علي عسكوري يكتب: أمريكا.. الخطة (ج)!
علي عسكوري يكتب: أمريكا.. الخطة (ج)! | السودان هي حرب أمريكا بإمتياز…!
من يعتقد ان الامارات تشن هذه الحرب بالاصالة.. واهم..!
عينت امريكا قبل الحرب سفيرها (قوودفري) في السودان بعد عقود من المقاطعة..
في الخطة (أ) لم تكن مهمة السفير بناء العلاقات الثنائية وتطويرها لمصلحة الشعبين كما هو دور السفراء عادة، بل جاء لتنفيذ السيطرة على بلادنا بآليات سلمية ان أمكن (الإطاري) وإن لم يتحقق ذلك فالحرب (الاطاري او الحرب) كما اعلن صبية حمدوك.
أمريكا.. الخطة (ج)!
الهدف هو تمكين قحت والمليشيا من البلاد ثم الشروع في نهبها بواسطة حكومة عميلة وخاضعة وتدار تماما من واشنطن عبر الوكيل المعتمد.
الآن، فشلت خطة السيطرة من خلال الاطارىء وفشلت ايضا خطة السيطرة بالحرب، وضربت المليشيا وتفرقت ايدى سبأ وتحولت لبداياتها الاولى مجموعة من النهابين وقطاع الطرق (النسي قديمه تاه) صاروا بلا هدف سياسي يستهدفون فقط القرى النائية المعزولة لينهبوها.
مع فشل الخطتين (ا) و (ب) تم اللجوء للخطة (ج) وهذه اول مرة تلجأ امريكا مضطرة للخطة (ج)، اذ ان طريقتها ومنهجها يقتصر على الخطة (أ) و (ب) فقط اما الخطة (ج) كما نعرف من التاريخ فهي انسحابهم (فيتنام، العراق، واخيرا افغانستان)، وهكذا لجأت للخطة (ج) (مكرها اخاك لا بطل) فصمود الجيش والقوات النظامية اجبرها على البحث عن الخطة (ج)!
في حقيقة الامر لم تكن امريكا ولا وكلائها يرغبون في مفاوضات من اساسه، وانبنت خطتهم على ان السيطرة على السلطة ستتم في فترة وجيزة جدا ثلاثة ساعات او نحو ذلك، واشتروا الترماى من قائد المليشيا وصدقوا اكاذيبه!
بعد شهر من القتال بدأوا يشعرون ان الامور لم تسير حسب ما هو مخطط له، فاقترحوا مفاوضات جدة على مضض املا في اقتسام السلطة بين المليشيا والجيش (العودة للاطارىء) وبذلوا جهودا كبيرة لاشراك قحت كمكون سياسي.
تمسك الجيش بضرورة خروج المليشيا من الاعيان والمنازل والطرقات وضعهم في مازق، لان تنفيذ ذلك يعنى الاقرار بهزيمة المليشيا.
وهكذا لم يحقق لهم منبر جدة ما كانوا يخططون له وبدا التهرب من الاتفاق والبحث عن بديل. غادروا المفاوضات المنعقدة وتبنوا سياسة تجاهله في تصريحاتهم وكأن لم يكن هنالك اتفاق وقع بمشاركتهم. سيواصلون محاولة الالتفاف عليه في جنيف!
تقوم فكرة مفاوضات جنيف على تجاوز اتفاق جدة والبحث عن توليفة جديدة تضمن للمليشيا وبنتها تقدم جزء من كيكة السلطة والعودة (المظفرة) لكراسي الحكم. بمعنى آخر تحاول امريكا الحصول على مالم تحصل عليه بالحرب بالمفاوضات. تعتقد امريكا ان بوسعها خداع السودانيين مرة اخرى كما حدث في نيفاشا.
اما الهدف الثانى الذى يخدم مصالح امريكا هو ابعاد السودان تماما من التوجه شرقا، والواقع يقول انه كلما خطى السودان خطوة نحو الشرق كلما زادت امريكا من ضغوطها على المليشيا، ففي سبيل ايقاف توجه السودان شرقا ستضحى امريكا ليس فقط بالمليشيا بل حتى بتقدم، فأمريكا يمكنها ابتلاع وازدراد الكثير من النازلات الا وجود قاعدة روسية في البحر الاحمر..! هذا امر يخلط ويربك حساباتها التى رسمتها منذ الحرب العالمية الثانية، بعد ان حلت محل الاوروبين في قيادة العالم.
الخلاصة… امريكا لها مصالح تسعي لتحقيقها وبلادنا لها مصالح. مصالح امريكا امر يخصها، اما مصالح بلادنا فهى تدمير المليشيا و بنتها (تقدم) تماما بحيث لا يكون لهم وجود في بلادنا وتعويض خسائر الحرب واعادة البناء ورفع جميع العقوبات المفروضة على بلادنا من امريكا ومن اوروبا.
ان كانت مفاوضات جنيف تلتزم بخروج المليشيا ومصالح بلادنا اعلاه… فلا غبار عليها.
اما ان كانت امريكا تسعى لكى (تضقل) ببلادنا في لعبة فارغة قديمة جديدة فالخطة (ب) جاهزة!
هذه الارض لنا