بعد حصاد قياداتها في الفاشر.. ما مستقبل الدعم السريع
بعد حصاد قياداتها في الفاشر.. ما مستقبل الدعم السريعة | أن مليشيا الجنجويد لم تأبه بمآلات هذه الحرب ولم تتعظ من مغامراتها ومحاولاتها (الانتحارية) لدخول الفاشر رغماً عن أن الآلة العسكرية للقوات المشتركة على الأرض ومن على الجو (الطيران الحربي) ظلت تحصد على استمرار كل هؤلاء المغامرين من مرتزقة (المليشيا) .
ولم يشفع لها الإمداد العسكري المكثف والمستمر من دولة الإمارات وحلفاؤها من (رعاة الحرب) على السودان، وهذا الدعم العسكري واللوجستي بات مكشوفا لدى العالم الدولي والإقليمي، فقد وثقته (الميديا) وأجهزة الإستخبارات السودانية .
ولكن وبكل جسارة وإرادة صمدت الفاشر (كترسانة) عصية على التفكيك في وجه هؤلاء المغامرين ، ولذا كانت (فاشر السلطان) بمثابة مصيدة لحصاد كل تائه أو مغامر أو (مخروش) من عربان الشتات .
ولعل اخر تلك المغامرات لدخول فاشر السلطان كانت مغامرة الهالك قرن شطة والذي كان يقود ما يسمى بمتحرك (علي يعقوب) بعد جهزته دويلة الإمارات بكل الآليات والعتاد العسكري ، ويبدو أن هذا المتحرك كان بمثابة (الكرت الاخير) الذي راهنت عليه المليشيا لإسقاط الفاشر .
وبالتالي (رفع سقف) موقفها التفاوضي في أي معادلات حوار مرتقبة ، إلا أن هذا (العشم) قد تبدد تماماً ، بهلاك أكثر من (٥٠٠) جنجويدي وقعوا في (مصيدة) المشتركة وتحولوا إلى (أشلاء) وهاربين (وأسرى) ، وجثث ملقاة في العراء، أكلت وشبعت منها السباع والكلاب .
فيما تشير التقارير الاستخباراتية (الخاصة) للمشتركة والجيش السوداني أن هذا المتحرك (الهالك) كان يضم أكثر من (28 ) ضابط برتبه عقيد خلا..و7 برتبه مقدم و11 برتبة رائد .
وقد كشفت معركة الفاشر الأخيرة حقيقة (هشاشة) البنية العسكرية لقوات المليشيا في محور دارفور ، وأن هذه المليشيا ليست لديها رؤية أو تكتيك عسكري وأنه لم يعد لها مستقبل في السودان وخصوصاً في دارفور وفي الفاشر تحديداً التي تحتضن الزغاوة والفور وبعض الاثنيات المناوئة لعربان الشتات.
وبشأن معركة الفاشر الاخيرة يمكن التأكيد على أن هذه المعركة كانت بمثابة محطة فاصلة وتطورا نوعيا في شكل وطبيعة الحرب خصوصاً من جانب الجيش السوداني وسيكون لها أيضا تأثيرا واضحا ومباشرا على واقع المليشيا تلاشيها من المشهد العسكري
ويبدو أن الجيش السوداني أستخدم مستوى رفيعا من التكتيك والتخطيط العسكري لإجهاض كافة محاولات المليشيا ليس في المحور الغربي فقط وانما في كل محاور الحرب.
ويرى سعادة الفريق محمد بشير سليمان الخبير العسكري أن الجيش في معركة الفاشر استخدم كافة آليات وادوات وعوامل النصر والتصدي للعدو بقوة واقتدار في هذه الحرب والتي وصفها (بالحرب العنصرية) من جانب المليشيا .
حيث تستهدف عبرها القضاء على العنصر العربي وتفريغ الفاشر تماما حتى لو دعا ذلك إلى الوصول لمرحلة (الإبادة )،والاستيلاء على الفاشر كمرحلة استباقية لفصل دارفور وفقا لاستراتيجية الدول الغربية الحليفة في هذه الحرب مثل أمريكا وفرنسا والإمارات بالإضافة إلى دول الجوار وبالأخص تشاد .
ويؤكد الفريق محمد بشير أن هذه الحرب بحسب رؤية الجيش هى حرب بقاء (وإرادة) لا خيار فيها سوى الإنتصار ، ولهذا استقوت القوات المسلحة بالقوة المشتركة.. والمقاومة الشعبية.. والمستنفرين والمواطنين.. وحتى النساء والأطفال.. (صفا واحداً) متجانس وقوي لرد هذا العدوان ،.
وأعتقد أن هذا كان سبباً رئيسياً ومباشرا في هزيمة (المليشيا) ، وبالتالي تكسرت كل المحاولات المتكررة والفاشلة من قوات المليشيا تحت (أقدام) الجيش والمشتركة ، ومن الواضح أن إرتفاع الروح المعنوية والقتالية من جانب الجيش لاعتقاده بأن هذه المحاولات من قبل المليشيا تهدف للابادة والقتل الجماعي والتهجير حتى تصبح الفاشر موطنا (لعربان الشتات) ،
والقبائل الأخرى الحاضنة للدعم السريع وواضح جدا أن (خبرة) القوات المسلحة وتاريخها الناصع في الحروب والقتال تساندها القوات (المشتركة) ذات الخبرة والتدريب أيضا .
بالإضافة إلى أن الفاشر نفسها تعتبر مترسة (ومحصنة) من خلال الرصد المعلوماتي والاستخباراتي الدقيق لما يسمى (بالطابور الخامس) والخلايا ولهذا لم تجد المليشيا اي داعم لها داخل الفاشر.
كل ذلك مكن القوات المسلحة من تحقيق هذا النصر في دحر التمرد وتأكد تماما أن هذه المليشيا بلا خبرة وبلا معرفة في استخدام السلاح ، وبالتالي فإن هذه المليشيا لا مستقبل لها في هذه الحرب وسوف تتجرع المزيد من الهزائم إذا أقدمت على مثل هذه المحاولات (المتهورة).
ويقول الخبير العسكري الصوارمي خالد سعد :حقيقة ما يجري في الفاشر الآن يؤكد أن هناك إصرار من القوات المسلحة على ضرورة إحراز النصر ، وعدم إعطاء المليشيا أي فرصة أخرى للتظاهر بأنهم حققوا نصرا في الفاشر ،
وأعتقد أن ما تثيره المليشيا بالنصر هو مجرد ادعاءات واشاعات، وعلى الجيش دحضد هذا الإدعاء وأعتقد أن القوات المسلحة استهدفت مواقع حقيقية للمليشيا بكل دقة .
وبالرغم من الدعم اللوجستي والعسكري (الأممي) الكبير الذي وجدته هذه المليشيا في حربها على الفاشر ، كما أن هناك دول معلومة لدينا تعمل بكل ما لديها من قوة لهزيمة الجيش السوداني وإبادة شعبه وهذه اللعبة تقف خلفها دول كبيرة أكبر من الإمارات ، وأن إسرائيل لا تفتر لها همة في هذا المضمار وهى المتهم الأول ،
وسابقا إسرائيل هى التي قامت بضرب اليرموك والدفاع الجوي في وادي سيدنا، والذي يجب تأكيده هنا أن القوات المسلحة قادرة تماماً لهزيمة مثل هذه الأعمال (الفطيرة) لأن الشعب السوداني يقف مع قواته ، ونحن سنقف مع هذا الجيش حتى لو بقى منه جندي وأحد .
وذلك لأنه لاحيلة لنا غير هذا الجيش فنحن وطنيون في المقام الأول وأعتقد أن ما يجري في الفاشر الآن هو تخطيط سليم من القوات المسلحة ، وسيعود الهدوء بإذن الله إلى الفاشر وإلى دارفور عامة وما يجب أن يعلمه الجميع أن دارفور مستهدفة بالفصل.
ومن خلال معطيات المشهد الكلي الداخلي لهذه المليشيا علي مستوي كافه الجبهات يتبين ويتضح بجلاء أن المليشيا فقدت معظم قياداتها البارزين والمؤثرين من ذوى الرتب العسكرية الرفيعة من ( لواءات..وعمداء .. وعقداء ..رواد..) وغيرهم من القيادات العسكرية فأصبحت المليشيا وكأنها تتآكل من الداخل حتى هياكلها الداخلية (التقليدية) اصبحت مفككة ولا يضبطها ضابط.
، وأن كل محاولاتها العسكرية انحصرت فقط في عمليات التدوين العشوائي ضد المواطنين والمؤسسات المدنية والخدمية كما هو واضح الآن في الفاشر وامدرمان ، كما أن نشهد طيلة الشهور القليلة الماضية أي محاولات من قبل المليشيا للهجوم على المواقع الأساسية للجيش أو على المتحركات.
وتاسيسا على كل هذه المعطيات فإن المراقبين لمشهد الحرب في السودان يعتقدون أن (رهان) الدعم السريع قد سقط تماما وتلاشت (اسطوره) فهو كما يبدو (ميدانيا وعسكريا) .. يلفظ أنفاسه الاخيره ، وما تبقى من هذه المليشيا الغازية ، فإنه يربط (أحزمة الرحيل) ..من المجهول وإلى المجهول..!