المليشيا ومصر.. هل يخرج السيف من (غمده)؟ | تقرير – هاشم عبد الفتاح.
المليشيا ومصر.. هل يخرج السيف من (غمده)؟ | تقرير – هاشم عبد الفتاح.
على ضؤ اتهامات (حميدتي) للجيش المصري..
(المليشيا)..ومصر..هل يخرج السيف من (غمده) ..؟
اتهامات مثيرة..!
أحدثت الإتهامات التي صوبها (الهالك )محمد حمدان دقلو في خطابه الأخير والمثير للجدل تجاه الجيش المصري بمشاركته في القتال مع الجيش السوداني ضد المليشيا ، أثارت هذه الإتهامات (الصريحة) ردود فعل واسعة على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي .
وقد نشطت كل الدوائر والمجموعات المتحالفة مع المليشيا في توجيه هذه الإتهامات والتهديدات لمصر من خلاله نشطاء وسياسيين ومستشارين تابعين لهذه المليشيا ، وصلت بهم الجرءة إلى التهديد بضرب خزان السد العالي ما لم يتراجع الجيش المصري من موقفه في القتال مع الجيش السوداني ضد الدعم السريع .
وفي خطوة تصعيدية جديدة عززت المليشيا اتهاماتها ضد الجيش المصري ببيان رسمي غاضب وشديد اللهجة أصدرته أمس، زعمت فيه أن هناك أدلة وشواهد ومعطيات حقيقية تؤكد هذه الإتهامات .
وقال البيان : ( إن قوات الدعم السريع، ظلت أكثر تحفظاً وصمتاً عن إبداء رأيها علانية إزاء كثير من المواقف المصرية المتصلة بالشأن السوداني منذ أوقات سابقة للحرب الحالية، وقطعاً لم يكن صمتنا إلا حرصاً منا على خصوصية العلاقة التي تربط شعبي البلدين، لكن (مصر الرسمية)، لم تعدّل موقفها المنحاز إلى المؤسسات والأنظمة العسكرية عموماً، وأوقعها التناقض في احتضان الجيش السوداني المختطف كلياً لجماعة “الإخوان المسلمين” في السودان ).
واضاف البيان: (نحذر الحكومة المصرية وأجهزتها من التمادي في التدخل السافر في الشؤون السودانية من خلال دعم الجيش المختطف من قبل الحركة الإسلامية (الأخوان المسلمين)، ونحن لسنا ضد مصر كدولة أو شعبها، الذي تربطنا به علاقات وثيقة، لكننا ضد سياسات حكومة وأجهزة مصر الرسمية التي تعبث بالمشهد السوداني بما يخدم مصالحها ، حسبما جاء في البيان) .
تغيير إستراتيجية الجيش..!
وتعليقا على كل هذه التطورات ، قال المحلل والكاتب الصحفى الأستاذ عثمان ميرغني في حديثه (لزحل نيوز) ، أعتقد أن الجيش السوداني الآن في أفضل حالاته بعد أن أغلق كافة الثغرات التي كانت موجودة في بداية هذه الحرب ، حيث كان هناك قصور في بعض الأسلحة ، وربما في القوى البشرية ، .
واظن أنه خلال الأشهر الماضية تم تدريب إعداد كبيرة من القوات الجديدة على حرب المدن ، ثم بعد ذلك تمت استعاضة الأسلحة النوعية التي يعمل بها الجيش خاصة في جانب الطيران، والطيران (المسير), ويؤكد أستاذ عثمان أن كل ذلك أدى إلى تغيير جذري في إستراتيجية الجيش من الدفاع إلى الهجوم ، ولذلك لم تكن هناك حاجة للاستعانة بأي دولة شقيقة ، أو صديقة وأن الجيش السوداني على الأرض قادر على أن يقوم بذلك .
خاصة بعد قيامه بعمليات تحديث لطائراته في مجال سلاح الطيران الحربي والمسير وأعتقد أن الوضع تغير بصورة كاملة وبذلك أعتقد أن الجيش أصبح يمارس مهامه بكل كفاءة ويقلل خسائره ويقلل كذلك من سرعة إنتشار الدعم السريع بصورة كبيرة وغالبا سينهي الجيش السوداني هذه الحرب لصالحه في فترة وجيزة .
استبعاد المواجهة..!
واستبعد ميرغني أي مواجهة يمكن أن تحدث بين المليشيا ومصر لأسباب واضحة لكن اعتقد أن المواجهة الآن مع الشعب السوداني الذي وصل مرحلة صعبة جداً ولا يمكن أن يرضى باستمرار الأوضاع بماهى عليه الآن ،
وأنه لابد من حسم هذا الوضع بصورة نهائية حتى يستطيع المواطن العودة إلى بيته ومدينته وعمله ، خاصة بعد تطاول هذه الحرب باكثر مما يجب ، ولهذا اتوقع أن تكون المواجهة الحقيقية بين المليشيا والشعب السوداني ، وليس مع مصر .
ولكن يبدو أن أهم ما تكشف للشعب السوداني عموماً وللخارج أيضا عبر خطاب حميدتي الأخير ، أن الدعم السريع انتهى تقريباً كقوة عسكرية وأن آماله وطموحاته في إستخدام القوة للوصول إلى السلطة والسيطرة على كامل السودان ، قد تبددت تماماً ، ولم يعد هناك بالإمكان ما يؤمل فيه عسكرياً أو سياسياً .
وهذا الأمر كما يرى عثمان ميرغني مهم جداً في هذا التوقيت ، لأنه يبعث برسالة متعددة الأطراف .
فالرسالة الأولى :
للشعب بأن القوات المسلحة قد انتصرت في المعركة وحسمتها تماماً .
والرسالة الأخرى لداعمي الدعم السريع : أنه لا أمل يرتجى لاستمرار هذه العمليات العسكرية ، ويجب أن تتوقف الآن .
والرسالة الثالثة:
للمجتمع الدولي أو للخارج عموماً أن الشرعية التي يجب أن يعترف بها دائماً هى شرعية الجيش وأنه لا يمكن استبدال الجيش بأي قوة عسكرية أخرى .
مليشيا بلا مستقبل..!
أما بخصوص مستقبل هذه المليشيا في ظل التطورات العسكرية في الميدان يؤكد الأستاذ عثمان ميرغني أنه لامستقبل عسكري على الإطلاق ولا حتى سياسي لهذه المليشيا ، وأعتقد أن هذه الصفحة قد طويت تماماً من تاريخ السودان ، .
ويبقى بعد ذلك التحدي الحقيقي في فتح صفحة جديدة لأن المطلوب الآن عدم العودة إطلاقا لما قبل ١٥ / أبريل وانما يجب أن تكون هناك دولة سودانية جديدة ، ولكن هذا حتى الآن لم يتبلور بصورة واضحة فليس هناك رؤية سياسية واضحة لما بعد الحرب ، وهذا في حد ذاته يشكل وللأسف الشديد أحد القضايا التي يجب أن تشغل بال كل سوداني.
لأن هذه الحرب شكلت أقصى ما يمكن أن تواجههه الدولة وأكبر تحدي وجودي لها ولا يمكن أن تنتهي هذه الحرب لنعود إلى نفس الوضع الذي كان عليه السودان في الماضي ، بل يجب أن يكون هناك سودان جديد بمفاهيم ومعايير جديدة وواقعخ جديد يتخطى تماماً سودان ما قبل ١٥/أبريل/٢٠٢٣ .
وربما يختلف سعادة اللواء عبد العاطي هارون المحلل السياسي والخبير العسكري في حديثه (لزحل نيوز) في بعض مما ذهب إليه الأستاذ عثمان ميرغني حيث استهل حديثه بالآتي:
أولاً / لابد لي أن أقول أن السودان و مصر حكومة و شعباً كلاهما في (مركب واحد ) لا يود أحدهما أن يخرقه .. فالأمن القومي لكلا البلدين مرتبط بالآخر ..
مصر..وشعرة معاوية..!
لكن يبدو أن مصر في عقلها الباطني لا تريد للسودان أن يخرج من كبوات الماضي وهى ( الإقتتال والفتن) و إنشغاله بها حتى لا يصبح مارداً ( إقتصاديا عبر الزراعة و الصناعة ، لذلك مصر ستظل ممسكة بشعرة معاويه .. و ( تبطن بخلاف ما تظهر (إستخباراتياً ) .
أما حكاية أشتراك طائرات الجيش المصري في هذه الحرب ، فهذا لا يمكن استبعاده ، ..و ما تواجدهم بمطار مروي قبل بداية الحرب ببعيد ، و ربما لم يكن لأغراض التدريب المشترك كما يعتقد البعض فمصر ترى أنه لابد أن يكون السودان احد اذرعها الأساسية ضد إثيوبيا عندما ينشب أي خلاف حول سد النهضة .
ويتفق سعادة اللواء عبد العاطي مع ما ذهب إليه عثمان ميرغني باستبعاده نشوب معركة بين مليشيا الدعم السريع و مصر ، ووصف ما يثار بشأن هذه المسألة بأنه مجرد ( فقاعة إعلامية ) من جانب المليشيا وهذه لا تهز في مصر ( شعره) وهذا مجرد طنين في ( إذن الفيل ) حسب وصفه .
ونحن نعلم أن هذه المليشيا أصرت كثيراً على دخول الفاشر و الاستيلاء عليها ولكنها في الحقيقة وجدت القوة والصود من القوات المسلحة والقوات المشتركة ولهذا استعصت الفاشر على (الجنجويد) فتم تدمير آلياتها و قواتها وفقدت الكثير من قادتها الميدانين الفاعلين والمؤثرين لإصرارهم الشديد على إسقاط الفاشر .و لا أعتقد أن هذه المليشيا ستقوم لها قائمة في الفاشر .
مستشارون فقدوا..(البوصلة) ..!
أما بشأن ما كشفه خطاب حميدتي من حقائق يؤكد سعادة اللواء عبد العاطي أن هذا الخطاب (يقرأ و لا يكتب) وان مستشارو حميدتي الذين يكتبون له قد ضلت (بوصلتهم) الطريق ، (ور اح عليهم الدرب في المويه ) كما يقولون ، .
خاصةً بعد الضربات الموجعة العسكرية الموجعة التي تلقتها المليشيا من الجيش السوداني والتي اعترفت بها المليشيا نفسها وافقدتها صوابها ، و يلاحظ ذلك في تنصلهم من الإتفاق (الإطاري) ورميه على جهات الداخل و الخارج ، و نسى هؤلاء أو ربما تغافلوا عن التصريحات السابقة (الموثقة) لحميدتي عن الإطاري ومقولته الشهيرة : ( أن لا بديل للإطاري) إلا الاطاري .
ويشير الخبير العسكري إلى أن ما جاء في خطاب حميدتي يعتبر اعتراف صريح بالهزائم و تشتت المليشيا وفقدانها الكثير من قادتها المؤثرين خصوصا مجموعة ( دقلو إخوان ) محمد و عبدالرحيم .. ثم اخيراً تناقص الإمداد اللوجستي داخلياً و خارجياٌ وتوقفت المرتبات والتعيينات ( والامداد الغذائى ) عن قوات المليشيا في الميدان و تلك جميعها تمثل الروح المعنوية للقتال والتي انهارت الآن تماماً.
ونشير إلى ان كل الذي أوردته هنا لا يعني نهاية الحرب فمرارة الهزيمه و الشعور بالحقد ( الدفين ) لن تنطفئ شرارته لذا أرى أن الحل في (رجاحة العقول) بين الأطراف جمعيها و لا أقول طرفي النزاع .. هو الحل بإيقاف الحرب و العودة لطريق السلام .. هذا رأيي .. نسأل الله ذلك ، و هو القادر .. لك ودي و تقديري .