المرأة

زوجات يتعرضن للتحرش من أخوان أزواجهن

يعانين ولا يكسرن (الصمت) في مجتمعنا ..

زوجات يتعرضن للتحرش من أخوان أزواجهن

يعانين ولا يكسرن (الصمت) في مجتمعنا ..

الخرطوم _ زحل نيوز

ادهشني منشور في قروب نسائي على موقع (الفيس بوك) خاص بالسودانيات ويضم مجموعة كبيرة من مختلف الاعمار .توقفت عند المنشور (الغريب) علينا كسودانيين حيث عرضت صاحبة المنشور مشكلتها بحياء شديد ويظهر انها تعاني بل تعيش مأساة بسبب هذه المشكلة التي تتمثل في قيام شقيق زوجها الأصغر بالتحرش بها بصورة مستمرة .

وكتبت فهو يطاردني متى مايجدني بمفردي، ووصل به الحد ان يلحقني الى غرفتي ويطرق الباب مرارا وتكرارا لكنني لا افتح له ولا اتحدث معه .. وقالت انا عمري (30 عامًا) تزوجت وسكنت مع نسابتي منذ ستة سنوات ولم ارزق حتى الان بالذرية. في اول سنواتي معهم كنت اعيش حياة هادئة رغم المشاحنات بيني واخوات زوجي ووالدته من حين لاخر ، فبدأت المأساة التي أعيشها حينما بدأ شقيق زوجي الأصغر يتحين فرصة غيابه ويمطرني بكلمات الغزل ،

 

زوجات يتعرضن للتحرش من أخوان أزواجهن
زوجات يتعرضن للتحرش من أخوان أزواجهن

والتقرب مني وزادت: “في البداية نهرته و زجرته وذكرته أن زوجي شقيقه وأني بمثابة أمانة اخوك، لكنه تمادى وتطور الأمر إلى محاولات تحرش. وكثيرا ما كنت اهدده أنني سأشكوه لاخيه وامه وأخبرهم بكل شئ، ولكن في الحقيقة أخاف أن يكذبني زوجي واهله أو يتهموني أني أحاول إحداث وقيعة بينهما، أو أنهم يتهموني باني ابهته.

خصوصا هم يقفوا مع بعضهم حتى في الباطل .ويحترمون ابنهم الاصغر ويدللونه كثيرا. وزيلت كاتبة المنشور شوروا علي يا اخواتي ماذا افعل؟) الى هنا انتهى منشور استشارة الزوجة .فجاءت التعليقات على المنشور مختلفة ولكن الاغلبية من النساء نصحنها بأن تخبر زوجها واهله بما يفعله ابنهم مهما كانت النتائج.

واخريات نصحنها بأن تطلب من زوجها الانتقال الى سكن بمفردهم وان رفض تذهب الى بيت اهلها دون ان تخبر الاسرتين بالمشكلة درءا لما يحدث في حال معرفة المشكلة. بينما كان رد بعض النسوة ان تصارح نسيبتها بالحاصل دون ان يعلم الزوج ويقمن بحل المشكلة بعيدا عنه.

( 1)

بدوري دخلت على كاتبة المنشور في الخاص ودردشت معها حول المشكلة والتي اعتبرها كبيرة جدا .فزادتني حيرة عندما علمت بأن هناك الكثيرات تعرفهن يعانين من هذه المشكلة (تحرش اشقاء الزوج بهن) ومن بينهن خالتها التي اصبحت الان مطلقة لانها اشتكت لزوجها من اخيه الذي ترك كل شئ وجلس بالبيت من اجل ان يغازلها ويمطرها بكلام الغرام طول الوقت.

زوجات يتعرضن للتحرش من أخوان أزواجهن
زوجات يتعرضن للتحرش من أخوان أزواجهن

وعندما اخبرت زوجها زجرها واتهمها بالكذب والافتراء على شقيقه الأكبر، وبدلا من أن ينصفها أو يهدئ من روعها حذرها من التحدث في هذا الامر مرة ثانية فطلبت الطلاق وقد كان .. وايضا من خلال التعليقات على المنشور . كانت هناك اخرى كتبت (الحال من بعضو كلنا في الهواء سواء يا اختي ولا ندري ماذا نفعل مع مجتمع لا يرحم المرأة ويبرئ المجرم) .

وهي الاخرى دردشت معها في الخاص ووعدتها ان لا اكشف عن اسمها فقالت (ح) انا سكنت مع نسابتي في منزل صغير جدا يضم اخوات زوجي وشقيقه الوحيد ووالداه متوفيين فهو الاكبر ولا طريق له ان يسكن بعيدا عن اخواته غير المتزوجات وشقيقه الذي يعمل باحدى الشركات .

وقالت يذهب زوجي للعمل واخواته احداهن تذهب للعمل والثانية الى الجامعة وافضل انا وحدي بالبيت فيأتي شقيقه من العمل مبكرا ويحاول التحرش بي في كل مرة وطلبت من زوجي ان ابحث عن عمل او ان اذهب يوميا الى منزل اهلي بدلا من اكون وحدي بالمنزل وارجع مع وقت رجوعهم للبيت فرفض ذلك جملة وتفصيلا بحجة ان البيت امان والحي امان ولا داعي لذلك .

اخشى ان اشتكي له اخيه وتكبر المشكلة الكبيرة اصلا ونصل الى حد خراب البيت . وقالت: ظللت ساكتة على هذه المصيبة حتى اللحظة التي اتحدث فيها معك.خاصة ان عندي صديقتي قد منعتني من التحدث بذلك وان تصبر وهي كانت قد تعرضت لذات المشكلة ولم تصبر عليها فاخبرت زوجها ان أخاه قد تجاوز حدوده معها وأنه يجب أن يتدخل و يردعه،

فما كان من زوجها واسرته وشقيقه الذي يتحرش بها اتفقوا عليها واتهموها بانها هي من كانت تفعل ذلك معه وصارت المشاكل كبيرة بين الاسرتين وانتهت الحكاية بطلاقها دون ان يعرف من المجرم ومن المظلوم؟ فانا اخشى كل ذلك فاصبحت ساكتة بنصيحة امي ايضا التي الجمتني بنصيحتها فقالت لي (اسكتي ما تعملي لينا فضيحة) وقالت لي ايضا هو من السهل عليه أن يستبدلك بزوجه أخرى لكنه لا يستطيع أن يستبدل أخاه بأخ آخر، والان انا أعيش في رعب مستمر، ولا أستطيع أن أتحدث مع أحد في هذا الموضوع.

(2)

المجتمع ملئ بمثل هذه النماذج التي ذكرناها اعلاه فكم من أخ يتحرش بزوجة أخيه، وهذه الظاهرة الكبيرة والغريبة في مجتمعنا السوداني هي قضية تمس الفرد والمجتمع، ولها آثار بالغة الخطورة على المرأة، الاثار النفسية والاجتماعية التي تتركها هذه الحادثة على المرأة خاصة والأسرة عامة، الأمر الذي يؤثر سلبيا على المجتمع، ويؤدي إلى تفككه وانتشار الفتن والصراعات بين الجميع لذلك هي في الكتمان دائما الا ما ندر .

والحقيقة اننا كنا نسمع بمثل هذه الاشياء من المجتمعات الاخرى ولا ندري ان مجتمعنا ملئ بها الا انها تعد من الجرائم المسكوت عنها في مجتمعنا السوداني وكم من زوجة تطلقت بسپب تحرش (شقيق زوجها بها) والناس لا يعرفون سبب طلاقها لانها ببساطة اخفت السبب عن اهلها وجيرانها و صديقاتها ومن الطبيعي ان يخفي ذلك طليقها لان السبب يمس اسرته .

ففضل طلاقها بدلا من ان يزجر اخاه ويضعه في حده .. هذه الجريمة اول ما طرقناها وتحدثنا عنها كذا مرة في مجالس للنساء اتضح انها موجودة في مجتمعنا بقوة حكايات وحكايات سمعناها من النسوة منهن بطلات للقصة وأخريات يسمعن بها . هذه القصص السيئة مع الاسف تلقي بظلالها الكئيب على مجتمعنا الا اننا ساكتين عنها لا نتاقشها البتة خوفا من الفضيحة  .

وهناك ماهو أكبر بكثير مما هو معلن عنه، نظرا لحساسية المسألة في ظل الطبيعة المحافظة لمجتمعنا السوداني التي تحيط هذه الحوادث بالسرية والكتمان تجنبا للعار، وتشويه سمعة الضحية أو خراب البيوت وما ترتبه من آثار اجتماعية خطيرة

(3)

وهذا الفعل المكروه والمنكر والمحرم يؤدي في النهاية إلى الفساد والخراب وهدم البيوت العامرة حسب قول دكتورة دولت حسن استاذة علم الاجتماع والخبيرة في شئون الاسرة وقالت ل(زحل نيوز) السبب في ذلك هو عدم المحافظة على أخلاقيات الدين والاستهتار بشرائع الله وأوامره ونواهيه ، وبعض الاسر السودانية سواء ان كانوا في المدن او القرى يصرون ان يسكن ابنهم بزوحته معهم حتى لو توفرت له إمكانية الاستغلال في السكن فتسكن زوجته وسط اخوانه.

ومن الممكن أن يحدث التحرش والاعتداء الجنسي من أحدهم بسبب الاختلاط والتواجد فترات طويلة في أماكن مغلقة وخالية بدون مبالاة أو اهتمام من الباقين على اعتبار أنهم اشقاء زوجها. وكثير جدا من الزوجات يسكتن على ذلك ويعانين منه نفسيا لان الاذى النفسي الذي يحدث من تحرش واعتداء من شقيق الزوج يفوق بكثير ما يحدث من الغرباء،

فهو يأتي ممن يتوقع منهم الحماية والأمانة والمحافظة لذلك حيث يحدث ذلك تهتز معه الكثير من الثوابت والدعائم وتصبح الزوجة المغلوب على امرها في حالة حيرة شديدة واضطراب بين هل تكلم زوجها واهله .او تتحدث لاهلها ام تختار السكوت بسبب الفضيحة، وتعيش هكذا ..

وتابعت :أولا يجب على الازواج ان يحرصوا على السكن في مكان بعيد عن اسرته او قريب ولكن مستغل بحيث لا تكون في مكان واحد مع اخوانه وعلى الأسر السودانية ان تتفهم ذلك وهذه هي السكنة الشرعية التي حددها ديننا الحنيف لماذا نخالفها؟ و(الحمو نار).

وقالت:ثم على الزوجات اللائي يتعرضن لهذه الجريمة ان يفصحن عنها حالا بكل ثقة في النفس وان لا تهتز الواحدة وهي تتحدث بها امام زوجها او اهله واهلها لا مجال للخوف والمجاملة .اذا ردع الاهل ابنهم فيها وان كذبوها من الاحسن ان تذهب الى بيت اهلها وتنظر ماذا يفعل زوجها واهله فإن طلقها ذلك أفضل لها من ان تعيش هذا الاذى النفسي الخطير.

(4)

عموما .. المجتمع السوداني شئنا ام ابينا فقد تغير كثيرا في السنوات بداية من الألفية الثالثة. واصبحنا كل فترة نصحو على شئ جديد وغريب لدرجة اننا نقول تلك حكايات من الخيال . فالبيوت تمتلئ بمثل هذه القصص .

زوجات يعشن حياة غير آمنة في ظل وجود شقيق زوج متحرش لفظيا او جسديا.وكثير من الأسر تقف مع ابنها المذنب ولاتصدق أنه يفعل ذلك .فيرمون اللوم على زوجة الابن ويتهمونها بالكذب ويصل الامر الى الطلاق.لذلك تسكت الكثيرات ويتململن في بيت الزوجية (المهتز) بسبب الخوف من المجتمع ونظرته السالبة لمثل هذه الحالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى