د. كرار التهامي: حول العشرين سؤال والمفاوضات ٤-١٠
أمريكا والمفاوضات، قوية في الماكرو ضعيفة في المايكرو
د. كرار التهامي: حول العشرين سؤال والمفاوضات ٤-١٠
د. كرار التهامي: حول العشرين سؤال والمفاوضات ٤-١٠ | الخرطوم – زحل نيوز
هل امريكا قادرة على اجبار شعب على السير في غير وجهة مصالحه؟؟ اليك الاجابة
نعم امريكا دولة عظمى وقوية عمدت هويتها بالدم والقتل واسست عصبية راسمالية صلبة نسجت قماشتها الة عسكرية واقتصادية جبارة فمنذ اكتشاف الاوربيين البندقية استطاعوا غزو الحضارات الأخرى وتقليص رقعتها الثقافية والسكانية ،،
أزاحوا السكان الأصليين وغيروا ديموغرافيا المكان واستقروا هناك بسبب البندقية ( على فكرة هو مايحاول عمله عربان الشتات في السودان المسكين في هذه الحرب ).
لاحقا صنع الأمريكيون القنبلة الذرية التي تسربت اليهم أفكارها وأسرارها من ألمانيا المندحرة وبهذه القنبلة هزموا الإمبراطورية اليابانية ثم شاركوا في انتصار الحلفاء على دول المحور في الحرب العالمية .
انتصر النظام الكابتالي الكولونيالي الذي تقوده امريكا في الحرب الباردة على القطب الكوني الثاني وتفكك الاتحاد السوفيتي بايدي أبنائه وكوادر حزبه الماركسي امثال بوريس يلتسن وغورباتشوف والكسندر باكوفليف وغيرهم من الذين لم يعرفوا ان التنازلات الصغيرة تتدحرج مثل كرة الثلج لتصنع واقعاً لا يمكن السيطرة عليه .
مع هزيمة الماركسية وتصدع الاتحاد السوفيتي كتب فرانسيس فوكوياما كتاب “نهاية التاريخ” تتويجا لانتصار الغرب والرأسمالية على الشرق والفكر الاشتراكي فقد انكسرت المذهبية الماركسية حتى اصبح أهلها يتخبطون بين هجرها وتعديلها وترقيعها .
هذه امريكا المنتصرة في العناوين الكبرى والحيوبوليتكس على المستوى الكوني اما على المستوى المايكروبوليتكس واقصد النزاعات المحلية ليست هي بتلك القوة.
فهي عانت ولازالت في فشل تاريخي وانتكاسات في كل صراعاتها المباشرة مع الدول الصغرى التي وقفت بقوة في وجه النفوذ الأمريكي وفشلت في تكريس نموذجها او تنصيب من يحاربون نيابة عنها في تلك الدول.
تكرر امريكا السياسية في كثير من الأحيان الخطا القاتل في التعامل مع الصراعات الداخلية في كل بلد فعلى الرغم من السطوة والقدرة على لوي ذراع الحكومات والسيطرة على عوامل السياسة الدولية لكنها ضعيفة ومترددة في التأثير على السياسات والصراعات المحلية والأسباب كثيرة منها .
نقص المعلومات حول بيئة هذه الصراعات والعوامل المحفزة والمحددة لها .
ومنها الاحندة الخاصة ومصالحها امريكا وحلفائها الاقتصادية فهي تميل ناحية اتباعها ولو كانوا في ضلال مبين .
ومنها الاهداف الشخصية لمن يمثلون امريكا في فض النزاعات حيث يتطوع كثير من المبعوثين بمعلومات رغبوية مثل فولكر الذي تعمد ان يتجاهل أوزان القوى السياسة في السودان وقدم معلومات مضللة للمجتمع الدولي .
نجحت امريكا على المستوى الكوني في تفكيك الاتحاد السوفيتي لكن هزمتها مقاومة الفقراء في فيتنام .
نجحت في هزيمته اليابان الإمبراطورية العظمى لكنها واقفت عاجزة امام الثوار الصوماليين في شوارع مقديشو .
لقد فشلت امريكا في نزاعها مع جبهة الساندنستا في نيكاراغوا رغم استمرار الصراع سنوات طويلة واتخذت من الكونترا ( الثوار المضادون) فصيلا مسلحا ولكن تعرضت الاخير ة لهزيمة عسكرية رغم الدعم الأمريكي العسكري والمالي والسياسي فالإرادة الشعبية اقوى كانت .
اجتهدت اكثر من نصف قرن لاسقاط كاسترو ونظامه الاشتراكي حتى تصالحت معه على يد آوباما .
ودعمت امريكا حكومة أفغانية عمرت طويلا لكن لم تستطيع امريكا حمايتها بعد ان فشلت مفاوضات الدوحة بين امريكا والطالبان فتخلت امريكا عن حلفائها بصورة مخيبة للامال وتركتهم يسقطون من الطائرات كما سقط الذين من قبلهم من السفن الأمريكية الهاربة من جحيم فيتنام بنفس التراجيديا وخيبة الرجاء.
فشلت امريكا في محادثاتها مع كوريا الشمالية في موضوع القدرات النووية واستمرت الحكومة الكورية غير آبهة حتى دخلت النادي الذري بالقوة .
بذلت امريكا أقصى جهد على تحقيق السلام بين المتنازعين في ليبيا وحرصت على إنفاذ اتفاق الصخيرات الذي لازال في حالة موت سريري رغم تعاقب المبعوثين من لدن برنارد ليون ومارتن كوبلر الى السنغالي عبد الله باتيلي .
وهاهي امريكا تهتم بأحداث السودان بعد عام من الحرب والدمار لان الانتخابات على الباب والحزب الديمقراطي يستفيد من مثل هذه المناورات الدبلوماسية الصغيرة وهي عاجزة عن مجرد تنفيذ مقررات بصمت عليها كوسيط ومسهل .
وقس على ذلك عشرات الحالات التي تبرهن على قدرة الشعوب في التحكم في مصائرها إذا تقاطعت ارادة الشعب والقيادة السياسة في بلد ما حول السيادة والحرية والاستقلال .
د كرار التهامي
١٩-٨-٢٠٢٤