بعد ثماني سنوات زواج وحياة سعيدة رمى (أ) يمين الطلاق على زوحته(س) في حفل تسمية مولودهما الثاني والسبب كان ان لبست(س) الزمام دون ان يدري زوجها الذي تفاجأ بأنها ترتدي (زمام) فثأر ثورة كبيرة وامرها بان تخلع هذا الزمام حالا وان لا تعمل له فضيحة مع اسرته .
معتقدا ان لبس الزمام هو (قلة ادب) ليس الا . وذلك في عرف اسرته حرام .فتمسكت (س) بالزمام ورفضت ان تخلعه حتى بعد محاولة شقيقاتها وصديقاتها اللائي هن سبب في ارتدائها (الزمام) وتزيين انفها به في يوم فرحتها بمولودها الذكر .. ولم يتوانى الزوج في تطليقها حالا ولم يسمع للموجودين الذين حاولوا ارجاعه عما فعل فرفض.
(تقليد قديم):
معروف ان (الزمام) هو حلقة توضع بإحدى فتحات الانف وهو عادة سودانية قديمة تعتبرها كثير من النساء والفتيات ظاهرة جمالية يحرصن على ارتدائها كزينة وتكون دائما من المعادن (ذهب، فضة). ورغم دوران انماط الحياة واشكال الجمال من جيل لآخر الا انها لم تفقد بريقها واندثارها.
بل تطورت واتخذت على امتداد السنين اشكالاً جديدة والوان مختلفة . وصارت ترتديه الفتيات الصغيرات .والشابات والنساء .كما انه صار موضة عند الطالبات الجامعيات وتلميذات الثانوية. وبما انه مثله مثل الاكسسوارات الأخرى الا ان الاغلبية العظمى من الاسر السودانية ترفض هذا (الزمام) فيمنعون بناتهم منعا باتا ان يرتدين الزمام مهما كان وتعتبر هذه الاسر الفتاة أو المرأة التي ترتدي (الزمام) انها خرجت عن حدود الادب والعادات التي تمنع هذه العادة .
(الزمام منبوذ):
الناظر للامر يجد ان (الزمام) موضة قديمة منذ زمن الحبوبات ولبسته النساء في عصور مختلفة وليس هناك من كان يعترض عليه .الا انه في السنوات الاخيرة بدأ المجتمع ينظر إلى (الزمام) نظرة مختلفة فأصبح البعض يصنفه كجزء من الموضة ليس الا كباقي الاكسسوارات التي ظهرت موخراً ويؤيده.
بينما يعارضه البعض وينظر لكل من ترتديه نظرة سيئة وغير لائقة اخلاقيا متناسين انها عادة متوارثة و قديمة جدا في في السودان ويجب احترامها .لدرجة ان هناك من يقول :(انا لا احترم كل من ترتدي زمام) في الشكارة منه انها غير محترمة بمجرد لبسها ل(الزمام) .ونجده منبوذ عند كثير من الاسر السودانية في حين انه تقليد في كثير من الدول العربية والافريقية وليس حصريا على السودان فقط.
(ثقافة بادية):
اكثر النساء المتمسكات بهذه العادة ويعتبرنها جزءا من ارثهن الثقافي هن(نساء البادية) في قبائل مختلفة يرتدينه كونه من التقليد والزينة حيث كانت النساء في السابق يجتمعن في جلسات القهوة مثلا وتقوم احداهن بثقب انوف الفتيات الصغيرات ، لاضفاء لمسة جمالية عليها، مثله مثل ثقب الاذن للبس الحلق وبهذا التقليد القديم لاساسيات الجمال.
بدأ فعلياً الظهور الاكبر للزمام، فانتشربين الفتيات بصورة كبيرة . واصبح له اماكن مخصصة في بيوتات ومراكز التجميل وله متخصصات يقومن بثقب انوف الفتيات والنساء حيث تختار الواحدة نوع الزمام وحجمه اذ اصبحت هناك خيارات في الاشكال والاحجام ونوعية المعدن ذهب أو فضة أو غيره
(آراء مختلفة):
كثيرون يرون ان الزمام جميل فقط عندما ترتديه العروس في (الجرتق) كما انه غير شاء عند النساء المتزوجات وغير لائق على الفتيات الصغيرات وغير المتزوجات،، بينما يؤيده آخرون ثقب ويعتبرونه من اجمل العادات المتوارثة لدى المرأة السودانية ويعبر عن جمالها وزينتها.
وفي جانب آخر هناك كثير من المجموعات الثقافية السودانية لا تزال تحافظ على التزيين به، في الوقت الذي ترفضه قبائل أخرى وتمنع الفتيات من ارتدائه جملة وتفصيلاً.
وبالرغم من كل الالتباس الذي يحوم حول الزمام والحجل إلا أن المجتمع السوداني لا يزال متمسكاً بزينته في الزواج خاصة للعروس التي ترتدي الجدلة التي تتكون من عدة قطع، منها خلخالان وطاقية مذهَّبة تتدلى منها خيوط مذهَّبة ، إلى جانب الزمام أبو رشمة، وباقي مكملات الجدلة.