الجنجويد في الرواية.. الأشوس | عبد العزيز بركة ساكن.
الجنجويد في الرواية.. الأشوس | عبد العزيز بركة ساكن.
في حبكة روائية رائعة من الأديب عبدالعزيز بركة ساكن اصدر موخرآ رواية جديدة تحت عنوان “الأشوس” الذي حلقت أحلامه مثل طائرة مسيرة..وتمت تدشينها بمصر..
تدور أحداث الرواية حول تراجيديا الحرب التي اندلعت في السودان منتصف أبريل ٢٠٢٣ بين الجيش ومليشيا الدعم التسريع وترتكز بشكل واسع حول مأساة إحدى قرى الجزيرة بود مدني تحت ديمقراطية الجنجويدية وأعمال العنف والتدمير والنهب والاغتصاب والتشريد في معظم مدن السودان التي دارت وتدور فيها الحرب !
ابتدر ساكن روايته بمثل مبادئ التجند في مليشيات الدعم السريع وأهدافهم وغايتهم.
” تجندوا فقراء، تغنيكم الحرب”٠مثل جنجويدي
ولن يتوقف في استخدام ثقب أعمال العقل وكشف حقيقة الجنجويد ومالات حكم الجنجوبد واصفآ محصلة الجنجويد ليست تحقيق حكم المدني وإنما الخراب حيث قال ” إن ثمار الأشاوس هي الخراب “مثل قروي.
إستخدم بركة ساكن في روايته شخوص واحداث واقعية ومن وحي الخيال بما يقدم الحكي وتماسك النص والإبداع، وأبطل ادعاءات الجنجويد لتحقيق الديمقراطية وحربهم المدعاة لمحاربة الفلول بوقائع العنف تجاه ضحايا الفلول.
مثل سلمي بت ود مدني التي عادت من السعودية من زهاء عامين بعد عودة خطيبها العوض من الاغتراب ايضا الذي أصبح زوجها فيما بعد واغتالته الجنجويد وسرقوا كل مجهودهم الذي تحصلوا عليها بكدح الاغتراب تحت زريعة أموال الفلول ..!
وايضآ رؤى الأديب كيف اغتالت لواء أركان وردان الحرب الوالي خميس عبدالله والى غرب دارفور الذي رشح هو بنفسه للواء وردان الحرب بجائزة النوبل للسلام؛ ولكن كل ذلك لن يشفيه من القتل والتمثيل بجثته بالإضافة إلى إبادة مسرا بالجنينة وبقية مدن دارفور ضحايا فلول التاريخين ..!
تتبع بركة بتصوير خيالي وتاريخي عن بذرة ولادة الجنجويد من الجيش في بداية الالفينات لابادة الثوار ومجتمع الثوار في دارفور ورعايتهم بالذهب والقتال في اليمن وكيفية نموها في زمن الانتفاضة وصراعهما حول السلطة حتى اندلاع الحرب.
تخيل الأديب في نصوصه شبه التحالف بعض الساسة المعارضون للفلول مع الدعم السريع وكيف سعوا إلى إيجاد مخرج لممارسات الجنجويد لبنات قرية شلعي؛ أدت إلى إطلاق مصطلحات على شاكلة (الاغتصاب بالتراضي؛).
ونظرية العيش مع الجنجويد تحت فقه الحكم (المعايشة) التي يعنى أن المواطن هو وماله وعرضه وحريته ملكاً للجنجويد وعليه أن يتعايش مهما قست عليه الحياة وان القوى المدنية يسعون إقناع الدعم السريع بتكوين سلطة المعايشة!
ووصف الكاتب كيف تتحول المدن لجحيم فوق الماساة القديمة بدخول الدعم السريع لأي مدينة ومن ساعة دخولهم فهم لن يعجزوا بحث عن الديمقراطية من تحت سروايل النساء عبر آلية الاغتصاب والإستعباد الجنسي وبيع النساء كالسلع في الأسواق..
وصور بركة ساكن اللواء أركان حرب وردان ود الفيل قائد الجنجويد بشخصية دمباري، والدمباري هو اله الجراد عند مجتمعات الأفريقية في غرب السودان مثل (مسرا- فور- ارنقا- داجو…الخ) حيث تقع مسؤوليته في حماية المحاصيل من الجراد وانه يمتلك القدرة لرفع الجراد وتنزيله في مكان الذي يريده حسب الأسطورة الثقافية هناك.
وربط بركة ساكن بقدرة دمباري في فعل ما يريده بالجراد وبوحشية وقدرة ممارسة لواء أركان حرب وردان ود الفيل بممارسة القتل والخراب حيثما شاء وكيمفما أراد دون أي وازع أخلاقي او قيمي او ديني أو قانوني.
لن يتوقف ساكن في وصف تفاهة الحياة في كنف سلطة الجنجويد وواصفا بعصر الجنجويد التي انقلبت فيه كافة القيم الإجتماعية إلى نقيضها حيث قال:” إن كذب في زمن الجنجويد صدق”
ختامآ ما قام به ساكن فهو عمل رائع استطاع نقل المأساة وجحيم الحياة الذي يعيشها المواطن فهي رواية أفيد للجميع بما فيهم الجنجويد كي يقفوا على وقائعهم بأكثر حزم ووضوح.
حيث يعد الأدب أحد مصادر التغيير في المجتمع والتأثير فيه، والأدباء هم مراة الكأس المعلى في التأثير عما يدور من الأحداث..
وإمكاني القول أن بركة قد هرب بحقائق المأساة وحصان الوقائع لامون قبل أن يهرب الجنجويد ابول هول إلى صحراء يثرب ويتم بيعه بدرهم الذهب!