خطاب حميدتي الفضيحة | د. محمد عثمان عوض الله
خطاب حميدتي الفضيحة | د. محمد عثمان عوض الله
الخطاب فضيحة وفق المعايير الآتية:
1/ ذكر في خطابه أكثر من 20 شخصية ردد بعضها اكثر من 4 مرات و الأسماء هي: عوض ابن عوف (3 مرات)، الفاتح عروة (مرتين)، مامون حميدة، ابراهيم جابر (3 مرات)، ياسر عرمان (مرتين)، كمال عبد المعروف، مفضل (3 مرات)، عباس كامل، اللواء بحر، أركو مناوي، جلال الشيخ، ياسر العطا (4 مرات)، البرهان (5 مرات)، كباشي (3 مرات)، جبريل (مرتين)، أبي أحمد، عبد الرحيم، علي كرتي (4 مرات)، أحمد هارون (مرتين)، أسامة عبد الله مولي في، السفير السعودي، … الخ. لايمكن أن تجمع هذا العدد الهائل في خطاب واحد طبيعي أو متسق..
2/ احتوى الخطاب على عدد كبير من الشتائم و الاتهامات والكلمات البذيئة و العنصرية، وجهها لعدد كبير من الاشخاص مثل: الفاتح عروة الكذاب، البرهان مغتصب وكذاب، جبريل لص و حرامي، مني مجرم، ابراهيم جابر العدو اللدود، كباشي رافع مناخرو يرقص زي البت (كررها مرتين)، ياسر عطا المهرج، شاغل البال، بتاع مقطوعية… الخ.
لايمكن أن تجتمع كل هذه الكلمات البذيئة ضد هذا العدد الكبير من الناس، في خطاب واحد طبيعي او متسق ولايمكن أن تصدر كل هذه الأحاسيس في لحظة واحدة من شخص طبيعي.
3/ أصدر تعليمات مفتوحة الى قواته بارتكاب جرائم قتل جماعية لقوى مدنية و سياسية دون أن يفرق بينها وبين القوات المشاركة في المعارك. وجه بالقضاء على و قتل كل من الفئات الآتية: أعضاء التنسيقيات القبلية (الرزيقات، المسيرية، بني هلبه، الحوازمة … الخ)، قتل الفلول، قتل الاسلاميين، … الخ. هذا التوجيه يشكل أوامر بالقتل ولايمكن أن يصدر هذا التوجيه المفتوح بالقتل من شخصية طبيعية.
4/ تحدث بكلمات عنصرية بغيضة ضد قبيلة: الشوايقة، و المتشويق. و تسائل بعنصرية لماذا لا يضرب الطيران ولايات الشمالية و نهر النيل؟. (افحمه في هذه الحزئية الصحفي الكبير محمد محمد خير). (الغريب أن حميدتي نفسه قال في الخطاب: الجاهل فينا من يتحدث حديثا قبليا)
5/ فضح التنسيق الخفي الذي كان يتم بينه و بين قيادات قحت، قال ليتني أعلنت التزامي معهم ليتني قلت لهم: (خلاص ابن عوف اتنازل، يلا شكلوا حومتكم يا مدنيين)، ثم قال: ده التزامي مع المدنيين (ندم على أنه لم يكن معلن).
6/ الخطاب غير متسق لا في لغته و لا أهدافه و لا أحاسيس المتحدث، وليس له هدف واحد ولا موضوع واحد ولا رسالة واحدة: تارة يكون بذيئ، وتارة يقرأ ايات قرانية، وتارة يقدم نصائح، ثم يقفز فجأة للحديث عن طلاب جامعة مامون حمميدة، ثم يقفز إلى علي كرتي، في نفس اللحظة التي كان يتحدث عن الامريكان، وحنوده،
و هزيمة جبل موية، و اتهام مصر، وجريمة فض الاعتصام، و صيوان عزاء في المزروب، خلافات الاتفاق الاطاري، مفاوضات المنامة، سرديات عن عدة اجتماعات مختلفة، قضية ابيي، اتهام القبائل، علاقته مع قحت، الانقلاب، المؤتمر الوطني، الحركة الإسلامية، ثم فجأة يوجه خطابه إلى الشعب السوداني و يتبرأ من الشفشافة، يقفز الى الحديث عن مكونات الدعم السريع ويتبرأ شخصيا من استنفار المرتزقة، و أهل القضية، السجون، الفوضى، المجتمع الدولي فجأة يقفز برسالته إلى الامريكان عن الإطاري، اسرار بعض الإجتماعات، يقفز الى اتهام الامريكان بأنهم عايزين يجيبوا الحركة الإسلامية، يقفز الى أحمد عباس، المرتزقة، علاقة الحكومة بالروس و بالاوكران، يتهم الامريكان بالسماح للمصريين بتصدير الأسلحة للجيش السوداني وفجأة يعود الى علي كرتي مرة أخرى ومعه مباشرة يقول كلهم شوايقة، مؤامرة إسقاط عمر البشير،
الفاتح عروة، علاقة الدعم السريع بالتغيير، مفاوضات تشكيل الحكومة،… الخ. من الواضح أن هذا الخطاب الغريب قد تم تجميعه من عدة خطابات متفرقة في مناسبات مختلفة قيلت مفرداته المختلفة بأحاسيس مختلفة لم تتسق عند تجميعها. الان جاء فني ضعيف الموهبة إلا من النسخ واللصق فأخرج مسخا سائلا لايمكن أن يهذئ به سكران.
7/ أغرب ما في الخطاب هو الرسالة التي وجهها لجنوده. رسالة تتعلق بإجراءات وتفاصيل العمل الإداري والفني الداخلي المتعلق بضوابط العمل العسكري بين الجنود و القادة الميدانيين. قال لهم: ممنوع التصوير، ممنوع التحري مع الاسرى، ممنوع ضرب ذخيرة تعبيرا عن الفرح، نحن نواجه نقص في الذخائر وليس لدينا إمداد،
من وضع منكم السلاح و ذهب إلى حال سبيله أنا أتفهم الظروف التي أجبرته على ذلك ولن ازعل منه، المتبقى منكم اقتلوا تنسيقيات القبائل اقتلوا الفلول و الاسلاميين… الخ. هذه الرسائل لا تتسق مع الخطاب وليست من النوع الذي يقال في خطابات القيادة العليا، و لايمكن أن تصدر من عقلية طبيعية.
8/ أخيرا ماهي الرسالة الرئيسية من هذا الخطاب؟
الإجابة:
الخطاب أماراتي. أذاعته الامارات على لسان حميدتي بتقنية الذكاء الاصطناعي. الخطاب موجه إلى الامريكان والى السعودية ولا يخص الداخل المحلي بشيء. المقال ينعي الى الامريكان و إلى السعودية مؤسسة الدعم السريع ويحملهم المسؤولية عن نتائج هذا الفراغ على نتيجة المعركة، (لأنهم هم من تخلوا عن المليشيا)، و يضغط عليهم بتبعات ذلك. المجتمع السوداني لا يأبه بحميدتي وعلى قناعة أنه غير موجود، و لا يكترث لخطاباته المفبركة.