أمهات يتشبهن ببناتهن.. أين دور الأم؟!
معروف في كل المجتمعات ان البنات هن اللائي يقلدن امهاتهن في كل شئ . منذ ان تكبر الفتاة تنظر الى امها ماذا تفعل وكيف تتصرف .تقلدها في حديثها .وزيها وفي كل الامور التي تتعلق بالمرأة .. واحيانا تكون البنت طبق الأصل من الام .أي تكون نسخة مصغرة من امها ..الا أنه حاليا حدث العكس العكس، فاصبحت الأمهات هن اللواتي يقلدن بيناتهم و يقتفين خطاهن ويتعلمن منهن، ويحاولن تقليدهن في كل شي .
ولكن المجتمعات ترفض هذه الحالة لأنه من المفترض ان تكون الام هي قدوة ابنتها وليس العكس. و مجتمعنا السوداني لايرحم مثل هذه التصرفات على الرغم من ان مثل هذه الحالات اصبحت كثيرة جدا .واصبحوا يطلقون على المرأة التي نتبع خطى بنتها وتصبح صديقة لصديقاتها يطلقون عليها (جهولة ام سكاسك)
(دراسة اكدت ذلك):
قبل فترة ليست بالقصيرة توصلت دراسة نشرتها مجلة « Consumer Behaviour» الأميركية، الى ان تقليد الامهات لبناتهن يمثل نسبة كبيرة جدا في المجتمعات . مما أثار استغراب المتخصصين الذين كانوا يركزون بشكل أساسي على تأثير الام على بناتها حين يكبرن وتصبح لهن شخصيتهن المستقلة.وتقول الدراسة التي أجريت على 343 أم شاركت مع ابنتها (تتراوح أعمار المشاركات بين 16 و44 سنة) إن واحدة من كل أربع أمهات تشعر أن لابنتها نمطها الخاص، وأنها لا تزال هي نفسها تتمتع بالشباب،
تنحو إلى تقليد ابنتها في الاشياء كما في استخدام المنتجات التجميلية. أما بالنسبة للفتيات اللواتي يشعرن بأنهن يبدون أكبر من مثيلاتهن في أعمارهن فإن تسعة في المائة منهن فقط يتأثرن بأسلوب أمهاتهن في الزي .
هذه الدراسة في أميركا واضح انها بنسبة اكبر في مجتمعنا السوداني الذي اصبحت الام فيه نتبع خطوات بنتها في كل شي . معها في مشاريرها ورحلاتها مع زميلاتها وصديقاتها. ترتدي نفس الازياء حيث يغيب الثوب السوداني تماما في هذه الحالة.حيث تكون الام اهتماماتها شبابية اكتر لدرجة انها تنسى بان التي نتبعها هي بنتها.
(الظاهرة موجودة):
و يؤكد صاحب محل ازياء نسائية لاحظت لهذه الظاهرة من سنوات طويلة ،و موجودة بقوة، فكانت تأتي المرأة مع بنتها لاختبار ملبوساتهن . ولاحظت ان الأمهات لا يجدن أي غضاضة في شراء ما تجربه بناتهن أو شراء ما يشبهه. «ويحدث أن تجرب الفتاة ملابس معينة، ولا تشتري شيئا منها لأنها لم تعجبها، فتشتريها الأم عوضا عنها».
ويرى صاحب محل الملبوسات النسائية ان الأمهات يردن أن يظهرن أصغر من أعمارهن، ويلبسن الألوان الفاقعة مثل بناتهن تماما. وليس نادرا أن تدخل الأم لتشتري لابنتها فتخرج بحوائج لها بينما تبقى البنت خالية الوفاض» ويحدث ان الام تشتري نفس البلاوز او الاسكيرت الذي تشتريته ابنتها مع إختلاف الالوان لكي لا تظهر مع ابنتها بلون واحد
(أمور عادية):
كثير من الامهات لايخفين ذلك باعتباره شئ عادي كيف يستغرب الناس منه. وقالت (فريال) المرأة الخمسينية أنها تفتح خزانة ابنتها ذات ال(25 عاما) بين الحين والأخر لتختار لنفسها شيئا من فساتينها، لتخرج بها من البيت، معتبرة أن «الأمر طبيعي، ما دمنا أنا وابنتي نلبس مقاسا واحدا .واضافت: نحن لا نتبادل الفساتين فقط وإنما البلوزات والأحذية، وحتى الإكسسوارات. وإن كنت أستعير منها أكثر مما تستعير مني .
وقالت ان ابنتها لا تمنعني من ذلك .ولا نستغرب الامر ولكنها أحيانا لا تريد لأحد أن يتقاسم معها ملابسها. ولكن انه «لم يعد من عمر للموضة، وكل واحدة من الامهات يجب أن تلبس ما تعتقده مناسبا لها ويريحها. .. البعض يرى ان الملابس باتت صالحة لمختلف الأعمار، وحتى ما هو صالح للشبان قد تلبسه الشابات، مثل بعض القمصان أو بنطلونات الجينز.
(رأي علم النفس):
دكتورة مهلة حسن بشير استشارية علم النفس لا تنظر إلى الأمر بالعين نفسها، وتؤكد أنها تستقبل في عيادتها فتيات يعانين بالفعل من مشكلات حادة مع أمهاتهن لأنهن لا يعرفن إذا كانت هذه المرأة هي أم فعلا أم تلعب دور الأخت التي تريد أن تنافسهن في الجمال والشباب، وهو ما يخلق حالة من عدم التوازن الخطير داخل الأسرة» .
وقالت «يروج الإعلام حاليا لآيديولوجيا تدعم ما نسميه قضية المرأة بشكل عام، وهناك ترويج لفكرة (ان تبقى المرأة سعيدة .تبقى شابة) لذلك اغلب النساء وليس كلهن حريصات بأن تكون الواحدة سعيدة .باستعادة شبابها خلال ابنته ترتدي معها كما ترتدي من ملابس و اكسسوارات وتخرج معها لمقابلة صديقاتها او للتنزه.
وهناك نساء حريصات بأن تكون حياتهن كما الشابة التي لم نتزوج وتنجب.لذلك اصبحت الكثير من البنات لايحترمن امهاتهن وتعاملها كما تعامل صديقتها تمزح معها وتسخر منها وتتنمر عليها كل ذلك سببه ان الام وضعت نفسها مع بنتها في خط واحد ونسيت دور الام تماما بحيث يغلبها الرجوع إلى ذلك الدور اذا تحتم لها الامر