جدول المحتويات
اعتداء صارخ على القيم.. أزواج يملؤون الأسافير بفيديوهاتهم الخاصة
اعتداء صارخ على القيم.. أزواج يملؤون الأسافير بفيديوهاتهم الخاصة | كأنهم يقولون وداعا للعادات والتقاليد.. والقيم المجتمعية الجميلة ، في كل فترة يظهر علينا زوجان في فيديو من داخل منزلهم . او داخل سياراتهم .او في مناطق تنزههم . يتكلمون .او يرددون اغنيات ويرقصان معها . دون حياء ، الزوجة ترتدي كما تشاء لا يهم الزوج ذلك كأنها ليست بعرضه كما هو واضح ، بنشرون خصوصياتهم .
ماذا يريدان ان يفعلا وما الذي لا يريدان فعله، مشاهير وغير مشاهير ، كلهم ادمنوا عدم الحياء بظهور زوجاتهم معهم ، يمارسان الرومانسية على الهواء ، أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدون ذلك باشد العبارات بل هناك من يوجههم الى الطريق الصحيح وعدم فعل ذلك للعالم وكيف تسمح ان يرى زوجتك الملايين من الرجال ، بينما يتابعهم آخرون باعجاب شديد، وينثرون عليهم عبارات المدح والثناء ، بل ان هناك من بخطو خطوهم ، ويفعل مثلنا يفعلان.
مشاعر سلبية
هؤلاء الازواج يعملون لكل إنجاز صورة او فيديو، ولكل عيد زواج فيديو ، ولا شك ان كل هذه الفيديوهات تلتقطها مشاعر الغيرة والحسد والكثير من المصابين بالأمراض النفسية بسبب مقارنة حياتهم العادية بحياة الآخرين.
ففي دراسة كانت تضم 600 شخصًا من الازواج أقرّ ثلثهم أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل لديهم مشاعر سلبية، وأن المتسبب في ذلك هو إضافة أصدقائهم مزيدا من الصور المبهجة والرائعة إلى ملفاتهم الشخصية على الأنترنت.
وهذه الخصوصيات الزوجية المشاعة تفتح المجال أيضا لعمليات الابتزاز والاستفزاز، من خلال سرقة حساباتهم ونشر صورهم وغيرها من عمليات التهديد التي تؤذي الأفراد.. الا أن هناك من يتفرج فقط ولا يقارن نفسه بهؤلاء بل يقولون : ليس كل ما يلمع ذهبا.. ويعتقدون ان السعادة على مواقع التواصل ليست حقيقية دائما وأن الأزواج الذين لا يميلون لإظهار شريكهم ولا التحدث عن حياتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر سعادة في علاقتهم.
هوس وإدمان
تقول الأخصائية الاجتماعية دولت حسن إن هوس بعض الأزواج بالتصوير صار إدماناً ونهماً فهم لا يتركون شاردة ولا واردة إلا صوروها لعرضها عبر حساباتهم، وهذا أرى أنه اعتداء صارخ على القيم والعادات المجتمعية لدينا.
وأضافت: يصنف هذا التوجه ضمن الهوس بالشهرة، فالاستخدام السيئ بات يشكل النسبة الأعلى لد بعض الناس ، والإنسان بطبيعته مستكشف لما يدور حوله وهذه طبيعة لدى البشر ولكن هناك خطوطا حمراء لا يجب تعديها. ومن المؤسف أن الاستسلام لرغبات النفس وحب كشف المستور بات سائداً. ولا يجب التعميم على كل متابعي الاسافير بأنهم تركوا متابعة المفيد وانساقوا خلف السيئ، ولكن لا ننكر أن غالبية المستخدمين والسواد الأعظم هم في سن الشباب من الجنسين.
عدم غيرة
وترى نهلة حسن بشير استاذة علم الاجتماع أن ما يفعله الإنسان يضعه في مقياس النفع والضر، طبعا بعد الحلال والحرام، فإن كان حلالا ينظر مدى نفعه ومدى ضُرِّه فإن غلب النفع نشر. ونظرتي لما ينشر من خصوصيات داخل المنزل النفع فيه قليل بل قد يلحقهم ضرر جراء هذا التصوير؛ كونه يجعلهم للمثالية أقرب وبعيدين عن التلقائية وكل من كان للمثالية قريب فارقته السعادة ورافقته الكآبة.
وأيضا هناك أمر خطير قد يؤديه ذلك وهو ضعف الغيرة من الطرفين، فالغيرة المعتدلة هي خلق فاضل يعني كراهة الرجل اشتراك غيره في ما هو حقه. وهكذا . لذلك ارى ان الزوج الذي يجعل زوجته ترقص على الانترنت وبملابس فاضحة بصحبته غير غيور على عرضه ،
وبالتالي لابد لنا أن ننظر إلى الموضوع نظرة متوازنة تتطلب انتقاد لتصرفاتنا وسلوكياتنا السلبية واستخدامنا غير السليم للتقنية، لا اتهام التقنية في حد ذاتها. إذ ينبغي أن تكون تلك الوسائط أدوات في أيدينا نستخدمها ولا تستخدمنا، نملكها ولا تملكنا، نتعامل معها بقدر الحاجة، ولا نستسلم لما تفرضه علينا من قيم دخيلة، ولا يتم ذلك إلا بالرقابة الذاتية والوعي الصحيح لكيفية التعاطي معها