جدول المحتويات
يتزايدون بكثافة، متسولون، من أرصفة الشوارع إلى (الكيبورد)
يتزايدون بكثافة، متسولون، من أرصفة الشوارع إلى (الكيبورد) |. (كرامة لله) عبارة كنا نسمعها من متسولين نلتقيهم في الشوارع وإشارات المرور، أو الأسواق وامام المساجد ولكننا في الاونة الاخيرة . ظللنا نجدهم عبر الاسافير .فتحولت (كرامة لله) من شفهية نسمعها الى جملة نقرأها على الواتساب أو الفيس بوك .أو منصة (اكس) وقد استعانت فئة من المتسولين بالانترنت في توصيل تسولهم على الناس خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد .
حيث تأتي الرسائل مجهولة المصدر على رواد تلك المواقع بكثافة . لدرجة ان الناس اصبحوا لايعرفون المحتاج وغير المحتاج . فاختلط عليهم الأمر . لان اغلب المتسولين على الكيبورد (مستهبلين) ومخادعين .
يصرون على استجداء الناس وبأنهم صادقين فيما يكتبون في رسائلهم التي تتضمن مساعدات مالية .أو تموينية .لمرضى ومحتاجين ومرضى واستصحاب روشتات ادوية . مع وضع حسابات بنكية (بنكك أو فوري. أو تحويل رصيد على احد ارقام شركات الاتصال) يكتبون ذلك وهم على ثقة ان هناك من يرضخ لتسولهم والتجاوب معاهم وفعلا ان هناك من يقع في هذا الفخ.
واقعة حقيقية:
الاستاذة الجامعية (إجلال) ذكرت انها كانت ضحية لذلك التسول الالكتروني. وقالت ذات مرة كنت اتصفح احد القروبات على الواتساب . فوجدت مناشدة من احدى الاخوات . وقالت انها في شهرها الثامن من الحمل ولا تملك مليما واحدا لاجراءات الولادة والتغذية ومستلزمات الطفل. وانها نازحة وفقدت كل ماتملك في الخرطوم هذه كانت رسالتها .
فتجاوبت معها في الحال .وتواصلت معها في الخاص لنلتقي لاني لا أملك حساب بنكي .فارسلت لي احد الاشخاص على أساس انه زوجها فسلمته ال(150) الف حنيه كمساهمة بسيطة . وما ان ذهب مني وعلى بعد خطوات رايته يسلم القروش الى احدى الفتيات وانا اعرفها تماما وهي جارتي.فباغتهم وواجهتهم فهرب هو وتركها لي فعلمت انهم يمارسون التسول على الانترنت.
حالات صادقة:
كثيرون وقعوا ضحايا التسول الالكتروني . ولكننا لا نستطيع أن نحكم على أن الكل فيها كاذب، و حتما ليس الكل فيها صادق، فتلك حقيقة تجعلنا أمام طريقة من طرق التسول الجديدة يجب علينا الحذر منها.
ولا شك أن الإنسان جبل على فطرة العاطفة ولكن بنبغي أن يتوثق ويتأكد قبل ان يخرج صدقته حتى تذهب الذي يستحقها.بالرغم من انه دوما ما تكبر عند اغلبنا لمسات العطف تجاه الآخرين، وما يحثنا عليه ديننا من مساعدة وعون، لذا البعض الآخر يستغل هذا الأمر ليتمدد في المطالب والتسول الالكتروني
غياب الرقابة:
لخصت دكتورة نهلة حسن بشير الاخصائية الاجتماعية اسباب التسول بشكل عام؛ تقليدي أو الكتروني، في عدة نقاط، اولها ضعف الوازع الديني، البعد عن المسألة الأمنية والقانونية وعدم تجريمه، وسيلة مريحة للكسب السريع، عدم التعرف على شخصية أو هوية من يقوم بالتسول الإلكتروني، غياب الرقابة على اختلافها في الفضاء الإلكتروني، وربما أيضا كنوع من جريمة النصب والاحتيال والاستيلاء على أموال الناس.
ظاهرة ملحوظة:
وقالت المحامية نييبة الطيب :للأسف ظاهرة التسول الالكتروني اصبحت ملحوظة يمارسها بعض الأشخاص الذين يدعون العوز وبمساندة الكثير من المتعاطفين والراغبين في نشر تلك الرسالة، بغية الأجر والإسهام في مساعدة المحتاج.
ونجد أن البعض ممن يروّجون لتلك الحالات هم من المهووسين بداء الشهرة والراغبين في زيادة رصيدهم من المتابعين والمتفاعلين لما ينشر في حسابهم، ولو كلّف ذلك نشر بعض الخصوصيات لتلك الأسر الضعيفة.
تسول ممنهج:
ولأن قلوب الكثيرين منا رحيمة يجد المتسولون غايتهم في اللعب على وتر العاطفة وينالون مايريدون .لذلك يحذر الكثيرون من خطورة هذا التسول الممنهج الذي يتم عبر منظمات ربخيو تدي انها تنشئ مشاريع خيرية وهمية لا أساس لها من الوحودوتشئ صفحات على الانترنت لنشر الحالات وتلقي التبرعات