جدول المحتويات
هل هبطت إليوشن إي أل-76 المملوكة للإمارات في مطار نيالا؟ عزمي عبد الرازق.
هل هبطت إليوشن إي أل-76 المملوكة للإمارات في مطار نيالا؟ عزمي عبد الرازق. |
لم يفصح صاحب التسجيل المجهول عن اسمه وهو يتحدث عن طائرة نفاثة أفرغت شحنة عسكرية في مطار نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ثم حملت على متنها، بعد ذلك، قادة من الدعم السريع أصيبوا في معارك الفاشر الآخيرة لتلقي العلاج بالخارج، لكن موقع “دارفور 24” نسب إلى ثلاثة مصادر داخل قوات الدعم السريع المتمردة،.
هبوط طائرة شحن عملاقة في مطار نيالا، وذلك فجر السبت الماضي، فيما لم تعلق الدوائر الرسمية على تلك المعلومات المتضاربة، واكتفت القوات المسلحة السودانية بالصمت، كدأبها مؤخراً، لكن خبراء في مجال الطيران استبعدوا في حديثهم لموقع “المحقق” الإخباري فرضية ذلك الهبوط، لأن الأجواء مغلقة بالكامل، وتحلق فيها فقط مقاتلات الجيش التي تتعامل مع كافة الأهداف المُعادية، إلى جانب أن الحدود كلها مُراقبة، .
فضلاً على أن هبوط طائرة بتلك الضخامة يصعب التستر عليه أمام سكان مدينة تعج بالحركة مثل نيالا، بينما ذهب فريق آخر إلى إمكانية ذلك الهبوط، خصوصًا وأن الميليشيا قامت بعمليات صيانة لمطار نيالا تمهيداً لشيء ما، وأصبحت هنالك جلبة حوله، فمن هو ذلك الطيار الذي سيغامر بالتحليق في مدرج غير صالح للهبوط والإقلاع، وتحاصره الأجواء الحربية؟
الدعاية والمنصات
فيما تظل الحقيقة دائماً بنت الجدل، فإن أمراً بهذه الخطورة، أو بالأحرى، اختراقاً بهذا الحجم يصعب تجاهله من السلطات الرسمية، أو حتى منصات رصد حركة الطيران، وقد أجرينا عملية مسح داخل موقع (Flightradar24)، والذي يحيط بكل صغيرة وكبيرة بخصوص الأجواء العالمية، فلم يظهر أي هبوط لطائرة شحن داخل مطار نيالا، خلال الـ 48 ساعة الماضية، .
وقد أظرت خارطة جوجل إيرث – وهو برنامج كمبيوتر يعرض تمثيلًا للأرض عبر صور الأقمار الصناعية – مطار نيالا خالِ تماماً من أي حركة طيران، أو آليات تقوم بالصيانة أو تشغيل المطار، يومي الأحد والإثنين، ما يعني أن قصة الطائرة ربما تدخل ضمن الحرب الدعائية التي تعتمد عليها المليشيا، لإظهار قدرتها على التحكم في الأراضي السودانية، دون حاجة لإذن هبوط من هيئة الطيران المدني، أو حتى التقييد بمعايير السلامة لدى الملاحة الجوية، أو أن دولة مُعادية تقوم بالتشويش على حركة الطيران الداعم للتمرد.
إخلاء آدم الساير:
حسناً، الأمر لم ينته في نيالا البحير غرب الجبيل، والتي كتمت على أنفاسها دُهمة متوحشة من الجنجويد، أحالتها إلى مدينة رعب، ولكن ثمة طائرة إماراتية بالفعل، تتحرك بصورة دائمة بالقرب من الحدود السودانية، تحديداً في مطار أم جرس شمال تشاد، هى الأكثر نشاطاً منذ بدأت الحرب في دارفور، تحمل في جوفها شحنات الأسلحة والعتاد الحربي.
، ثم تقفل عائدة بجرحى مليشيا الدعم السريع إلى أبوظبي، وهى نفسها تقريباً الطائرة التي أخلت حميدتي عبر منطقة حمرة الشيخ، تحت الاسم الحركي (آدم الساير)، وفقاً لرواية صحفية مبذولة في محركات البحث.
الطائرة الإماراتية التي نحن بصدد الكشف عن حقيقتها من طراز إليوشن إي أل-76، وهي طائرة ذات أغراض متعددة، وشاحنة جوية إستراتيجية، بأربعة محركات، تحمل رقم التسجيل EX-76015، وهى كذلك قادرة على حمل 40 طن لمدى يزيد عن 5000 كلم بأقل من 6 ساعات.
، وتستطيع الهبوط والإقلاع من مدارج غير معبدة، وهنا مربط الفرس، لأنها ربما تكون الأقرب للاستخدام العسكري من قبل حُكام أبوظبي في دعمهم للمليشيا، بينما يمكن أيضاً تفسير حركتها في أجواء الملاحة الجوية الطبيعية بقصد التمويه.
رحلات دعم التمرد:
آخر رحلة لليوشن الإماراتية، بنفس الرقم EX-76015 كانت أول أمس (الأحد)، حيث هبطت في مطار أبوظبي في تمام الساعة (8: 25م)، أما الجهة التي أقلعت إليها قبل العودة فقد تم التشويش عليها، واكتفى الرادار الجوي بعبارة “غير متوفر”، فيما ظلت نفس هذه الطائرة، طيلة أيام الأسبوع الماضي، تتحرك في مسار واحد، ذهاباً وعودة، من مطار أبوظبي أو رأس الخيمة إلى مطار بوصاصو في الصومال، بصورة تبدو مُريبة للغاية
، خصوصاً وأن هذا المطار الذي طورت الإمارات قاعدة عسكرية بالقرب منه، تحديداً في عاصمة جوبالاند، كيسمايو، على تخوم ساحل البحر الأحمر، وقد حصل موقع “المحقق” الإخباري على معلومات عن قيام الإمارات، في الأونة الآخيرة باستخدام مطار بوصاصو بديلاً لأم جرس، لدعم مليشيا آل دقلو الإرهابية، وذلك بعد توسيع قاعدتها العسكرية هنالك، لتتنوع محطات التأمر الدولي بدءاً بالكفرة الليبية ومن ثم أم جرس، مروراً بميناء دوالا الكاميروني وليس إنتهاءا بمطار بوصاصو.
طائرة الموت المحمول:
بالعودة إلى رحلات إليوشن إي أل-76 فقد كثفت عملياتها في شهر مايو الماضي، لتمد الدعم السريع بأكبر شحنات الأسلحة، وفقًا لصحيفة (نيويورك تايمز)، والتي نشرت مادة استقصائية مهمة كشفت فيها عن هبوط طائرات الشحن في مطار أم جرس، على بعد 600 ميل شرق العاصمة التشادية أنجمينا، تحت مزاعم إنشاء مستشفى ميداني للاجئين السودانيين،
وهو المستشفى الذي تم تجهيزه خصيصاً لعلاج مقاتلي قوات الدعم السريع المتمردة، كما أن طائرات الشحن أيضاً تحمل أسلحة تم تهريبها لاحقاً إلى المقاتلين داخل السودان، وفقاً للصحيفة الأمريكية التي أظهرت عبر صور الأقمار الصناعية وسجلات الرحلات الجوية أن الإماراتيين قاموا بتركيب نظام الطائرات بدون طيار في أم جرس في نفس الوقت الذي كانوا يروجون فيه لعمليتهم الإنسانية، إلى جانب دعم التمرد بمدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ المتعددة وأنظمة الدفاع الجوي.
يوم الثلاثاء 7 مايو الماضي أقلعت طائرة الشحن إليوشن إي أل-76، من مطار الريف العسكري في أبوظبي وهبطت في رأس الخيمة، ومنها غادرت يوم الأربعاء إلى العاصمة الكينية نيروبي التي هبطت فيها عند الساعة 05:03 صباحاً، ثم غادرتها عند الساعة 07:17 ص إلى مدينة أم جرس التشادية.
، وقبل ذلك في الثالث من مايو قامت نفس الطائرة، التي تخصصت في جلب الموت للسودان، برحلة مشابهة، أقلعت فيها من رأس الخيمة لتهبط في مطار أديس أبابا، ثم أخذت رحلتها الثانية إلى مسار العاصمة التشادية أنجمينا، وقامت أيضًا برحلة داخل الأراضي التشادية،
وهى بلا شك تقوم بنقل قادة الدعم السريع من منطقة الصراع الملتهبة في دارفور، إلى طاولات الاجتماعات السرية، في العواصم الباردة، وتقوم كذلك بنقل المصابين لتلقي العلاج في مشافي الخليج – واهبَ المحار والردى – وذات إليوشن إي أل-76 تعمل كآلة قتل، بمحركات نفاثة، في خدمة الجنجويد.