لواء ركن ( م ) د. يونس: محمود أمرق …داوس

عجائب المليشيا لا تنقضي وغرائب أفعالها تؤكد أنها غير قابلة للحياة ، ولا يمكنها الاستمرار ، لأنها تحمل عوامل فنائها بين ما تحمله ، وأولها ( الجهل) وهو القاسم المشترك بينهم جميعا ، من ( حميدتي وعبد الرحيم) والى أدني مستوى ، إذ تقوم المليشيا على قواعد القبلية النتنة ، ونسجت خيوط تنظيمها الواهن بالفرز النوعي ، المهرية أولاد منصور في المقدمة ، يليهم الرزيقات الأبالة ، ثم الرزيقات البقارة .
ثم تصطف بقية التراتيبية من تمرد من قبائل المسيرية الحُمر ، ثم الزرق ، ثم مسيرية الجبل ، فالحوازمة ، والسلامات ، والتعايشة ، والفلاتة ، وبقية الخارجين على القانون ، والشفشافة من المكونات القبلية الاخرى ( أم باقة )
هذا الحشد بدوافعه غير المتجانسة ، وتصوراته ( للحربة ) كما يسمون الحرب ، وتلقفهم لشعارات لا يتكلفون عناء فهمها ، مثل الفلول ، ودولة ٥٦ ، والشمالية ، ودار صباح ، فقط تكفي مقالة ( القايد )
عن القضية ، والتي لا يعلم أحد حقيقتها هل هي حكم آل دقلو وسيطرة عربان الشتات من سائر إفريقيا على السودان ، أم خدمة للمشروع الصهيواماراتي ، أم خدمة المؤامرة الدولية ، أم كل ذلك في ( باقة واحدة ) بالتأكيد لا أحد من الجنجويد يعلم ، ولا ينبغي له أن يعلم ، او حتى يعقب على كلام أسياده .
فيوم وقف الشقي عبد الرحيم دقلو وسط رجرجة من القوم ، وقال قولته الشتراء بأنه سوف يجمع ( مليون مقاتل ) وعدد ( ٢٠٠٠ عربية ) ليستعيد كل ما فقده خلال مسيرة الهزائم التى منى بها ، ولكن الموية تكذب الغطاس ، كما يقول المثل ، فعبد الرحيم الذي ملأ المدن والحَلاّل والفُرقان حزنا على فقد أولادهم في محرقة الحرب الخاسرة التي يُصر عليها ، لن يجد أذنا صاغية ، ولا استجابة عجلى لندائه ،.
بعدم أفنى زهرة شباب القبائل ، وفشل في استجلاب المرتزقة من خارج الحدود ، لحسابات اقتصادية ، ويأس الممولين ، وانكشاف أدوارهم ، فضلا عن ذيوع أخبار الموت الذي فشى فيهم ، وعرفوا عن بأس القوات المسلحة والمشتركة والقوات الساندة ، وفدائية ( البراءون ) ولذلك ارتفعت نسبة المخاطرة مع ضآلة العائد.
فأسقط في يد الشقي عبد الرحيم ، المعروف بالتهور والعدوانية لأقرب المتعاملين معه ، فخرج عليهم بأوامر التجنيد القسري ولا يستثني حتى الأطفال ، تحت شعار ( أمرق داوس ) ولفظ أمرق بمعنى أخرج وهو نداء لمن يختبئ داخل بيته ، وللأطفال من وراء ظهور أمهاتهم ، وربما البحث وتفتيش الكُجَر ْ، و( السِييبة ) وهي مخزن الذرة مصنوع من القش والطين ، .
والملاحقات الساخنة لكل ولد بالغاً ما بلغ ليلحق بحملة عبد الرحيم التعويضية ، ليصنع من هؤلاء الاغرار المغصوبين سداً يوقف تقدم متحركات القوات المسلحة والمشتركة ، وليبطئ تدفق سيل الصياد ، ووضع مقابل الامتناع عقوبات قاسية بالسجن والغرامة ، والقتل لمن يُحرض ضد الحملة ، بما يؤكد أنه استيأس من قيادة أي عمليات تعرضية ، ليتقدم نحو سراب الشمالية ، الذي يتراءى له ويثير لهفته .
أمرق داوس بالأمر الصريح ، والقوة الجبرية ، بل وأداء القسم أصبح عندهم بالاكراه ، حيث تثبت أيدي المؤدين على المصحف بيد جنجويدي ، ثم يُملي عليهم صيغة القسم ، الذي هم بعيدون من نصوصه ، وفحواه ، اللهم الا كما يفعل الدعامة يسمون الله ويصلون على رسوله ثم يشرعون في القتل والنهب والاغتصاب ، في أكبر انحراف عن السوية ، ومجافاة للدين .
والجواب العملي تجاه هذه الحملة ، هو هروب جماعي من المدن حيث سطوة الجنجويد ، هروب الى خارج الحدود ، والى الخلا والمجهول ، تفاديا لمزيد من هلاك العيال ، الذين تسبب آل دقلو في طحنهم في رحى حرب خاسرة بكل مقاييس العقل ، إذ كيف تجرؤ مليشيا قبلية ، جاهلة ، جاء أغلبها من خارج الحدود ، ليقهروا شعبا بأكمله ، ويهزموا جيشه ، ويحتلوا أرضه ، ويسرقوا موارده !!
إنها النهايات ولا شك بفضل الله ونصره ، ثم بحسن بلاء الجيش العظيم ومن وقف معه ، إنها النهاية و ( البعاتي ) يسجل غياباً تاماً في أحرج اللحظات ، وأكبر التحولات ، على المستويات العسكرية ، والسياسية ، ويَضِنُ على خُدامه الجنجويد الأغبياء ، يَضنُ عليهم ولو باطلالة من وراء شاشات الهواتف ، يعزيهم في فقدهم ،
ويبرر لهم أسباب الانهيار ، ويحدثهم عن آخر محطات القضية ، ويضرب لهم موعدا ليوم الزينة والاحتفال بالنصر ، ويحدد لهم في أي ضُحىً سيكون الحشر ، وخُلاصات التحدي ، بين النبؤة الحقة ، ودجل المشعوذين والسحرة ، وحملة الحجبات ولابسي التمائم ،
لم يسأل أحد منهم أين يختبئ هذا المعتوه الحقود الحسود ، ومم يختبئ وقد أذاق طعم الموت لغالب الناس في السودان ، ويجبن أن يظهر في ميادين القتال كما يظهر القادة من الرجال ،
الجنجويد لم يُراجعوا أنفسهم لِمَ يستخفهم ، ويسترخص أرواحهم ، وأجداثهم مبعثرة في كل وادٍ وزِقاق ،
لا يعبأ بالكم والعدد ، بل يطلب المزيد ، ولو كانوا أطفالا قصر ، ليحقق بهم ما فاته من مجد لن يعود حتى يلج الجمل ( *ولد* *الناقة* ) في سَمِّ الخِياط ، وحتى يعود اللبن الى أصله فرثاً ودماً .
إن مجرد النداء أمام بوابات البيوت ( أمرق للدواس ) هو آذان النهاية ، وهو نعي مشروع الصهيواماراتي ، وهو تبخر أحلام الرباعية ، وهو فشل المؤامرة الدولية ، وهو بوار سلعة اليسار العلماني الفاسق .
فيا كل أم في المدن المبتلاة بالجنجويد ، ويا كل والد في فريق مستخفٍ بالليل أو ساربٌ بالنهار ، أمسك عليك بقية عيالك ، ولا تدع للشقي عبد الرحيم دقلو اليهم سبيلا ، فهو الشؤم يمشي على رجلين ، والغباء والتهور ( والعوارة ) والقماح مباريهو محل ما قبل .
قال أمرق للدواس
أبيييييت ما بمرق
أمشي جيب أولادك من يوغندا ، وأولاد حميدتي وبقية أخوانك وأهلك ، من دُبي ، وتركيا ، ويوغندا ، وجنوب السودان ، خليهم يمرقوا للدواس.
ولا كلامي دا ما ياهو يا الأشاوذ ؟؟؟
بل بس