تقول الحكاية المتداولة وسط مجتمعنا السوداني ان عريسا وجد ذات يوم بعد مرور أشهر على زواجه وجد تحت وسادة عروسته (كيس تمباك) وهو لا يتعاطاه أبدا .وليس في المنزل سوى زوجته وهو ،.فبدأت الشكوك تدب داخل نفسه وافكاره .واصبح يراقبها عدة ايام ولم يحدث مايؤكد شكوكه التي ملأت قلبه.
الى ان واجهها في يوم من الايام فاعترفت له بأنها (تسف) منذ ان كبرت وان اهل بيتها جميعا يتعاطون (التمباك) ولكنها ارادت ان تخفي منه هذه المسألة حتى لا تسبب مشاكل بينهم هذه قصة حقيقية و منتشرة منذ سنوات طويلة ..
الا ان القصة الجديدة تقول: عندما اشتعلت الحرب بالخرطوم نزحت أسرة تتكون من زوج وزوجة وطفليهما الى احدى الولايات وسكنوا مع اقاربهم لعدة اشهر قبل أن ينفصل الزوجين في مسكن خاص بهما مع طفليهما .وبعد ايام لاحظ الزوج وجود سفة ب(سلة النفايات) بغرفة النوم وهو لايسف! تعجب كثيرا ولم يسأل زوجته .
ثم وجدها عدة مرات فاعتقد ان احدا يأتي الى بيته بعد خروجه للعمل في مكان يبعد عن بيته مسافة ساعة من الزمن .وهذا لم يسلك مسلك بطل القصة القديمة وواجه زوجته . قام بتطليقها أولا ثم جمع اسرتها واخبرهم بالطلاق وسببه وعندما سمعوا منه السبب (انفجر الجميع بالضحك) واخبروه ان زوجته اصبحت تتعاطى التمباك دون علمه عند حضورها الى منطقة النزوح حيث وجدت نساء الأسرة (اقاربها) كلهن يتعاطين التمباك .فارجعها الى عصمته ولكن بشرط ان تتركه للابد .لأنه هو الرجل و لا (يسف)!
(ظاهرة قديمة متجددة):
مع ان ظاهرة تعاطي التمباك عند النساء والفتيات قديمة عند بعض القبائل والاسر الا ان كثيرين لا زالوا يرفضون تماماً ظاهرة تعاطي الفتيات لـ(التمباك)، ويذهب آخرون إلى أبعد من ذلك عندما يؤكدون أن الظاهرة يمكن أن تكون موجودة في الماضي، ولكنها اندثرت مع العصر الحديث والاهتمام ب(البرستيج) عند الفتيات .
وفوق أنه غير لائق على البنات ولا حتى النساء فهو ضار بصحة الفم والأسنان والجسم بصورة عامة لأنه يحتوي على مواد مسرطنة . خصوصاً على جسد المرأة لأن تكوينها الجسدي أضعف من الرجل، بينما يرى اخرون ان تعاطي التمباك عند الفتيات غير اجتماعي بالمرة فالمجتمع لا يحترم المرأة التي تتعاطى التمباك على الاطلاق لأنه يعد مظهرا من مظاهر التخلف وعدم الوعي والثقافة وعلى الرغم من انتشارها قديما إلا أنها كانت تمارس في الخفاء، لان المرأة التي تتعاطى (التمباك) تكون قد تجردت من القيم والمبادئ
(لا يشبه الفتيات):
عند عرف الكثيرين ان ظاهرة تعاطي (التمباك) لا تَشبه الفتيات ولا تَتناسب مَعهن لأنّها تفقدهن أنوثتهن لا محاولة وتجعلهن مصدر شك وريبة، حسب حديث اخصائية علم الاجتماع دولة حسن واضافت ،: وفوق أنه غير مناسب أبدا الفتيات و النساء عموما فهو ضار بالصحة بلا شك، لدرجة ان هناك عددٌ من الرجال يُحاولون الإقلاع عنه لخُطُورته، لذلك على الفتيات عدم الاقتراب منه ومن يتعاطينه أدعو الله تعالى لهن الهداية). والابتعاد عن هذا السرطان .
وغبر ذلك نظرة المجتمع لا ترحم للفتاة التي تتعاطى التمباك .فهم يرونها غير محترمة وان كان على مستوى عالي من الادب والتهذيب ولكن لكونها (تسف) هذا هو غير المقبول. وقالت :في القاهرة لفت نظري وقوف الكثيرات على محلات التمباك المنتشرة وشرائهن لكميات منه حتى انني افتكرت انهن يتاجرن به ففؤجئت بواحدة تفتح الكيس و(تسف) كما الرجال وتحت نظر المارين دون حياء او خجل من الموجودين في الشارع.
(ظهرن في الحرب):
ذكر احدهم ان الحرب اظهرت الكثير من الظواهر السالبة عند الفتيات فالكثيرات منهن خصوصا اللائي بولاية الخرطوم فهن فقدن محلات بيع (العماري) التي اغلقت في الاسواق والمحلات .فتأتي اليك الواحدة وتطلب منك (كيس التمباك) لانها لن تتحمل فقدانه فهو ادمان لاتستطيع الواحدة الحرمان منه وقال السبب الرئيسي لادمان البنات التمباك هو التنشئة والتربية الخطأ والمحيط الذي تنشأ فيه الفتاة او المرأة. فالمجتمع يرفض هذه الظاهرة لانها (مقرفة) ..
كما انه في المقابل هناك فتيات يرفضن ان يتزوجن الرجل الذي يتعاطى التمباك جملة وتفصيلا .. ولا يقبلن ان يتفاوض معهن احد على قبولها بالزواج منه. لذلك الكثيرات ذهبن بعلاقتهن لمراحل الزواج وعندما علمن بانه يتعاطى التمباك رفضن الارتباط به لمجرد أنه (بسف)
(سلوكيات):
تفشت ظاهرة تعاطي التمباك في احدى كليات البنات الخاصة بصورة واضحة العيانة وكانن اغلبهن يتعاطينه أثناء المحاضرة فتصدرت حينها تلك الكلية وكان ذلك قبل اكثر من عامين .
اصدرت لائحة تمنع طالباتها من تعاطي (التمباك) وتدخين السجائر وشرب الكحول والمخدرات و لعب الكوتشينة والزغاريد والأصوات العالية والاستخدام المفرط لأدوات الزينة والتجميل.. كما فرضت عليهن الزي المحتشم داخل الحرم الجامعي.