ياسر محمد البشر: امرأة فيها بعض الصلاح.. قصة مثيرة
ياسر محمد البشر: امرأة فيها بعض الصلاح.. قصة مثيرة |
نزحت الحاجة فاطمة من الخرطوم مثلها مثل الملايين الذين شردتهم الحرب فى رحلة نحو المجهول لا يعرف النازح أين يستقر به المقام بوصلته فى يد القدر خرجت الحاجة فاطمة وهى فى العقد السابع من عمرها برفقة بنت أخيها التى تسكن معها فى البيت خرجتا من الخرطوم تحت وابل من الرصاص وتحت مظلة الموت إستقر بهن المقام فى مدينة هيا بشرق السودان.
وأصبحن غريبات لسان غريبات أهل إتخذن من عريشة (راكوبة) مقرا وسكن لهن وبدأن بعمل الشاى بذات العريشة ومن الملاحظ أن الحاجة فاطمة تتعثر فى مشيها مما يؤكد أنها تعانى من ضعف حاد فى النظر وقد تم تحديد إجراء عملية عيون يوم ١٦ أبريل ٢٠٢٣ بمستشفى مكة للعيون بالخرطوم لكن الحرب إندلعت قبل يوم من الزمن المحدد.
دكتور العاص مدير عام مؤسسة مستشفى مكة فى طريقه من بورتسودان الى كسلا توقف فى محطة هيا وساقته رجليه الى عريشة متواضعة بالرغم من وجود مقاهى مهيأة لإستقبال مسافرين من طراز دكتور العاص وقصد عريشة الحاجة فاطمة بغرض تناول كوب شاى ولاحظ أن حاجة فاطمة تعانى من ضعف نظر فسألها عن حالتها الصحية فقالت له (يا ولدى أنا نظرى ضعيف وحددوا لى عملية والحرب قامت) .
فقال لها دكتور العاص هل يمكنك السفر الى أى من كسلا أو عطبرة أو بورتسودان وترك لها رقم هاتفه وذهب حال سبيله وبعد ثلاثة أسابيع إتصلت حاجة فاطمة على دكتور العاص وأخبرته بأنها تحركت نحو مدينة عطبرة بغرض إجراء العملية ولحظة المكالمة كان دكتور العاص على مشارف مدينة عطبرة وإنتظرها بالميناء البرى.
وأخذها وبنت أخيها الى المستشفى مباشرة وتمت عملية إجراء الفحوصات وتم إجراء العملية فى نفس اليوم ووفرت لهن إدارة المستشفى مأوى وسكن وإعاشة وخلال ٧٢ ساعة تم إجراء عملية للعين الثانية وغادرت عطبرة الى هيا وهى بكامل الصحة والعافية وتسكن فى ذات العريشة الى أن يفعل الأمر كان مفعولا.
حاجة فاطمة فيها شئ من الصلاح وفيها سر من الأسرار حيث ساق الله لها مدير عام مستشفيات مكة الى حيث تسكن ثم ساقه لها لينتظرها فى الميناء البرى عطبرة ويقوم بإكمال إجراء العملية ويوفر لها السكن والمأوى لله درك حاجة فاطمة.