأسرار التي يمكن ذكرها عدم وعي الأشخاص بأهمية الخصوصية.
وقد يكون لدى بعض الأشخاص فهم ضعيف لأهمية الحفاظ على الخصوصية وعواقب إفشاء الأسرار، والرغبة في الانتقام أو الإيذاء، إذ يقوم الأشخاص بإفشاء الأسرار كوسيلة للانتقام من الشخص المعني أو لإيذائه عاطفياً أو اجتماعياً، وقد يكون للفضول دور في إفشاء الأسرار، إذ يكون الشخص متحمساً لمعرفة المزيد من المعلومات وينشرها دون تفكير في العواقب.
وقالت لذلك يجب توعية الناس بأهمية الخصوصية، والتأكيد على ضرورة احترامها وتعزيز السلوك الأخلاقي والقيم الأخلاقية مثل الصدق والثقة والاحترام في المجتمع، وذلك لتقليل حالات إفشاء الأسرار الذي هو -بلا شك- سلوك غير مرغوب يؤثر سلباً على العلاقات الشخصية بين أفراد المجتمع؛ سواء داخل الأسرة أو بين الأصدقاء، وكذلك يؤثر على الثقة والتعاون في بيئة العمل،
مشاركة وجدانية:
حرص الإسلام على أن يسمع المؤمن شكوى أخيه المؤمن من منطلق المشاركة الوجدانية والرغبة في المساعدة، ولكنه في الوقت نفسه جرم الحديث عن هذه الأسرار، لهذا يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا حدث رجل رجلاً بحديث ثم التفت، فهو أمانة) .
وفي الحديث أيضاً: الحديث بينكم أمانة . ويجب على المسلم، والمسلمة، هنا أن يعرف في ماذا يتحدث ولمن يتحدث وأي وقت وأي موضوع يفضفض فيه إلى الآخرين، فليس كل الناس أمناء وليست كل الموضوعات قابلة للطرح أمام الآخرين .