
ما بين (الحلو) ومجموعة نيروبي..تحالف (ظرفي)
الحركة الشعبية “شمال” تتصدع..!
ما بين (الحلو) ومجموعة نيروبي..تحالف (ظرفي) وليس استراتيجي..!
(النوبة) يرفضون (علمانية) الحركة ويصفون الحلو (بالديكتاتور) ..!
تقرير/هاشم عبد الفتاح
على نحو متسارع ضربت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال (نسخة) عبد العزيز الحلو موجة إنشقاق حاد وتباينات داخل صفوف الحركة غداة اعلان الحلو وضع يده مع مجموعة كينيا كحليف اصيل واستراتيجي لصياغة واقع جديد تعتلي فيه مجموعة كينيا وربيبتها المتمردة مليشيا الدعم السريع سدة الحكم على أنقاض السودان القديم كما ادعت في هتافاتها وشعاراتها عشية توقيعها على الميثاق السياسي .
فاهتزت الأرض من تحت أقدام الجنرال عبد العزيز الحلو خصوصاً أن الرجل بات يتبنى منهجاً فكرياً داعياً إلى العولمة واخراج الدين من السياسة، ولهذا يبدوا أن مجموعات كبيرة داخل الحركة رافضة لهذا المنهج.)
القفز خارج (سور) الحركة ..!
وفي خطوة ربما مباغتة (للحلو) أعلن أكثر من( 14) من ضابط و(450) مقاتل من أبناء جبال النوبة داخل الحركة الشعبية انسلاخهم عن الحركة وانضمامهم لحركة العدل والمساواة السودانية تحت قيادة الدكتور جبريل إبراهيم وتشكيل فصيل تحت لواء الحركة وباسم حركة العدل والمساواة (الشريط الرملي) .
وأرجع عميد محمد صلاح الدين الجاك عضو مجلس التحرير القومي للحركة ، دواعي وأسباب خروجهم من الحركة لعدم التزام الحلو (بمنفستو) ومبادئ الحركة الشعبية علاوة على أن (الحلو) ظل يمارس الديكتاتورية والجبروت ضد المخالفين له في الرؤى والأفكار والمواقف كما أنه غير ملتزم بالمؤسسية واشتراك الآخرين في القضايا التي تهم الحركة وبالأخص القضايا الفكرية والمصيرية
وبالتالي أصبح الحلو يتبع سياسة (التغييب)المتعمد لبعض القادة البارزين والمؤثرين داخل الحركة وظهر ذلك بوضوح في اجتماعات نيروبي دون أخذ رأي مجلس التحرير وقال إنه بذلك يكون قد وضع يده في يد الخونة وخان الشعب السوداني وهو أمر غير مقبول من قبل منسوبي الحركة
تشابه (المنفستو) ..!
وقال العميد صلاح الدين في إفادات صحفية أنهم اختاروا الانضمام الي العدل والمساواة لقرب وتشابه (المنفستو) بين الحركتين (العدل والمساواة من جهة، وحركة جيش تحرير السودان شمال من جهة ثانية) وأكد أنهم سيعملون على دحر اي خائن ومتمرد (وسنرفع التمام للقائد كربينو).
واضاف: ونقول للقيادة السياسية في العدل والمساواة أننا رهن اشارتكم .
وفي السياق ذاته يعتقد القائد حسن كنو فرج الله امين حركة العدل والمساواة بجنوب كردفان أن حركة الحلو منذ أكثر من (43) عاما لم تحقق أي إنجاز يذكر لصالح ابناء جبال النوبة بل حاصرتهم في الولاية وطردت كل القوات وحاصروا الدلنج وكادقلي وقامت بانتهاكات جسيمة بمعاونة مليشيا الجنجويد .
ديكتاتورية الحلو..!
وأكد القائد حسن كنو التزامهم بمواجه كل من يعتدي علي أرض النوبة عبر أبنائهم في القوة المشتركة وقال سننتقل إلي تحرير الولاية وتامين مواطني الجبال من ممارسات الحلو و ديكتاتوريته داعيا القيادات التي تعمل تحت امرة الحلو إلي الانسلاخ فوراً وتصحيح مسارهم .
وقد طرحنا التساؤلات التالية على الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عثمان ميرغني:
أولا: ما حقيقة التحالف ما بين حركة الحلو والمليشيا المتمردة وماهو الهدف الأعلى الذي يسعى له هذا الحلف.
ثانياً: ماحقيقة الانشقاقات داخل حركة الحلو وماهو مستقبل (الحلو) في ظل هذه الانشقاقات الداخلية ؟
ثالثاً: لماذا تتمسك حركة الحلو دائماً بطرح قضية علمانية
الدولة ؟
ورقة ضغط مذدوجة ..!
يعتقد الأستاذ عثمان ميرغني أن التحالف بين الحلو والتمرد لا زال في مرحلة مبكرة وأقرب لورقة ضغط (مزدوجة) كل طرف يحاول التكسب منها لصالح أجندته.
وواضح جدآ أن (الحلو) ينظر للدعم المادي الذي قد يحصل عليه و التمدد في مساحة جغرافية اكبر و تأمين انتشاره بقوة حليفة.
اما الدعم السريع فيركز حاليا على خيار الضغط على الحكومة بورقة الحكومة الموازية للوصول الى المفاوضات و بأفضل وضع.
تهويل إعلامي..!
أما بشأن الانشقاقات التي ضربت حركة الحلو أكد الأستاذ عثمان أن هذه ، الانشقاقات ليست عميقة و فيها قدر من التهويل الاعلامي.. و لكنها فرصة المتطلعين لمنافسة الحلو او وراثة قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال.
ويبدو أن الحركة متماسكة حتى الان تنظيميا ،خاصة لكون الحلو ممسك بقوة بالاتصال الخارجي والتمويل.
وفيما يتعلق بمبدأ علمانية الدولة الذي يتمسك به الحلو مبدئيا، يرى عثمان ميرغني أن (الحلو) رجل مفكر و لديه قناعات فكرية تعتمد على اركان رئيسية على راسها ما يطرحه ويظل مصرا عليه في جميع الاتفاقات التي وقعها مع المكونات السياسية الاخرى.
و في تقديري أن الامر اذا نظرنا إليه بعمق فهو لا يتجاوز حالة الشعور الايدولوجي دون تأثير على الدولة في تفاصيلها .
تحالفات ظرفية..!
وفي السياق ذاته يقول الدكتور راشد محمد علي الشيخ أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعات السودانية في حديثه (لتسامح نيوز) أن الغاية من هذا التحالف بين الحركة الشعبية (شمال) ومجموعة نيروبي أن الطرفين لديهم عداء كبير وحقيقي للحكومة القائمة الآن في السودان ويؤكد الدكتور راشد أن كل التحالفات السياسية في السودان هى لحالات ظرفية وسرعان ما ينفض ، ولا أعتقد أن هناك تحالف استراتيجي يمكن أن يكون له مستقبل ونحن نعلم أن في السياسة توجد ما يعرف بالعوائق المستديمة للتحالفات.
*تمرير أجندة..!
ويبدو واضحا أن عبد العزيز الحلو استغل هذا المنبر ومرر أجندته الخاصة بالدولة العلمانية باعتبار أن هذه العلمانية من الأطروحات الأساسية للحلو ، وأعتقد أن هذا الطرح يعتبر إرث (متواتر) وتاريخي قديم للحركة الشعبية (الأم) وبالتالي هو طرح موجود في (المنفستو) الخاص بالحركة ولذلك ظل الحلو يطالب به باستمرار باعتبار أن جزء من سكان الدولة (مسيحيين) .
أما بالنسبة للانشقاقات التي ضربت المكونات الداخلية للحركة أنه ليس هناك ما يجمع بينهما في هذا التحالف وبالتالي من الطبيعي جداً أن يكون جزء من ردة الفعل هو حالة الانشقاقات الحالية داخل الحركة الشعبية ، وطبعا هذه الانشقاقات دائماً ما تضرب الأجسام السياسية والعسكرية في كثير من الأحيان نتيجة لتباعد المسافات فيما بينها وأعتقد أن مستقبل هذه التحالفات يعتمد على طبيعة الصراع السياسي والعسكري ويؤثر فيها بوضوح الصراع الإستراتيجي ولهذا فإن كل النتائج ليس في صالح هذه التحالفات.