المرأة

مغنية يمنية تؤمن بأن الحروب يمكن صدّها بالغناء

الخرطوم | زحل نيوز

مغنية يمنية تؤمن بأن الحروب يمكن صدّها بالغناء

مغنية يمنية تؤمن بأن الحروب يمكن صدّها بالغناء، ما يتصدر الغناء مشهد الألم، ويطل كعنصر مقاومة من تحت الدمار والحروب، و بصوت قروي برائحة البن، يردده الرعاة على سفوح الجبال باليمن، يشبه ابتهالات الفلاحين، توزعه الشابة الصغيرة هاجر نعمان خبزاً للفقراء ولحافاً يتدثر به المهمشون، إنها ابنة الحالمة تعز، التي ترسل أغانيها كأسراب حمام على خطوط النار.

مغنية يمنية تؤمن بأن الحروب يمكن صدّها بالغناء

بشدوها العذب الذي سحر قلوب الدبابات، ويسكت الحروب، ويسيل الدموع من عيون المدافع، تطلق آهاتها رصاصة سلام في قلب الأزمات، وتنشر فيديوهاتها عبر منصاتها في السوشيال ميديا لتمنح كل من يتابعها ابتسامة بيضاء.

لم تكن الشابة الصغيرة تتخيل أن موهبتها الفطرية ستكون بمثابة هدنة سلام لحرب أبت أن تضع أوزارها، في كنف حصار مطبق يكاد يخنق المحافظة اليمنية الأكثر استنارة، وكثافة سكانية بين محافظات اليمن الذي يعيش تعاسة مفروضة قسراً على سكانه، ولا يزال يفتش في ملفات كل مندوب جديد للأمم المتحدة عن موروث سعادته المفقود

تعيش هاجر في كنف أسرتها في محافظة تعز اليمنية، يتساءل متابعوها عن ارتباطها عاطفياً، كونهم لا يتخيلون أن يخطفها فارس أحلام، فالجميع يشعر أنها تغني له وحده، لأنهم ببساطة عشقوا صوتها وجمال روحها معاً، معتبرين أنه بلسم لتلطيف الهموم.

ويتوقعون أن يبلغ عدد مشاهديها على قناتها في “يوتيوب” 30 مليون مشترك، أي بعدد نبضات سكان اليمن كله. لقد استطاعت الفنانة الشابة أن تلامس وجع الملايين بشجنها وشجوها التراثي الحزين.

هاجر تدرك أن الأغنية اليمنية أصبحت برقية عزاء ومواساة لبلادٍ ترزح تحت رحمة القصف، لهذا ترفع صوتها عالياً وهي تشدو بأغنية “متى سوف يرتاح هذا الوطن”، لتعبر بإحساس فائق عن ضائقة الكثيرين نتيجة اختناقهم وانعدام أدنى المقومات لعيش كريم.

رحلة كفاح فني بدأتها هاجر بتأسيس فرقة “مشاقر” الموسيقية المكونة من 5 أصدقاء لها، تتضمن رسالتها إحياء التراث الغنائي اليمني، لاستعادة بهجة المدينة الجاثمة تحت ركام الحرب. و”مشاقر” تعني زهر الريحان الزكي الذي يغرس بين تلافيف حجاب المرأة كنوع من الزينة.

تود هاجر عبر أغانيها بث رسالة سلام، إلى جانب تقديم تراث بلدها المنكوب إلى الشعوب كافة، وإعطاء نبذة فنية عن يمن لا يزال يقاوم بأن يظل سعيداً رغم الحرب، لتؤكد لهم أنه يوجد بين ركام هذا الصراع إنسان حقيقي يريد أن يفرح ويغني للحياة، وهذا ما لا يعرفه كثيرون عن أبناء اليمن الذين نسيهم العالم تحت الركام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى