على أبواب الموت سماء | المعز عمر بخيت
على أبواب الموت سماء | المعز عمر بخيت
مهداة الى أهلي بالجزيرة وفاشر السلطان
ـــــــــــــــــــ
على أبواب الموت أطل
سحاب الصبر إباء
يا بحر الظلم المترع دمعاً
واستنزافاً واستهزاء
سكنتك الآهة والأوجاع
وحزن الجرح عليك غطاء
نزحت من صدرك سبل اللوعة
واستدرجك الموج الأحمر
في الأرجاء
اجرام فاق الوصف
وكل حدود النخوة
فاق خيال المد الراحل
برقاً في الأرجاء
أوباش العصر من الرجرجة
من النطيحة والغوغاء
ذبحوا أهلي قتلوا الحلم
ونهبوا الطفل الأم العم
الخال الجد امام المسجد والآباء
يا ربي غثنا
من ألوية الرعب الساقط زبداً
لم تعصره بحار الرأفة
أو تطفئه خيوط الماء
في لحد القرية رقد السوسن
أهل العزة قرب الترعة
سكبوا الوجد وألفوا الداء
رحيق الحرقة فوق الصدر
وحول تلال الزرع الشاحب
تيهاً دون رجاء
من تمبول الى العيكورة
قرية أزرق والنديانة والأنداء
من مريود وقرية شبرا
والقلمونة قرية طابت
حتى الفاشر
قلب الغرب النابض سحراً
في دارفور وفي العلياء
كل الأرض وكل دروب
بلادي قد سلبوها وانتهكوها
قتلوا النمل الطير الخير
وحرقوا الزرع النبت الضرع
وعاثوا غياً واستبداداً واستعلاء
وتناسوا الرب ووقتاً يصدر فيه
الناس بيوم حساب أعظم
يوم لقاء..
وقريبا يخرج طوب الأرض
بكل زوايا الدنيا
يشهد موت الظالم
قهر الآثم والمتحور
والمتحجر في الرمضاء
يا أسوأ خلق منذ الخلق
مجوساً تتراً سرب مغولٍ
بعض غثاء
سيعود الوطن يهل الصبح
يطيب الجرح
ويسطع نجمك في الأنواء
ويهزم جيشك نطح بهيم
جيف تردي والموقوذة
رمل شقاء
يا وطني قم
فالمجد عليك هلالاً يسمو
والمستقبل فيك يقيناً
والبنيان سليل عطاء
فبكل مدار تشرق شمسٌ
تصدق نفسٌ
يورق زرعٌ
ويهل دعاء
قد صلي فيك الأمل حضوراً
والأجراس تدق حبوراً
والاشراقة والأضواء
يا وطناً سجل في ذاكرتي
عشقاً أولىَ
سكن الروح بكف المولى
وبكل سحابٍ كل ربابٍ
كل سماءٍ كل دماء.
معز عمر بخيت