
وغابت شمس المليشيا.. الفاشر ..صمود (الميارم) ..وجسارة (المشتركة)!
وغابت شمس المليشيا..!
الفاشر ابوزكريا..صمود (الميارم) ..وجسارة (المشتركة)..!
تهديدات (المليشيا) للشمالية..ما بين (التمويه) والانتحار العسكري..!
تقرير/ هاشم عبد الفتاح
بحسب المعطيات في المشهد العسكري في السودان فإن هذه الحرب ربما انتقلت كليا إلى ميادين دارفور وذلك كنتيجة مباشرة لحالة التضييق التي تواجهها الآن المليشيا المتمردة في الشمال وبالأخص في الخرطوم والجزيرة الأمر الذي دفع بقايا المليشيا للهروب الكبير من المعارك والاحتماء بقواعدها (وحواضنها) الإجتماعية
وفي هذه المساحة نحاول الحصول على إفادات ورؤى تحليلية لطبيعة المشهد العسكري في مقبل الأيام وما يمكن أن يحدث من توقعات من مواجهات عسكرية بين الجيش والمليشيا في ميدان الفاشر ونحاول كذلك تفكيك (شفرة) ..
لماذا لا زالت المليشيا متمسكة بالفاشر ؟ .. وما الذي تريده كذلك من تهديدها للشمالية ونهر النيل؟
إنهيار المنظومة القتالية للمليشيا..!
بداية تحدث لنا سعادة اللواء آدم يونس قائد القطاع الأوسط بحركة تحرير السودان (نسخة القائد مني اركو مناوي ) ويقول: إن الرؤية التحليليه للمشهد العسكري الراهن تتلخص في (شقين) جانب تكتيكي وجانب استراتيجي.
فمن الناحية التكتيكية هنالك انهيار شبه كامل للمنظومة القتاليه للمليشيا بسبب تعرضها لهزائم متتالية وساحقة من القوات المسلحة حيث ان المليشيا خلال ايام فقدت كل مواقعها في ولايات الجزيره والنيل الابيض والنيل الازرق وسنار واكثر من90%من ولاية الخرطوم .
وجاءت هذه النتائج نتيجة تكتيكات القوات المسلحه والقوات المسانده لها بقطع خطوط الإمداد وفرض الحصار علي قوات المليشيا اما الناحيه الاستراتيجيه فقد تغيير وضع القوات المسلحه والقوات المسانده من وضع الدفاع والحصار الي حاله الاقتحام والهجوم واستخدام الاسلحه المتطوره من طيران ومسيرات لذلك اتقلبت الموازين بشكل درامي لصالح القوات المسلحه والقوات المسانده لها
تصاعد وتيرة المواجهة بالفاشر..!
واضاف اللواء آدم : أنه من المتوقع ان يشتد مستوى القتال بين المليشيا والقوات المسلحة والقوات المسانده بمدينة الفاشر لان كل قوات الجنجويد المهزومة هربت الي دارفور وتجمعت هنالك ولازالت تنوي اسقاط الفاشر ،
ولكننا على ثقة تامة بان الفاشر لن تسقط لان القوات المسلحه والقوات المشتركة سوف تحرك عدة متحركات في إتجاه تحرير اجزاء من كردفان وفك حصار الفاشر ومن ثم تحرير الاقليم والقضاء أن كاملاً علي المليشيا الفاشية .
وأكد أن تمسك المليشيا بالفاشر بالرغم من الهزائم المتتالية والخسائر الكبيرة التي منيت بها في الارواح والعتاد العسكري لان هذه المليشيا عندما فشلت في الاستيلاء علي الدولة وضعت (الخطه ب) قيد التنفيذ وهو إسقاط الفاشر واعلان دولة (ال دقلو) الارهابيه من الفاشر للرمزية التاريخية لهذه المدينة ولأنها عاصمة اقليم دارفور لذلك كان التركيز كبير جدا علي الفاشر من دويلة الشر ومن قيادة المليشيا ومن الداعمين لهم
محاولة إرباك الجيش..!
وأشار سعادة اللواء آدم إلى أن تهديد المليشيا المتمردة باجتياح نهر النيل والشمالية هو مجرد (تكتيك) لتشتيت تركيز القوات المسلحة والقوة المشتركة وتوجيه انظارهم تجاه الشمال لكي يقوموا بإسقاط الفاشر وإعلان دولتهم لان المليشيا عندما دارت الحرب في 15 / ابريل كانت في قاعدة مروي ثم انسحبت منها الي امدرمان ووصلت الي الجنينة وارتكبت هذه القوات المتمردة جرائم الابادة الجماعية المشهورة واغتالت وإلي غرب دارفور اللواء خميس ابكر بالرغم من أن (شندي ودنقلا) كانتا قريبتين جدا من مروي لكنهم بالطبع كانوا يريدون الفاشر.
صمود ميارم الفاشر ..!
وفي السياق ذاته تحدث القيادي بشرق السودان والبرلماني السابق مبارك النور قائلاً إن المعركة الآن في خواتيمها ، وواضح جدآ أن القوة الصلبة للدعم السريع انكسرت وانضربت في مقتل والجيش الآن يحقق انتصارات كبيرة وواضحة في كل السودان والقوات المسلحة السودانية مدربة ومؤهلة وعمرها مائة سنة لن تهزمه (مليشيا) ملقطة من عرب الشتات تم تجميعها من دول الجوار من مرتزقة وعملاء وخونة .
ونحن على قناعة بأن القوات المسلحة سوف تنتصر ولو بعد حين صحيح أن الحرب انتقلت إلى دارفور وأن الفاشر صامدة صمود الجبال الرواسي وبها رجال أشداء أقوياء يشكلون مناعة قوية للفاشر من القوات المشتركة ومن (ميارم) الفاشر وابناءها من الوطنيين المخلصين ، وكلنا الآن الفاشر، ونحن على استعداد للدفاع عنها إلى آخر شهيد سوداني .
المغامرة الخاسرة..!
وأكد مبارك النور أن هذه المليشيا تقود الآن مغامرة (خاسرة) ، وحتما ستباد إلى آخرها وهى الآن تلعب بالنار وهى الآن فقدت أكثر من (٦٥٠) من قواتها من الهالكين بهذه المليشيا وستفقد المليشيا ذات العدد إذا حاولت الإستمرار في الحرب..الجيش ..جيش (ما بداوس).
أما القوات المشتركة فهى قوات وطنية لديها مبادئ تقاتل من أجلها وهناك المجاهدين والمستنفرين وكتائب البراء والمقاومة الشعبية (والنخبة) وجهاز المخابرات العامة وقوات الشرطة (وابوطيرة) ، بل كل الشعب السوداني ملتف حول الجيش ، وقطعا سيهزم هذه المليشيا هزيمة نكراء .
دروس من الفاشر..!
وفي الفاشر تم تلقين المليشيا الدروس ، وسيلقنون مرة أخرى في الفاشر وستكون مقبرتهم النهائية في دارفور .
ونحن نتوقع أن تشتد المواجهة العسكرية بين الجيش والمليشيا في الفاشر وفي دارفور كلها وفي عدد من مناطق السودان ،واعتقد أن أي معركة تخوضها المليشيا مع الجيش فهى منهزمة وسوف يستلم الجيش المزيد من الغنائم وسوف يستلم المزيد من الأسرى ويبيد عدد من المليشيا ويدمر آلياتها وينتصر نصرا عزيزا مؤزرا
نحن نعلم تماماً أن المليشيا متمسكة بالفاشر لأنها (مقاولة) من الراعي الرسمي والممول الإماراتي ومن بعض المنظمات والداعمين ولذلك هم مأمورين بإسقاط الفاشر وأعتقد أن هذه المجموعات لا تدري إلى أين هي متجهة فقط هم يستلمون الأموال والعتاد ويتجهون حسب رؤية الكفيل .
وربما لا يدري هذا الممول أن للشعب السوداني قضية وأنه على إستعداد للموت من أجل الوطن ومن أجل الاخلاق والعرض والأخلاق ، ومهما تكالب علينا الأعداء فنحن المنتصرين ونقول لهؤلاء الملايش أن مصيركم إلى زوال .
فقدان المنطق..!
وقال الأستاذ مبارك النور أن الذي تريده المليشيا من الشمالية ونهر النيل يعبر تماماً عن فقدانها للمنطق ونحن نقول للسيد عبد الرحيم دقلو أن السودان كله الشمالية ونهر النيل ، وناس دارفور نفسهم على إستعداد لحماية الشمالية ونهر النيل.
وكذلك اهل كردفان وأهل الشرق والخرطوم والجزيرة فكلهم على إستعداد لحماية وأمن الشمالية ونهر النيل فكلنا (عصبة) وجيش وأحد..وشعب وأحد نحن أبناء السودان وعدونا واحد.. مليشيا ومرتزقة (ملقطة) من دول الجوار وعربان الشتات مدعومة من الخارج
وأكد الأستاذ مبارك النور بأنهم جميعاً مع الشعب السوداني ..وكلنا مقاومة شعبية ومستعدين للموت من اجل هذه الأرض والعرض وتطهيرها من دنس هذه المليشيا ونحذر أي دولة دعمت هذه المليشيا نقول لها أننا لن نتخلي عن حقنا ونعرف تماما كيف نرد الصاع ..ليس صاعين وانما ثلاثة صاع وأربعة صاع ..والزول الذي ظلمنا (يشيل شيلتون) ..
محاولات زرع الفتنة..!
وفي المنحى ذاته يعتقد دكتور ياسر عبدالجبار
المستشار بلجنة الدفاع والحريات بمجلس التنمية العربية والتعاون الدولى
أن الناظر للحرب الدائرة منذ منتصف ابريل ٢٠٢٣ يلحظ بوضوح ان ترجيح الكفة كان يتحول بوتيرة بطئية مدروسة بدقة لصالح الجيش نتج عنها تحرير كل المناطق التى سيطرت عليها المليشيا فى الخرطوم والجزيرة وسنجة وسنار بتكلفة معقولة من الخسائر تكاد تكون الاقل مقارنة بعتاد وتسليح وعدد مقاتلى المليشيا….وتحول الجيش كليا لمهاجم بعد ان كان مدافعا عن مقاره لاكتر من ١٨ شهرا.
واعتقد ان اصرار المليشيا على اسقاط الفاشر له دوافع متعددة اهمها احكام السيطرة على كل دارفور وبالتالى حرية دخول الامدادات عبر الدول مشتركة الحدود معها واستخدام كل المطارات بحرية وارسال رسالة للخرطوم بامكانية ولادة دولة منفصلة غربى البلاد
استهداف الشمالية .. إنتحار عسكري..!
وأشار دكتور ياسر إلى ان تصريحات المليشيا باستهداف الشمالية ونهر النيل ماهو الا (تمويه) لصرف النظر عن الفاشر ..فمهاجمة الشمالية قبل اسقاط الفاشر انتحار عسكرى سيكون قاصمة ظهر لها.
والملاحظ أيضا ان المليشيا عبر غرف اعلامها الموجه تحاول زرع الفتنة بين الجيش والقوات المشتركة بايحاءتها بان الجيش غير جاد لفك الحصار عن الفاشر وانه يعتبرها معركة تخص المشتركة بالدرجة الاولى..
كما ان هناك متغيرات على ارض الواقع جديرة بالانتباه وهى ان طيران الجيش لم يعد فعالا فى مدن دارفور الكبرى لوجود منظومات تشويش ومضادات فائقة الدقة حيدت طلعات الطيران بصورة كبيرة واسقطت كم مقدر من الطائرات خلال الشهر الماضى وبالتالى تقليل الطلعات الجوية قد يخدم مزاعم المليشيا بعدم اجتهاد الجيش فى فك الحصار عن الفاشر وقد يؤدى الى بوادر خلافات بين الجيش والحركات.
ان استطاع الجيش والمشتركة فك حصار الفاشر والتغلغل داخل دارفور تكون الحرب قد اقتربت من نهايتها ويجب عندها وضع سيناريوهات ادارة المشهد السودانى بالية تضمن الحل السياسى المتدرج نحو انشاء دولة سودانية واعدة تنبذ الفرقة والشتات.