ثقافية

السفير خالد موسى يرثي الدبلوماسي والشاعر ود المكي

متابعات | زحل نيوز

السفير خالد موسى يرثي الدبلوماسي والشاعر ود المكي

السفير خالد موسى يرثي الدبلوماسي والشاعر ود المكي | رحل ركن من اركان الدبلوماسية و الادب والشعر والثقافة..كان معني جميلا متعديا في إعراب جملة الحياة الدبلوماسية و ارتعاشات الفن و صولجان الادب…امتشق حسام الإبداع فكان فارسا في كل مضمار… كان استاذا للجميع وترك بصمة قوية علي اجيال من الدبلوماسيين و السفراء تعلموا منه اصول المهنة ومباديء العمل وحب الوطن.

السفير خالد موسى يرثي الدبلوماسي والشاعر ود المكي

درسنا علي يديه المحررات الدبلوماسية في المركز الدبلوماسي و عمق معرفتنا بأفريقيا وهتف معه البعض في اكتوبرياته و انشدوا معه جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصدامة.. و بشرنا بجدلة العرس التي زينت الايادي.. وركبنا معه قطار الغرب حيث فسيفساء التنوع الثقافي والاجتماعي.. رغم انف اهل الجزيرة في انهم يسمعون رنة قرش في المريخ..

¤ وعشقنا معه هايدي و هي تتلوي كالثعبان في ارصفة ألمانيا

واطلقنا معه ٢١ طلقة لهانوي وكانت أمتي

و بعض الرحيق انا والبرتقالة انت.

يا بعض زنجية وبعض عربية وبعض اقوالي امام الله…

من اشتراك اشتري للجرح غمدا وللاحزان مرثية…

¤ ودخلنا معه خباء العامرية وشرقت اعيننا بالدمع وهو ينشد مدينتك القباب و الحصي المنثور و كل الناس اقل وسامة وحضور..

كتب رواية ( آخر العنابسة) لكنها لم تر النور..

¤ كان استاذنا سعادة السفير محمد المكي ابراهيم ومضة رائعة في حياتنا اضاء بقنديله كل معاني الخير والجمال و طرز بقشيب قوافيه و التماعات فكره خارطة الوعي السوداني بأن يكون للوطن معني تحت الشمس وان نفخر به جميعا..

قدح في فكرنا و وجداننا جدل الهوية الثقافي حيث شارك في صياغة المانفستو الجمالي لمدرسة الغابة و الصحراء. مع صديقه النور عثمان ابكر… وانشطرت تداعيات هذه المدرسة لتكون ناظما جماليا في حياتنا الثقافية وادركنا معه عمق هذه الخلاسية.

¤ ثم جاءت الرمزية تقدل في غناء السمندل وهو في حافة الغياب مع الدكتور محمد عبد الحي وهو يبحث في طريق العودة الي سنار..

الليلة يستقبلني اهلي…

اهدوني مسبحة من اسنان الموتي.. و فهدا من جلد الجاموس…

رمزا يلمع بين النخلة والابنوس…

حيث كان اسماعيل صاحب الربابة يصلي بلسان و يغني بلسان…

¤ لو خرج محمد المكي بديوان أمتي وكتاب اصول الفكر السوداني لكفاه ان يحتل مكانا بارزا في غلاف كتاب عباقرة السودان..

غاب بجسده و لكن ستبقي روحه تحلق بيننا وتعلمنا معني الوطن و كل معاني الجمال.. و يكشف كدح سعيه المهني كيف يمكن ان تكون دبلوماسيا ذرب اللسان طليق الفكر محتشد بالوطن مترع بالابداع شفيف بالانسانية وكبير بالتواضع..

¤ وسيبقي شامخا بإرثه الخلاق و تراثه الابداعي و بصماته القوية في أساليب العمل وتجويد المهنة وفطنة الفؤاد وبعده الانساني العميق..

اللهم تقبل عبدك محمد المكي قبولا حسنا واجعل الجنة مثواه واجعل البركة في ذريته واجزه بأفضل مما قدم لوطنه وشعبه وتلاميذه.. و انزل الصبر وحسن العزاء علي اهله ومحبيه واصدقائه.. انك سميع مجيب الدعاء يا رب العالمين..

القائم باعمال سفارة السودان – رواندا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى