مجتمع

زوجات يصرخن.. الطلاق ولا التهميش وعدم التقدير

الخرطوم | زحل نيوز

زوجات يصرخن.. الطلاق ولا التهميش وعدم التقدير

زوجات يصرخن.. الطلاق ولا التهميش وعدم التقدير | أن الحياة الزوجية مكان للأمن والاستقرار النفسي بين الزوجين بالمودة والرحمة إلا أنها في حالات كثيرة تكون الحياة الزوجية انفصالاً نفسياً بسبب التعامل السيئ بين الطرفين، ومن ذلك قضية (تهميش الزوجات) .

زوجات يصرخن.. الطلاق ولا التهميش وعدم التقدير

حيث بين ليلة وضحاها تجد الزوجة بأن زوجها يتعامل معها بعدم مبالاة ويلغي دورها في الأسرة تماما! مما قد يُشعرها بأن لا قيمة لها في البيت الأسري! ومن ثمّ يحدث الانفصام في العلاقة الزوجية بينهما..

والتهميش عرفه علماء الاجتماع بانه الانشغال عن الزوجة وعدم الانفتاح معها وإشراكها في آلامه وآماله وضعف الاهتمام بها . وايضا قلة المكوث في البيت إلا عند النوم والأكل.

ندرة الحديث مع الزوجة وضيق مساحة الحوار بينهما، إيثار الآخرين عليها (أهل الزوج- الأصدقاء-العمل)، الانشغال بأعماله الخاصة، و التهرب من الارتباطات الزوجية ومحاولة تأجيلها وإلغائها.

حكاية الطبيعية

(تغريد) اسم رمزي لاحدى الطبيبات والتي تزوجت من زميلها قبل (10) سنوات وعندما لم تستطع التوازن بين بيتها واطفالها وزوجها تركت العمل لتتفرغ لخدمة زوجها و الاعتناء بأطفالها ومملكتها الزوجية (تغريد) قالت: تركت العمل رغم اني في أمس الحاجة اليه لان اسرتي تحتاجني بشدة .

درست واجتهدت لاكون طبيبة اساعد أمي واخواتي بعد وفاة والدي المربي الجليل والمشرف التربوي الفخيم، حيث كنا صغارا .وانا الكبيرة تصديت لان اكون انا الاب كي لا تتعب أمي .ولكن عندما احسست زوجي يتضايق أحيانا من ذهابي للعمل قررت ترك العمل فورا واثنى هو على قراري .

فجلست في بيتي اقوم بواجبي كزوجة وام على اكمل وجه ولكنني دوما كنت اجد منه التهميش وعدم التقدير. حتى مستلزمات البيت اصبح لا يسألني عنها .ولا اريد ماذا .ولا يستشيرني في شئ .اصبح حتى الحديث بيننا معدوما .سالته كثيرا عن السبب وما به وكان يصفني بالمزعجة عندما اساله عن تعامله الغريب.

وزادت الحكاية وكنت ك(المزهرية),في البيت .حتى احتياجات اطفالي لا يسألني عنها ، فطلبت الطلاق لان هذه الحياة افضل منها الطلاق والرجوع الى بيت اهلي اعيش فيه معززة مكرمة .ورفض ان يطلقني .والان اعيش معاناة والم حقيقي من هذه الحياة البائسة والتعيسة . كل ما فعلته رجعت الى عملي.

لماذا التهميش؟:

نموذج تغريد هو واحد من اخريات كثيرات يعشن في هذه الحالة التي وصفتها نساء ب(الكئيبة) فهن يتواجدن في بيوتهن من اجل ان لا يتكلم عنهن المجتمع . كالتي قالت انها عشرون عاما عايشة على (التهميش) من زوجها بل انه لا يلقى لها نظرة وكأنها غير موجودة في البيت .كل ذلك بدون اسباب مقنعة..

وقالت لو كانت ذريتي ذكور لتركتهم له وذهبت من منزله ولكن ذريتي بنات وهن اكثر حوجة للام فضحيت لكي اكون موجودة بينهن.حتى انني فصلت عنه غرفتي وتركته وحده فهو لا يكترث لوجودي فلماذا انا اضع له اعتبار؟؟ وهناك من هي مطلقة وتعيس في بيت الزوجية لتكون وسط اولادها.

واخرى تركت بيت الزوجية دون طلاق لكي تتفادى هذا التهميش والالم الذي تجده من هذا السلوك السئ والذي يعتبره الكثيرين واحد من أنواع العنف الاسري ،

فالزواج شراكة بين الزوجين يجب ان يقوم على التفاهم والتناغم والاحترام والتقدير، ليس كما يفعله ازواج كثيرون وهم يعاملون زوجاتهم باللامبالاة . مما يفشي الكراهية ويباعد بينهم .ويصبح الابناء في حالة حيرة مما يحدث.

الخروج عن المسار:

واوضحت الدكتورة دولت حسن الاخصائية الاجتماعية أن ثمة سلوكيات تخدش الحياة الزوجية . وقالت: تعتمد الحياة الزوجية على أسس لا يمكن أن تستقيم إلا بوجودها، وتلك الأسس هي التي تعطي التفسير لمعنى المودة والرحمة والسكن والتي ذكرت في القرآن الكريم،

ولتطبيق هذه الأسس يجب أن يكون هناك اعتقاد قوي في نفس الزوج والزوجة لممارسة هذه المعاني، وحينما يتم الإخلال بها فإن الحياة الزوجية تضطرب وتخرج عن المسار المحدد لها، ومن هذه الأمور نجد أن هناك بعض الأزواج يمارسون بعض السلوكيات التي تضرب المعاني السابقة في مقتل.

، فعدم وجود مشاركة للزوجة في إدارة بيت الزوجية، وما تعانيه بعض الزوجات من تهميش، سواء في الأمور والواجبات الفطرية الشرعية أو المهام اليومية فإن ذلك كله يعطي المعنى بعدم التوافق والتفهم من الزوج تجاه زوجته وزادت دولت : على هذا الأساس فإنني أجد أن معظم المشاكل الأسرية التي تأتيني تحمل في جانبها نوعا من الإقصاء والتهميش المقصود من قبل الزوج لزوجته،

وحينما نتباحث في الأمر نجد أن الزوجة إما أن تكون قد تسببت في ما آل إليه الأمر، أو أن الزوج لديه نظرة مختلفة رسخت مع الزمن تجاه زوجته، والمسبب لتلك النظرة إما التقصير المتكرر والمتراكم من قبل الزوجة أو أن الزوج له رغبة في أن يقترن بأخرى،

لأن الفطرة الطبيعية لدى الرجل والمرأة هي إشباع الغريزة، فبالتالي هو يخطط بشكل أو بآخر للبحث عمن تعطيه ذلك الإشباع. وهناك أيضا من الأزواج من يعتقد أن التهميش أو الانعزال هو أمر ديني بحيث أن معاقبة الزوجة بالهجر في الفراش هو من أساليب تقويم الزوجة وهذا للأسف منطلق فكري قاصر لم ينظر إلى المعنى القرآني بالشكل الصحيح.

، حيث أن الهجر في الفراش لا يكون عقاباً مستمراً ليس له حدود، إنما هو عقاب ذو مؤشر ورمزية لأمر معين ومحدد دون استمراء أو هروب من التي لم تعد لها مكانة عاطفية ومشاعرية لديه.مظاهر التهميش!واوضحت أن بعض الأزواج لا يقوم بواجباته الأسرية من جراء تهميشه لزوجته ، .

فهناك بعض الأزواج الذين لا يوجد لديهم التفكير في الأبعاد التي تؤثر في المرأة من خلال تهميشهم لدورها وأن عليها من المسؤوليات والمهام ما توجب عليه المشاركة بشكل فاعل في بيت الزوجية، .

فنجد أنه منعزل تماماً أمام تنفيذ مهامه كزوج فلا يصرف ولا يعطي ولا يشتري ولا يفعل أي من الأمور المطلوبة منه، إنما يرمي الأمر برمته على كاهل الزوجة معبراً بذلك عن أنانيته وعدم احترامه لمفهوم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

رسالة نفسية

يرى البعض أن هناك رجال يتحاوزن كل معاني الرجولة لا يقومون بواجباتهم ولا يفكرون في التأثير النفسي البالغ الذي سيتركونه في نفس زوجاتهم والأبناء جراء إهمالهم لهن. بل قد نجدهم يقدمون رغباتهم حينما يكون الأمر مناسباً لهم ، في الخروج الكثير و البقاء مع اصدقائهم لاوقات متاخرة من الليل والاهتمام بانفسهم دون النظر إلى زوجاتهم والاهتمام بانفسهم وطلبباتهم دون التفكير في ان كل ذلك يؤذي زوجاتهم،

مما يفقدهم معنى القوامة الحقة في نظرها . ويعتقد اخرون ان التهميش يؤدي إلى تبعات نفسية تدفع تلك الزوجة لأن تفقد معنى الأمان والحنان والمشاعر تجاه من تتمنى بأن تكون تحت ظله، لا أن يترك لها مملكتها لتحاول هي بدورها أن تجد من يقف معها لمساعدتها، مما قد يوقعها في فخ من لا يخاف الله لتنشأ علاقات محرمة من خلال طلب المساعدات منهم، .

وهذا للأسف نتيجة للمسبب الذي تسبب فيه الزوج دون أن يفكر في التبعات.هناك حسب حديث استاذ علم الاجتماع بهاء الدين مصطفي الذي اختصار حديثه بان هناك أسباب ظاهرة للتهميش وأخرى خفية فهناك وكما تقول القاعدة: “لا سلوك بدون دافع”.

فمن الأسباب: خوف المرأة من سيطرة الرجل على البيت فتهمشه لتتمكن من أخذ حريتها، وبالعكس قد يتصور الرجل أن المرأة لو أعطيت مساحة للاختيار قد تتمرد عليه! وهذا يمكن علاجه بإرشاد الزوج بأهمية احترام كيان المرأة، وأن هذا الأمر يؤثر على الأبناء بشكل قوي.

أما الأسباب غير الواضحة فقد تكون في العقل الباطن، وهذه الدوافع قد تكون ناتجة عن صدمات أو تجارب سابقة، فيبدأ الزوج في التصرف منفرداً ويتحاشى التعامل المباشر مع الزوجة ويتخذ قرارات تكون الزوجة آخر من يعلم بها. فالتهميش هي رسالة نفسية يرسلها أحد الزوجين فهو يقول للطرف الآخر “أنت لا تهمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى