مجتمع

أطفال السودان يقاضون (المليشيا)!

الخرطوم | زحل نيوز

أطفال السودان يقاضون (المليشيا)!

أطفال السودان يقاضون (المليشيا)! | (هامت) الأسر..واهدرت حقوق الطفل..وتمزق وجدانه بسبب السلوك (الوحشي) للمليشيا..!

تقرير/ هاشم عبد الفتاح

أطفال السودان يقاضون (المليشيا)!

 

ضحايا الحرب:

دائماً حينما تتصارع (الأنظمة) فيما بينها وتتقاتل (الجيوش) ..وتتنازع النخب السياسية على كراسي السلطة ، فإن (الضحايا) هم دائماً اطفالنا فلذات أكبادنا .. ولكننا وبكل أسف (لا نبالي) .! وهكذا حصدت حرب المليشيا ضد الشعب السوداني التى انطلقت شرارتها الأولى منتصف ابريل من العام الماضي.. الآلاف من أطفال السودان ما بين قتيل ومريض ومشرد ومختطف ومغتصب ولاجي .

ذلك هو الواقع المرير والمؤلم الذي جنته هذه الحرب على أطفال السودان ، ولهذا فإن المجلس القومي لرعاية الطفولة في السودان يعتبر هو الجهة الأساسية المعنية بحماية حقوق هؤلاء الأطفال وتأمين حياتهم في زمن الحرب والسلم .

مجلس الطفولة يشكو (المليشيا):

ويقول الدكتور عبد القادر عبد الله الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة في حديثه الخاص (لتسامح نيوز) أعتقد أنه منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ، رصدنا مع الشركاء وبالتنسيق مع آلياتنا الموجودة في ولايات السودان المختلفة والتي استباحتها المليشيا المتمردة ،

حيث رصدنا عدد من الانتهاكات تتمثل في تجنيد الأطفال وهذا يتنافي مع القانون الوطني للطفل ٢٠١٠ وتحديداً المادة (٤٣) ولذلك يعتبر هذا التجنيد جريمة يحاكم عليها القانون بردع يتجاوز العشرين عاماً في السجن ،ومصادرة الأموال ، وايضا من انتهاكات هذه المليشيا قتل الأطفال وترويعهم وتخويفهم،

من خلال ممارسة عمليات قتل داخل الأسر أمام أعينهم وهذا مؤكد يوثر في نفسيات الأطفال ومشاعرهم واحاسيسهم ، وكذلك احتجاز الأطفال في مكان معينه وارهاقهم واختطافهم وممارسة الجنس معهم بكل أشكاله وقد تحدت هذه المليشيا قرار مجلس الوزراء رقم (١٩٣) ، القاضي بعدم تزويج الأطفال.

وأيضا هناك مخالفات وقعت فيها هذه المليشيا على المستوى الإفريقي الذي صمت إزاء هذه المخالفات وكذلك الجامعة العربية والسودان جزء من هذه الكتلة العربية ، وأيضا خالفت المليشيا حقوق الطفل للأمم المتحدة للعام ١٩٨٩ والسودان أيضا جزء منها .

سلوكيات خارج القانون:

ولكل ذلك أعتقد أن المليشيا مارست أفعال وسلوك خارج نص القانون ولذلك يجب تحريمها ومحاكمتها ، تماشيا مع إلتزام السودان بهذه المواثيق والمعاهدات الدولية.

وأكد الأمين العام على أن طبيعة هذه الجرائم معنوية ومادية ونحن نعلم أن المليشيا اتخذت من بيوت الأطفال كحواضن لها ومسرح للعمليات والعتاد والإعداد لشن الحرب وهذا سبب للأسر تفكيك وترويع للاطفال ، وكثير من الأسر هامت على وجوهها وتشتت شمل الأسر وهذا يؤثر بشكلٍ مباشر على حياة الأطفال ،

حيث انعدم التعليم والصحة والمآوى وصعبت المعيشة بالإضافة للممارسات السيئة التي أرهقت كاهل الأطفال وكل هذه الأشياء على حساب معنويات الأطفال ،ومشاعرهم ووجدانهم ، حيث تمزق وجدان هؤلاء الأطفال بسبب هذا السلوك الوحشي من المليشيا .

وأشار دكتور عبد القادر إلى أن لديهم إحصاءات وأرقام تقريبية وبلغت عددية الأطفال الذين تم تجنيدهم (قسراً) في الولايات التي تشهد الحرب الآن أكثر من (٩) ألف طفل وهناك أكثر من مليون ونصف طفل يعانون من سؤ التغذية ، وأكثر من (١٢) مليون طفل خارج الدراسة حيث توقف التعليم ، والآن حقوق الطفل أصبحت مهدرة بسبب هذه الإجراءات الوحشية والبربرية التي مارستها المليشيا ضد أطفال السودان.

بلاغ ضد المليشيا:

نحن في الحقيقة فتحنا بلاغ على طبيعتين ضد هذه المليشيا . الأولى: تتعلق بتجنيد الأطفال المادة (٤٣) من القانون الوطني وكذلك منطوق الأمم المتحدة ١٩٨٩ بالإضافة إلى الكتلة العربية والإفريقية (محرم لديها تجنيد الأطفال) وكل هذه الانتهاكات رفعناها في البلاغ الأول منذ ٢٣/ أغسطس من العام ٢٠٢٣.

،ولكننا الآن جددنا البلاغ في ٢ أكتوبر ٢٠٢٤ وتم تسجيل هذا البلاغ رسميا في محكمة الأسرة والطفل بعد إحالته بواسطة النائب العام إلى جهات الاختصاص والآن هذا البلاغ يسير على قدم وساق وذلك بغرض متابعة وملاحقة هذه المليشيا حتى تتوفر لنيابة الطفل كل التفاصيل والأدلة ونحن هنا في المجلس القومي للطفولة نعمل على مناصرة الطفل وننسق مع المجتمع الدولي والشركاء الدوليين وكل الجهات ذات الصلة.

ولذلك نحن فتحنا بلاغ ضد المليشيا المتمردة وضد قائدها لأن هذه المليشيا ارتكبت الفظائع الكبيرة ضد الأطفال خاصةً في قرى الجزيرة حيث كانت معاناة الأطفال مستمرة لأكثر من (١٨) شهر يعانون من سؤ التغذية والتشرد والفاقد التربوي، بسبب هذا السلوك اللا انساني ،ومن هنا نقول للأمم المتحدة وللجامعة العربية والإتحاد الإفريقي أن اجراءاتكم السلحفائية أضرت كثيرا بأطفال السودان وبمستقبلهم فنحن لم نعد في جزيرة معزولة.

، ولكن العالم الآن على مستوى الكتل العربية والإفريقية والأمم المتحدة جعلنا نشعر ونحن ندير هذا الملف وكأننا وبكل أسف في جذر معزولة وكأن الأمر لا يعنيهم تماماً أو يتفرجون على أفلام كرتون ، ونحن عبر الأمانة العامة للمجلس القومي لرعاية الطفولة ننسق مع شركاؤنا ومع القوة الحية في العالم حتى نخرج من هذا البلاء والسرطان الذي أضر بالتركيبة السكانية في بلادنا.

ترويع الأطفال:

وفي افاداته حول الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا المتمردة بحق أطفال السودان يقول المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي محمد المبروك : بالطبع تأثير الحرب على الأطفال مروع جداً وقد يمتد هذا التأثير إلى المستقبل البعيد لهؤلاء الأطفال من جهة النواحي النفسية بسبب المناظر المروعة واللحظات العصيبة التي عايشوها خاصةً في مرحلة خروجهم من مناطق الاشتباكات العسكرية ،

وأعتقد أن ما صدر فقط من تقارير من منظمة (اليونسيف) لا يعبر عن ٥%فقط من حجم الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا ضد الأطفال في السودان ، خصوصا أن المليشيا مارست ضغط على الأطفال لاجبارهم للانخراط في صفوف التجنيد والقتال ضد الجيش ، وعلينا أن ننظر لمستقبل الاطفال والبحث عن سبل تخفيف الصدمات العنيفة على هؤلاء الأطفال ، كما أن هناك قضية أخرى خطيرة جدا وهى قضية توقف الدراسة في معظم ولايات السودان.

، وهذا يعني أن هناك تسرب من الدراسة ،وبالتالي مزيد من الأمية وهذا يعني أن هؤلاء الأطفال سيكونون بمثابة مخزن جديد للعنف (المليشي) ومحزن للانحراف عن الجادة ، وأعتقد أن هذه القضية معقدة والحديث هنا لا يكفيها حقها ، ولكن يجب علينا أن نوجه نداء لكل الجهات ذات الصلة مثل وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والشوؤن الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني ،

(واليونسيف ) والمنظمات الحقوقية العالمية جميعها نقول لهم بأن الأطفال في مرحلة الحرب ومرحلة ما بعد الحرب يحتاجون إلى برامج إعادة تأهيل عاجلة ،ويحتاجون كذلك للدعم النفسي والمادي وغيرها من برامج التأهيل.

تصاعد معدلات النزوح:

وكانت اخر تقارير اليونسيف قد أكدت أن جيل كامل من الأطفال في السودان يواجه كارثة مع دخول الحرب عامها الثاني وأن هذه الحرب ستخلف ظروفاً مشؤومة ومأساوية في أرواح الأطفال

وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسف، تيد شيبان. إن تفشي الأمراض المستمرة مثل الكوليرا والحصبة والملاريا وحمى الضنك يهدد حياة مئات آلاف الأطفال. وتعد الزيادات الحادة في معدل الوفيات، وخاصة بين الأطفال النازحين داخليا، بمثابة تحذير مسبق من احتمال وقوع خسائر فادحة في الأرواح، مع دخول البلاد موسم الجفاف السنوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى